*هكذا تحكم تونس مذ ما يسمى الاستقلال وهكذا تقسّم ثرواتها*
- zaratimoukhi
- 22 mai 2020
- 3 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي

منذ رحيل فرنسا والى اليوم أي منذ 56 والاستقلال الداخلي الممنوح والموهوب بكل سمومه واولها واساس الاستعمار والاستحمار الاقتصادي وهو الاستقلال الممنوح لبورقيبة (الذي ظنّ لوهلة انه المنتصر والبطل والزعيم المجاهد الاكبر صاحب الاستقلال الابيض) وبعد تطويع كل ثروات البلاد التي كانت تدر الكثير على ايامها (حديد فسفاط نفط خام وخصوصا فلاحة) مع الهبات والمساعدات التي كان ينالها حتى يضمن جانبه وصوته الذي صوت البلاد بكل شعبها وتنويعاته التي كان يكبتها ويشردها وبلغ به الامر حد الاغتيال واستخدام القضاء للحكم بالاعدام بعد ان كشفت ازمة الاقتصاد في الستينات وبداية المديونية حقيقة البورقيبية وبورقيبة ووجهها الحقيقي لقدماء الفلاقة خصوصا ومن كان ينعتهم بالافاقيين الريفيين وكانه من سلالة البايات.
ومنها الى خلق محكمة امن الدولة وجناح امني كان في الاصل حامي البلاد ضد المؤامرات الاستخبارية والجاسوسية الخارجية ليصبح مهمته الرئيسية ملاحقة المعارضة الوطنية ونعني تحديدا (امن الدولة) وهو بورقيبة الذي ربا جيلا كاملا ومنه الى اجيال من الساسة المتسولين لائعي المواقف التي تستمد من روح وصوت شعب جهل وفقر حتى لا يعلوا له صوت على صوت هؤلاء الذين باسمه يتسولون لينهبوا ويكنزو ويؤسسوا امارتهم التي لم تتجاوز مساحتها الاستثمارية خمس مسساحة البلاد الاجمالية وحتى من ظهر في بقية الخارطة بشكل او باخر (غالبا ما يكون مصدر امواله التهريب أو المقاولات المحلية) التي يعوض بها عن التهاء الذين سموا بالقروش الكبار في بناء فضاءهم وجنة عدنهم في رقعة السلالة البهية التي نسيت تاريخها السابق كله بعد ان فتحت كنوز البلاد من خلال تاسيسها للوبي الحكم بضخ كل جيشها في الادارة والوزارة بعد القصر ليكون لها كل التواقيع اللازمة لتنفيذ مؤامراتها وربطت فئة المحليين الصغار بها موهمة اياهم بانهم سيحكمون في ديارهم بشكل مطلق فقط مهمتهم ان بضمنوا الهدوء والالتهاء والغيبوبة الكلية لمتساكنيهم عن ما يقترفون في البلاد وايضا العمى التام والرضاء المطلق بواقع الحال حين يغتصبون املاكهم ويجبروهم على التخللي عنها بابخس الاثمان ولو بلغ الامر تركها بور
ولم تبقي ولم تذر حتى بقي الاربعة اخماس من مساحة البلاد في فقر وخصاصة وحرمان وبؤس دفعهم ليؤسسوا الاحزمة الفقيرة في العواصم المشاهد الثلاث (صفاقس الساحل والعاصمة التي استقطبت العدد الاكبر )من الذين فرطوا في ارضهم الصغيرة باحثين عن شغل اكثر نفعا وقربا من مصادر العيش الذي خالوه كريم وفيه فرص التحسن ليؤسسوا قاعدة الاجرام القاعدية بينما اصله لايزال مستترا خلف ستائر القصور وتحت فساتين غواني وهبها تاريخ الخدم في البلاط العلي حتى وصموا‘ بالبلدية ’ اسم لاشرف فيه سوى وهم الشرف ولو دققوا في ما يحمله من معاني تاريخية لمحوه باسرع من رمشة جفن حتى لا تفضح سلالتهم ومنبتهم وعنصرهم.
واليوم وبعد اكثر من 54 سنة من التجهيل والتفقير والتصحير وتوجيه ثروات البلاد لجهة بعينها بينما اربعة اخماس مساحة البلاد لم يبنا فيها ولا حجر ولا حتى طريق سيارة تربطها ببعضها وبالمراكز ولا حتى بني فيها مشروعا مثمرا يحتوي كم العاطلين بمختلف شرائحهم وفوارقهم التعليمية.
واليوم وبعد تمام خمس سنوات من ما يسمى ثورة وبعد الكم الهائل من المديونية ماذا حصدت هذه الجهات (من جنوب وجنوب غربي وشمال وشمال غربي ووسط) هل كفّ عنها الظلم والقهر والتفقير والتجهيل والتخريب الاجتماعي والصحي؟
هل أخرجت من دائرة البطالة ودخلت مرحلة التعويل على الذات (ولا تبق ذلك المشهد الذي تحتاجه دولة المتسولين لاستعطاف الشعب والدول التي تعطي (فريبها) لتحصد من ورائه ما قيمته مليارات الدولارات أو تلك الحديقة الجوراسية التي نذهب اليها في قوافل اغاثة انتخابية ونحن مدججين (بالاقفاف المغلفة بشعار الانتخابات) وتحتوي على كويلو طماطم وجيغوا لحم ورطل كسكسي ودبوزة زيت حاكم؟
هل هذا سعر المواطن في اربعة اخماس البلاد لديكم بأس ما تكونون وبأس مؤسسكم ومن جابكم ومن ولاكم غائط اخر زمن
ملاحظة: لا يجب أن يفهم مقالي هذا على انه تحريض ضدّ جهة أو جهات وتكريسا لمنطق الجهويّة المقيتة لأنني شخصيا أعرف ما في قاع هذه الجهات من مآسي وغربال الحكام حتى في هذه الجهات أسقط من حساباته كلّ من الشريحة الوسطى ’التي كانت وسطى‘ وباقي فقراء هذه الجهات والذين لا نسب لهم لعائلات البلاط الحاكم لذلك هم معنا في نفس الوضع والمعانات وربّما أكثر إحساسا منّا بالغمط والغبن لأنّهم يعيشون في ذات المساحة التي تجعل منهم عبيد (سخرة وخمّاسة) في أرضهم وجهتهم لذلك أنبّه القارئ لأنّ المقال يخصّ مجرمي البلاط الحاكم وسلالة من استوزر وبلغ مرتبة سياسية أو اداريّة في ظلّ حكم بورقيبة والزين وحتى اليوم ما بعد ثورة الموز.
افريقيّة 19/01/2016
Comments