هلاسات مجنون رسمي أو الأسود أسود والبراغيث براغيث…'المختار'
- zaratimoukhi
- 18 nov. 2020
- 3 min de lecture

هكذا توسّط القلب مفترق الرهان … وسطر بالأحمر منتهى الرهينة … وبداية التنبؤ بالحبّ … من وهج سكينة الروح بعد هياج الضوء وتفريطه في ركوب الشهب … لغاية التناسل في الكلمات … وإنتاج إنسان لا يفرّط في قلبه … حبّه … أحلامه البسيطة … إنسان أسد ذاته … لا يعرّي سوءته على القمر الغجريّ … بل يلاعب البحر ليغوي الشمس بتأسيس رضاب في طعم الشهد … يتذوّق عزّه من ثغر صبية من مجد وشهد … صبية تتوق للإنفراد بمحاسن الزمن … بروح تطمئن الأيام على ميراث الرحيل … صبية من مستحيل … تهب قلبها الجميل لليل مبهور بالغربة … وبوحدة الأسود ساعة غضب في الحبّ … صبية توفّر فيما توفّر للعاشق مشنقة البراغيث على عتبات أقدامها … التي لا يصمد العاشق في شمّ عطر الطريق منها … ويلعق خمره العمر الأصيل … نبراس وجوده … وخيالات صموده … من حلمة نهدها …فتيل نار الحبّ …
هكذا توسّط القلب مفترق الرهان … وباشر هزم الأحزان … بأغنية مفتونة بالصبر المبهر…والتواطؤ مع فجر شرب المرّ عسى الأنغام تمرّ في دم البرغوث الغرّ … وتعلّمه معنى الحياة بلا حلم من جمرّ … حلم يعتريه حلم بالظفر بمعبودة تسرّ القلب المعمّر في عمر تعب من الكرّ والكرّ … هكذا توسّط القلب مفترق الرهان … وسلّم الأمان لصاحب الدابة يردمه في صحراء لا مكان فيها للمكان … هكذا تمهّل النذير في قراءة الصوت الذي خان … ووئد ضمانة الودّ الفاسد … في برامج الحرمان المقسّط … المبرمج في كلّ أركان مدينة النسيان المستتبّ … وهكذا تجوّل البصر في خطر القادم … وعاد نادما على انخراط الكلمات في الانغماس داخل نار الوجد … وعاد ساهما يمشي للإنفراد بالصمت … يشيد من دموع الصبايا الساخرة القناع المستهترة بأوضاع الضياع … صخرة سقراطيّة يذبح عليها إبراهيم أضحيته الموعودة … مفقودة كلماتي يا سيد الأحزان … لأنّ وجهي لي فقط … وقلبي للناس بلسم من حبّ … هكذا توسّط القلب مفترق الرهان … وكان للأيام معنى … يغيّب الشكّ في المطلق … ويبسم في وجه القلق … لينطلق في البرهنة على جدوى الحبّ الخالص … كان وجهي جالس على كتفيّ بعزّ ولازال كذلك … مادام لي وحدي وحدي … ولي وحدي رسم اللسان والشفتين التي بللها رذاذ ما كان رذاذ … ولاذ القلب بالتيه … وخلاصة الكينونة في الكائن الخارق… جازف بما ملكت يداه من راحة ضمير … ليطير إلى عالم موشوم على زند أفاعي كانت أغصان شجرة التفاح في جنّة عدن وبعد أن وسوست ونخست … أضحت ترجمان الزمان وشكّلت من كلّها مهد من أحضان نارها تحرق قلب الإنسان الحرّ … العاشق للجمال والقدرة الخارقة على الحبّ …
هكذا توسّط القلب مفترق الرهان … وطار النحس النجس إلى صفّ رصيف الموت في الضجيج والصخب المانع للجمع اكتشاف الذات … ذات صلاة كفر بالواقع المسدود الآفاق حين جثم ‘سفينكس’ على بوابة المدينة يسبر قتلاه … ويفتّش في الموتى عن حلّ للغز الرحيل … آه طيبة … وآه ‘أفروديت’ لم يبق معي من العمر ما أوضّب به حكمة أعمق … لأنّي أحسّ وأني أغرق في الحبّ حدّ الغضب … وأنجرّ لأجرّ وجهي إلى حيث يجتمع سحر ‘مينرفا’ فأسندي وحدتي بالأغاني واتركيني اكتشفني في عيونهنّ وأنال أشيب … دعيني أشرب … أشرب … أشرب حتى أرى وجهي عالقا على قلوبهنّ زنبقة … أو أشدّ … أو أكثر …
هكذا توسّط القلب مفترق الرهان … وغاب عنّي ما كان يلهمني صبرا جميلا … حين طاب المقام في السؤال… أكائن أنا زائل لا محالة… ؟ … وهددني الوجد بالجحود … نهرني قلبي حتى أعود من غيّ مشهود … مازلت حيّا يا وطني … ومازال الزوال يتنهد حين يسمع اسمي … ويمنحني فرص أكثر لتقويم لبّ المتاهة … ويتباهى بشرط ‘الأعزب على الجهالة’ … هكذا أمرّ إلى سيطرة ممنوعة على كنه الأحداث … وأوشوش للشجيرات الدرب المحبب الوحيد معلنا ذوباني في الريح … وفي الفصيح من كلمات الحبّ يا وطني … فانتظرني كل ليل عند باب الحان … أزكيك سيد الزمان . هكذا توسّط القلب مفترق الرهان وضاع مني بستان الورد … عنواني الأوحد حتى اليوم لأنني عدت مجنون رسمي …
يكره فيما يكره فضائح الأغاني السمجة في زمن قوّة الأغاني …لساني يتحرّك في فضاء إنساني فأنساني قليلا يا رزايا الزمان حتى أكمل نغمات الريح الفصيحة … وأؤمن درب كلمات ضريح العزّ المدمن حبّ …/…
تونس في : 08/04/2010
Comentarios