top of page
Rechercher

مذكرات جمعية مراجعات مع بعض من مسؤولي الزارات. {المختار المختاري 'الزاراتي'}

  • Photo du rédacteur: zaratimoukhi
    zaratimoukhi
  • 25 juil. 2022
  • 11 min de lecture

جمعيّة مراجعات لماذا هي زاراتية بامتياز؟

سنة 2015 كنت أحد المجتمعين في مقهى بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وكنّا ثلاثة (الأستاذ حمد المنصوري و الأستاذ حبيب القروي وكاتب هذه الكلمات) وكانت الجلسة متجهة نحو إنشاء جمعيّة تجمع بين من له القدرة على الإضافة النوعية من خارج الزارات ومن هم في داخلها لهم القدرة على التحرك والتنفيذ ولهم مكانة في بيئتهم (الزارات). واجتمعنا ثانية وبعد إحساسي بطول الزمن والمراوحة في نفس المكان ذهبت نحو إنشاء جمعية مراجعات بمكونات زاراية ومن لهم القدرة على الإضافة النوعية من الأصدقاء في العاصمة وكان التشكيل مثاليا بعض الشيء حيث (للزوارتية) مكانتهم الرئيسية.

وانطلقنا في الفعل الميداني منذ جانفي 2016 بإنشاء فروع وتركيز خلايا تجمع الوطن في حضن الزارات فكان فرع سوسة ثم فرع الكاف وأولهم غرع قابس ومقره الزارات.

وقائمته التالية:

الأستاذ ماهر المعيوفي رئيسا لفرع قابس وعضو الهيئة الوطنية

الأستاذ الطاهر اللغماني عضو الهيئة الوطنية

الأستاذ عبد الوهاب المختاري غضو الهيئة الوطنية

الأستاذة نادية الأحولي عضو الهيئة الوطنية

الأخ جهاد القروي (ساعتها)

الأخت هدى اللغماني

وصاحب هذه المذكرات. كلّ هؤلاء هم أبناء الزارات أبا عن جد وعن جدّ جدّ ومن العروق الحقيقية المؤسسة للزارات وكيانها وكينونتها.

وبداية اجمعنا الرأي حول التعريف بمخزون مبدعي الزارات وأطرافها في الوطن من خلال أهم مهرجاناته وأكبر محافله. فكان حضور الزارات في مهرجان قرطاج الشعري لدورتيه الأولى والثانية قبل تعطله حتى الآن وقمنا بتمكين أحبابنا من مارث من الحضور والمشاركة جنبا إلى جنب ويد واحدة فاعلة. من خلال إيماننا بدور الزوارتية في إشعاع الجنوب بمكوناته. وهو دور تاريخي يكسبها الريادة في مستواه ومراميه النبيلة وأهدافه الوطنيّة.

وبما أنني دارس لعلم التاريخ ومتحصّل على شهادة ختم المرحلة الأولى من التعليم العالي (نظم الأستاذيّة القديم) وكنت تقدّمت بأبحاث جامعيّة (سواء ببغداد أين كنت أدرس علم العربية والاجتماعيات بالجامعة ومع هذا كان اهتمامي بتاريخ الأدب وعلم التاريخ الذي أعتبره سيّد العلوم وأساسها ومنبتها الرئيسي) ثمّ في الجامعة وأنا أدرس علم التاريخ وبعدها في عملي الصحفي أو في إنتاجي الأدبية والفكري. الشيء الذي دفعني إلى الاهتمام بتاريخ موطني ومنبتي (الزارات) وكانت أولى المرتكزات دراسة لزائر جرجيسي يحمل لقب (الأبيض) اطلعت عليها وكانت منقوصة فاتخذتها كمنطلق وبنيت عليها حتى توصلت لأرضيّة مهمة لسكون الأخ ماهر المعيوفي حلقة من حلقات توسيع هذا المشروع وهو أحد أعمدة الجمعيّة حيث أعلمني بأنّ الدكتور مختار العياشي والذي كنت أعرف أنه ترأس وأسس المتحف التاريخي للتربية الراجع بالنظر لوزارة التربية التي أشتغل في صلبها.

له دراسات مهمة حول الزارات.

وفعلا كان الرجل في الموعد (وبكل حبّ) وبعد أن مكنته من النسخة الأولى لمشروع كتاب حول تاريخ الزارات (بعناصر علمية وليس اعتباطية) قدّم لي من الوثائق والدراسات التي قام بها.

ولمن لا يعلم فإنّ مثل هذه الهدية هي من أثمن وأغلى ما يمكن أن تهديه لشخص فهي عصارة بحث وتقصي ودراسة وتهب البحث عن المصادر في مراكز الأرشيف وغيرها مما يجعلها أثمن من كلّ كنوز الدنيا عند صاحبها. ولكنّ الرجل مكننا بكل حبّ من هذه الوثائق وزاد الإضافة حيث أشار علينا بوجوب الاتصال بابن أخته الباحث الأركيولوجي بالمعهد الوطني للتراث (معهد البحث عن الآثار الوطنيّة) الأستاذ (وأظنه اليوم وأنا أكتب هذه المذكرات أصبح دكتورا لأنني وفي آخر لقاء لي معه كان يعد لتقديم منجزه حول الفسيفساء لنيل شهادة الدكتوراه وهو حينها في المرحلة الأخيرة من التقديم).

ولم يبخل الباحث ابن الزارات لا فقط بالمعلومة بل وبالوثائق التاريخية والنصح والإشارة إلى وجهتنا الحقيقية بعد أن طرحت عليه فكرتي والمتمثلة في تحويل منطقة الزارات من منطقة بلدية إلى معتمديّة (ولها الحقّ القانوني في ذلك فالقانون التونسي يمنح هذه الرتبة للمكان الذي يتوفر على 8.000 ساكن والحال أن المنطقة البلديّة الزارات ومنذ إحصائيات 2014 تعد فوق 9.500 ساكن. وأيضا تحويلها إلى منطقة سياحية جامعة بين أثرية وترفيهية سياحيّة.

وهنا كانت صدمتي الأولى التي لم أتعلم منها لأسباب أشرحها في الأخير. حيث أعلمني أنه من يقف وراء دخول البنك الدولي لأرض الزارات وما تنتفع به من تمويلات من خلال برامجه حيث كان البنك ممولا لمشاريع بحثية عن الآثار بتونس وكان للأستاذ جمال الحاجي لقاءات بمدرائه وممثليه بتونس من خلال مشروع اببحث الأثري بسليانة (على ما أذكر 800 هكتار من الحفريات بتمويل من البنك الدولي وجامعة بولونية) وبعد أن توطدت علاقاته بهم وتفطنه لمشروعهم التنموي بتونس تدخّل لفائدة مسقط رأسه وكان لابد له من جمعيّة منتصبة قانونيا ليتمكن من ربط الصلة فأشاروا عليه بالسيد خالد الأحولي وكانت يرأس جمعية تنموية بالزارات. فقام بالتنسيق وربط الصلة وأوصاه أن يعلمه بالتطورات حتى يتمكن من فرض النصيب الأكبر والتعامل المنفتح والتعاون الكبير المثمر من خلال تدخله عبر علاقاته بهذه الجهة لكن حاصل الفعل أن السيد خالد تناسى وتجاهل وذهب إلى التفاوض ومن ثمة إلى إهدار وحتى هدم البناء كلّه ولم تستفيد الزارات التي كانت ستتمكن من نصيب مقدّر (بمليار و200 مليون) ولم يصلها منه في النهاية حتى النصف. بذهب المبلغ المتبقي إلى جهات أخرى (صحة لأمها).

وها اليوم توقف مهرجان الواحة بسبب غياب التمويل الذي كانت تتحصل عليه من خلال هذا البرنامج الذي مصدره البنك الدولي بسبب وشاية كيدية أرسلها زاراتي ضد زوارتية للبنك الدولي عبر الايمايل وكلكم تعرفون من يكون فلا فائدة في ذكر اسمه الآن.

المهم أعود إلى استياء كبير وجدته عند الأستاذ جمال الحاجي ومع ذلك اندفع معي في المشروع وبعد أن راسلت من خلال موقعي كرئيس للجمعيّة الجهات ذات الاختصاص.

مراسلة وزارة الثقافة

مراسلة وزارة السياحة

مراسلة وزارة أملاك الدولة

مراسلة وزارة التربية

مراسلة مجلس النواب

مراسلة وزارة الصحة

لماذا هذه الجهات بالذات وما النتائج؟

لم يكن في مقدور جمعيّة ذات اختصاص ثقافي مفاتحة وزارة الداخلية والتنمية المحلية في شأن تحويل المنطقة البلدية إلى معتمدية لذلك التففنا بشكل يؤسس بالنهاية لمنح الرتبة من خلال مراسلة أولى لوزارة الثقافة في مرحلة أولى في سنة 2018 / 2019 أي بعد مراسلة السيد الوزير بأيام قليلة تدخّل الدكتور مختار العياشي وهو صديق الأستاذ محمد محفوظ مدير عام المعهد الوطني للتراث لإيجاد حلّ لتمكين الزارات من تمويل وحفريات للمجال الذي تمت دراسته في بحثنا تاريخيا والذي هو منطقة أثرية مقبورة تحت المنطقة برمتها. والتي سبق في زيارتي الصيفية سنة 2016/2017 تفطنت لغياب اللوحة الفسيفسائيّة أعلمنا كجمعيّة في مراسلات موجهة للمعتمد والوالي ورئيس إقليم الحرس الوطني حول غياب اللوحة الفسيفسائية التي عراها سيل الأمطار سنة 2008.

والتي على إثرها تمّ القبض على عنصرين كانا قد تمكنا من كشف قطع أثرية وحاولا بيعها. ولكن هذه العملية الأمنية ليست ما نرغبه لأنها أوقعت بعناصر منفردة ولكن ثمة ما هو أكبر منها وتمثل شبكة.

وقام الأستاذ محمد محفوظ بتوجيه نسخة دارستنا البحثية مرفوقة بمراسلة رسمية إلى ممثليه بولاية قابس اللذين هاتفوني في قيلولة صيف 2019 ليبلغوني أنّ الوحيد في المعهد المختص في التاريخ القديم هو ابن الزارات الأستاذ جمال الحاجي لذلك كان سنة 2008 عند اكتشاف اللوحة الفسيفسائية هو من أرسله المعهد ليعد تقريره حولها وفعلا كان قد أوصى رئيس البلدية حينها بعمل يحمي منطقة معينة هي محور تاريخي مهم وأثري إلاّ أن رئيس البلدية لم يفعل المطلوب ربما استهان واستخفّ لقلة دراية ومعرفة أو لعدم اقتناع.

وطال الحديث عبر الهاتف في تقديم الحجج والبراهين التاريخية حتى توصلنا إلى حلّ ثاني أسرع وأنجع لتمكين الزارات من منطقة سياحية جامعة.

ولماذا جامعة وليس فقط ترفيهية أو مركز اصطياف وحسب؟

في هذه الحالة يصبح دور الزارات السياحي يقتصر على فترة زمنية محددة بالصيف وتركن بقية العام إلى حالها بينما تتمكن من خلال التصنيف الجامع من دورة سنوية كاملة حيث تكون مقصدا للسياحة الثقافية عبر مسلكها التاريخي والذي تخصص له نصيب من الرحلات بين تلمذية وطالبية وأيضا شبابية ووطنية.

ثمّ يمكنها التصنيف الجامع بتوفر أرضيته من الرحلات السياحية الأجنبية حيث تضم للمسلك السياحي الثقافي الوطني ضمن مسالك وزارة السياحة.

ولهذا كان نصح الإخوة بعد أن كنت قدّمت لهم بسطة عن دور الزارات حلال الحرب العالمية الثانية ومخلفاتها في المنطقة وكان ذلك بشكل عفوي ضمن سياق الحديث لتكون فكرة لدى مخاطبي بتوجيهي نحو تثمين هذه النقطة والعمل عليها في انتظار توفر الإمكانات المالية للقيام بحفريات أركيولوجية في المنطقة.

وفعلا قدمت للزارات وتجولت بمعية كلّ من الأستاذ ماهر المعيوفي وابن أخته جهاد القروي وحسب خارطة الأحداث التاريخية للحرب العالمية الثانية واكتشفت الكثير الذي وثقته وعدت به الى الأستاذ جمال الحاجي والدكتور مختار العياشي.

ومن ثمة طلب لقاء والتقينا بالوزبر الدكتور محمد زين العابدين. الذي رحب بي وبالجمعيّة. وتقدمت بحزمة ملفات مشاريع بين احتفالية (مهرجان صيفي يحمل عنوان ميراث الرحلة في ارض الزارات) وآخر صيفي أيضا (ليالي السينما في شاطئ الزارات) ومشاريع أخرى تهم باقي فروع الجمعية ومن ثمة تقدمنا بنسخة أولى غير مكتملة من مشروع كتاب تاريخ الزارات.

وعند تصفحه السريع له استوقفه اسم الشاعرين أحمد اللغماني ومختار اللغماني واخبرنا بحبه الشديد لهما مما فتح شهيتنا للحديث بودية وحميمية. وطالبنا بدار للثقافة (وللأمانة وجدنا ثمة من سبقنا لطرح هذه الفكرة على الوزير ذاته وأعني به السيّد بلبابة الكينوني صاحب جمعية العمل الثقافي بالزارات) ولكن هذه المرة كانت الإضافة دافعة للوزير بتحويل الملف في حينه إلى دائرة الاختصاص في وزارته حيث تمّ إعلامه بعناصر تؤكّد أحقية الزارات بمرتبة معتمدية ومن الواجب التسريع نحو تركيز الأسس ومنها دار للثقافة (مع العلم أن دور الثقافة لا تمنح إلاّ للمناطق المعتمدية).

وأوصانا بشروط من الواجب العمل على تسريع وجودها ليتمكن من المصادقة واتمام المشروع وأهمها أن الأرض التي سينجز عليها المشروع يجب أن تكون مملوكة للوزارة وليس لغيرها.

وقمت بمهاتفة السيّد رئيس البلدية ومراسلته عبر الفايسبوك للتسريع بإتمام المطلوب (وللتاريخ كان أشار إلى أرض أولى قرب ضريح البكاي ثم تراجع ليختار أخرى) ولكن ورغما تأكيدنا أن يتمّ إبلاغنا بالنتائج حتى نتمكن من الرجوع للوزير الذي مكننا من هذه العودة عند إتمام ما أوصى به إلاّ أننا وليوم كتابة هذه المذكرات لم يصلنا أيّ ردّ.

المنعرج:

في الصيف وكعادتي بعد (ما يسمى ثورة 2010/2011) التي جنيت منها فك الحصار الأمني اللصيق الذي كان مفروض عليّ على إثر عودتي من بغداد سنة 1993 وبلوغ معلومات مؤكدة من خلال واشي هو رئيس قسم اللغات بجامعة قابس بأنني كنت ضمن المتقدمين طوعا (فدائي) في جيش العراق في حرب الخليج 1991. ومكنهم من كامل المعلومات وحتى بعض الصور وهو الذي كان ضمن البعثيين (الصبابة) في بغداد. وعانيت الأمرين من غيابي عن أهلي وبلدتي حتى لا يلحق أحدهم أي أذا بسببي وبسبب رقابة أمن الدولة لي.

في تلك الصائفة القريبة وأظن من سأذكرهم بالأسماء مازالوا يذكرون الحادثة. وهم كلّ من الأستاذ مخلوف اللغماني والأستاذ صالح الحجاجي والأستاذ عبد السلام الدحماني وصاحبكم كاتب المذكرات تنقلنا إلى محطة عاجيل بالعرقوب وصعدنا إلى خلوة في الطابق العلوي وجلسنا حول هاتفي الذي كان قد طلب الأستاذ جمال الحاجي لمزيد تثبيت الكلام السابق الذكر الذي كان حوارنا طيلة جلسات في مقهى الكورنيش ون خلال حديثهم المباشر معه وتدخلي لمزيد التوضيح حول مسألة تحويل منطقة الزارات إلى منطقة سياحية جامعة. تكونت لدي فكرة كانت محور برنامج سارعت بمراسلاته للجهات الرئيسية وهي الجهات المتحاربة على ارض الزارات لتكوين مهرجان ذكرى الحرب العالمية الثانية في الزارات. والذي يفتح أبواب عدة من بينها وعلى رأسها جلب الدعم المادي للمنطقة تحت شعار إحياء الذكرى وإصلاح ما أفسدته الحرب.

وحتى يكتمل المشروع بأركانه تقدمت بمراسلة طلب لقاء مع وزير أملاك الدولة وكان ساعتها (مبروك كورشيد) الوزير. وكان من المقربين في ديوانه (ضو بو عبيد) الذي ندمت اشدّ الندم على طلبي منه فقط التسريع في اللقاء إلاّ أنه وبعد توضيح الغاية من اللقاء له تجاهل الأمر بل وحتى فعل عكس المطلوب. مما أثار غضبي وتمّ إقصائه من معارفي ليوم الدين.

فما كان المطلوب من وزير أملاك الدولة وما دخله في ملف المنطقة السياحية؟

كنّا نأمل في إقناع الوزير بتمكين البلدية من الأراضي الدوليّة لتضعها ضمن مقاسم تمنح لأصحاب المشاريع السياحيّة سواء بالكراء أو البيع والتفويت. أو حتى تخصيص جزء منها يكون مادة لمشاريع شبابية سياحية. وكانت الوضعية العامة بالبلاد تسمح بذلك.

ولكن وبعد مفاتحتنا للأستاذ عبد السلام الدحماني بالمشاريع برمتها (تحويل الزارات لمنطقة سياحية ومعتمدية وتمكينها من الأراضي الدولية وتوصيتنا له بالتعاون معنا واطلاعنا حتى نتمكن من دعمه وإسناده بما يتوفر لدينا من جهات مساندة الا انه سارع بالعمل وحده وكنا نعلم بتحركاته وزياراته لمكاتب الوزارات بتونس وتعاونه مع الوالي النهضاوي الذي دعم ملف دخيلة توجان وتخلى عن الزارات في ملف المعتمدية رغما كل ما فعله له الأستاذ عبد السلام.

وليرضى فقط برتبة منطقة سياحية ترفيهية ضمن خارطة مسلك رباعي الأطراف. ولولا دعم وتكتل هذا الرباعي لما نال ما نال من قليل بينما كان بين يدينا الكثير الذي هو حق مكتسب وليس منه من احد وهذا جزاء من يرفض التعاون ويؤمن بالحل الفردي ربما سجل له التاريخ الذي يكتبه لنفسه لأن الأحياء مازالوا ومازال الحقائق تظهر في مناسبتها وتوقيتها المناسب.

وها هي مذكراتي تخبر من لم يبلغه علم بحقائق يراد لها الإقبار حتى يظهر من يظهر على أنه المنقذ والرمز المفكر والعقل المدبّر وينسى أنّ شرف (الكرطابة) أكبر وأجمل وأرقى من شرف (الكراسي) (فالكرطابة علم وفكر وشخصية ومكانة اعتبارية رمزية في قلوب وعقول أجيال) أما (الكراسي فهي زائلة وعاقبتها وخيمة والتاريخ حافل بكوارثها التي طالت كل من عوّل على ديمومتها) فهي تكليف وليست تشريف وحملها وزر على عاتق من يجلس لينصب نفسه قائدا وأول مهامه الصدق وإسناد الحق لأصحابه قولا وفعلا وأيضا روح الجماعة (والأمر شورى بينكم) أليس هذا قول الدين الحنيف؟

ستقولون إذن لماذا زدنا بمراسلة:

مراسلة وزارة التربية

مراسلة مجلس النواب

مراسلة وزارة الصحة

أولا تقدّم إلينا الأستاذ محمد القروي وكان ساعتها مدير المدرسة الابتدائية حي الزهور وكان ذلك ذات أمسية ضمن برنامج مهرجان مختار اللغماني الذي كانت تقوم به جمعية الثقافة البديلة بمارث. والتي كان يرأسها الأستاذ عبد السلام الدحماني قبل أن يسحب منه البساط ويخرجوه منها.

وكان الأستاذ محمد القروي قد راسل مندوبية التربية لتحويل اسم المدرسة إلى مدرسة أحمد اللغماني. وقبلها في سنة 2017 وضمن احتفالية أقامتها الجمعية بدار بن عبدلله واستدعي اليها الدكتور ناجي جلول وزير التربية حينها وعلى اثر عقد شراكة بين الجمعية والوزارة. وضمن فعاليات الاحتفالية تكريم الشاعرين أحمد اللغماني ومختار اللغماني وحضر من عائلة الراحل أحمد اللغماني ابنه حسان والذي قدم له الوزير التكريم وكان راغبا في تسمية فضاء تربوي باسم الراحل الشاعر.

ولذا اجمع أفراد الجمعية على طلب تسمية جميع الفضاء التربوي بالزارات بأسماء كبار الجهة من الراحلين (قويدر العياشي واللغمانيين أحمد والمختار ومحمدالكرو) موزعين بين المعهد الثانوي والمدرسة الإعدادية و والمدرستين الابتدائيتين وكان الأستاذ عبد السلام الدحماني مدير الإعدادية حينها راغبا في تسميتها إعدادية مختار اللغماني.

ولكن الاختلافات التي برزت في توزيع الأسماء على الفضاء وخشية تطورها ألغينا المشروع برمته مؤجل إلى حين.

ثمّ ومن خلال علاقاتي بنواب بالمجلس النيابي وخصوصا أخ زوجتي ورفيقي القديم جدا وغيرهما من نواب الجبهة الشعبية آنذاك وكنت أنا نفسي (مسؤول عن التكوين والهيكلة والرسكلة بالجبهة الشعبية تنسيقية ولاية بن عروس) تدخلت بعد مراسلة الشركة السويسرية العاملة في حقل الزارات النفطي والموجود ضمن خارطة المياه الإقليمية البحرية للزارات ومن حق الزارات الانتفاع على الأقل بالاسم التجاري للحقل وبالتالي بعائد مادي يمنح للبلدية للتنمية المحلية والبيئة. ودفعت نحو وضع المشروع على طاولة المجلس النيابي بمعية مشروع مستشفى للزارات. والذي راسلت في خصوصه وزارة الصحة.

وعند نشري للخبر في جريدة الزارات الالكترونية وضمن التعليقات التي دفعتني (وبكل صدق) ليس للتخلي عن المشروعين بل وكل المشاريع وكل التحركات. إذا كتب أحدهم من جهله ما شنج أعصابي لكتلة الجهل التي نطق بها أستاذ يدرس أجيال والحمد لله أنه يدرس خارج الزارات وهو الزاراتي حيث كتب (هذه حملة انتخابية للسيد نزار عمامي) والحال أنّ النائب نزار عمامي الذي تطوع لإيصال صوت ومشاريع الزارات والضغط على الوزراء من حلال كتلته كاملة (كتلة الجبهة وتحالفاتها) نحو تحقيق الحلم الزاراتي. هو ابن المكناسي يعني من سيدي بوزيد ومن سكان منوبة ومنها صعد انتخابيا لمجلس النواب يعني لا علاقة له لا قانونا ولا غيره بالزارات لتكون ضمن حملته الانتخابية أضف إليه أنّ تلك الفترة كانت أوّل فترته النيابية يعني مازال زمااااااااااااان على انطلاق الحملات الانتخابية.

في خصوص مهرجان مختار اللغماني 2022:

لولا الوعد الذي قطعته للأستاذ ابن الزارات الذي لم يرغب في ذكر اسمه ولكني يوما ما حتما سأضطر لمخالفة الوعد لكن ليس الآن حتما. فإنه الشخص الوحيد الذي قام بالاتصال ببنك الجنوب المقر الرئيسي بالعاصمة والذي أحال الملف لفرعه الأصلي بقابس ومن ثمة الزارات وهو ذات الشخص الذي اتصل ونسق مع الأستاذ صاحب معمل العقرب ليمكننا من الدعم وهو أيضا من خلال موقعه ومعارفه من مكننا من الحافلة لنقل الضيوف ومن ثمة أكمل لفيف من أهل المختار اللغماني مصاريف المهرجان مع ما توفر لدى الجمعية لما تم انجاز تلك الدورة التي كانت سريعة الانجاز والتطبيق وأما وعود البلدية فلم يصل منها سوى بنزين الحافلة بعد وصولها للزارات وما قدّمه الأخ صالح الحجاجي من خلال علاقته الأسرية بالفنان ياسر جرادي الذي أثث حفل الافتتاح. هذا واقع الحال الحقيقي فكيف يمكن لنا التقدّم؟

لماذا راديو الزارات وأي مسار نتخذه له؟


قبل ما يناهز السنتين كان لابد من إيصال صوت الناس هناك إلى أوسع نطاق ممكن والتعريف بما يضيفونه للوطن رغم الإقصاء المتعمد سواء من مسؤولي الجهة الرسميين (معتمد ووالي ... إلخ) أو من الجهات الرسميّة الفوقية رغم تشدقها بأنها تعمل على فك الحصار على الجهات المنسية والمقصية رغم أنها تدفعه الأداء والضرائب حالها في ذلك حال أبناء الوطن ولا يصلها منه سوى النزر القليل وبالتالي فهي مسروقة الحق في مالها أولا الذي تدفعه في شكل ضرائب مباشرة وغير مباشرة (مباشرة والغير من خلال الرواتب والأداء المترتب على العمل والبيع والشراء وحتى السلع اليومية لضمان المعيشة فيها جزء من الضرائب الغير مباشرة وغيره من أنواع دولة الجباية) إلاّ أن الدولة لا تعطي لكل حق حقه وبالتالي كان لابد وأنا الذي اشتغلت في ميدان الصحافة منذ 1994 وحتى قبل ذلك في محاولات أولى في أواسط الثمانيانات أعلم جيد مكانة الصورة والكلمة ووسائط الاتصال والتواصل الحديثة والقديمة على السواء فكانت فكرة إنشاء راديو محلي على الواب لكن بعد تفكير رأينا أنه محلي ضيق وأفقه محصور بخارطة لذا وبعد بحث وجدنا آليات بسيطة لإنشاء محطة على النات لكن ليس لدينا على الميدان متفرغين للقيام بالمهمة لذا انتهينا الى حساب فيسبوكي فهو أكثر رواجا واستعمالا بين الناس وأقحمنا فيه من معارفنا الإعلاميين والمثقفين والمبدعين الذين لهم مكانة وصوت مسموع حتى يصل صوت الزارات إلى ابعد مجال ممكن.

ومن الملاحظ أنه يهتم بكل مشاريع حتى بسيطة موجودة على ارض الزارات ليعممها ويوسع دائرة المعلومة حولها بمعزل عن الترويج للزارات كقبلة ومنتجع سياحي متنوع وجامع. ولسنا ننتظر في كل أعمالنا لا شكر ولا حتى إشادة ونكتفي فقط بالذكر يوم نرحل عن هذي الدنيا أننا عشنا ومتنا وفي القلب حبّ خرافيّ لمنبتنا وقبلتنا الزارات.

هذا غيض من فيض:

إن هذه المذكرات ليست سوى غيض من فيض وليست سوى قطرة كان يجب عليّ أن أذكّر بها فالذكرى تنفع المؤمنين ومن يحاول طمسها أو المغامرة بتكذيبها أو حتى تكذيب كلمة منها لازلت حيا ارزق ولي بقايا وليس بقية واحدة وشهود كثر منهم من هو في العاصمة ويزور دوريا الزارات ومنهم من هو ماكث بها هناك يزيد على مقالي بما ينفع الناس حتى يكون الصدق ديدنهم ويعودوا الى سبيل الصواب وعوض الترقيع والمكاسب الذاتية والشخصانية التي تحرم الكثير مما هو مستحق للزارات وللزوارتية. ليكون الأمر شورى وكل ينفع بما لديه وللتاريخ كان في البداية عليّ أن أذكر أنّ السيّد محمد المنصوري يعتزم منح مكتبة ورقية وإعلامية ويمول دروسا خصوصية لأبناء الزارات من ماله الخاص في بداية مشروعنا لإنشاء جمعية للزارات في العاصمة وتجمع بين المغتربين بالعاصمة وأهاليهم بالزارات. إلاّ أنه لم يجد لا المساندة ولا من يقف معه في تطوعه.

لذا إنّ مثل هذا الفعل هو مدمر وليس يبني لأنّ الحقائق تظهر ولو بعد حين والتاريخ علم الحقائق وليس علم الوهم والتلفيق أو علم الاستهانة (بالكرطابة). ولنا في المذكرات مع الزارات كلام كثير.

25/07/2022

المختار المختاري 'الزاراتي'

ملاحظة: الكرطابة هي حمالة العلم وهي نسبة لمحفظة للمدرس وشرفه وقيمته في المجتمع.


 
 
 

Comentarios


Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter

©2020 par موقع المختار المختاري الزاراتي. Créé avec Wix.com

bottom of page