top of page
Rechercher

هذا حال الزوالي بفلوسو وكاينّو يُطلب بقلم المختار (22-10-2015 ) 'اسطرلاب'

  • Photo du rédacteur: zaratimoukhi
    zaratimoukhi
  • 22 févr. 2021
  • 4 min de lecture

من مضحكات هذا البلد أنّ الذي خطّه أهل العلم والكلمة والحكمة فيه تكرر حضورها وبقوّة في كلّ منعرج من منعرجات تحولات الناس الكبرى.

وهذا ابن خلدون تعود حكمته إلى السطح لتشير لنا بالبنان أننا لا نستحقّ حمل اسمه ووزر حكمته ولا نستحق أن يكون حاملا لذات النسب الذي يجمعنا به وكذلك من سبقه ومن تلاه من الذين قتلنا حلمهم واسمهم قبل ان نقتلهم على عادتنا في قتل أنبياءنا بكل حجة وذريعة مخادعة ودنيئة ورخيصة.

ومن بين المقولات المهمة التي استنتجها ووضعها حكمة وحلقة في اذن من يحكم كما المحكوم. أن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار وفي باطنه نظر وتحقيق وأن التاريخ يعيد نفسه في شكل مهزلة وغيرها مما يحمل للغرض من تصفح التاريخ والتدقيق في مجريات أحداثه ومعرفة أسس وعلل ونتائج كل حدث. حتى أنّ أعور الصهاينة في لحظة محاسبته من قبل نواب الكيان الغاصب الاسرائيلي بعد حرب أكتوبر التي كان لهم فيها انتصار محوري. وعند طرح السؤال عليه.

ـ كيف تجازف وتعيد ذات الخطة العسكرية التي نفذت في حرب 67 ؟

أجاب بكل ثقة بعد أن رمى كتابا منشورا يحمل جميع تفاصيل هذه الخطة.

ـ لو لم أكن متأكدا أن العرب لا يقرؤون لما فعلتها.لكنّي على يقين أنهم شعب لا يقرأ.

وأقف عند لا يقرأ حتى لا يذهب بي سخطي وغضبي الذي ينزع نزوع النقمة من حكّام خونة جهلة ومن

بطانة فاسدة سارقة مرتزقة غيبت عنهم حقائق الصادقين اللذين كانوا يقرؤون ويكتبون لينيروا للشعب ولهم الطريق ويردّوا ولو القليل من ما منحهم الشعب الكادح من أموال (عمومية مستقطعة في شكل ضرائب مخصصة جزء منها للتعليم) حتى يكون عيون ولسان وحكمة وشمعة نور تزيل ظلام ليل الوطن وتمسح دمعة نسائه الكادحات ووجع الفقر والحاجة عن رجاله المحكومين بالنار والحديد.

وبعد ما أسميتموها ثورة ثم أهديتموها للذين وضعتم اصابعكم في الحبر الانتخابي الديمقراطي جدا (و شرفا صونا للعرض) وبينما كنتم ترقصون طربا كان غيركم يؤسس في الظلمة جناحه المافيوزي في الجبال وفي الحدود الصحراوية ويشتري منكم من يشتري ليعيد ترتيب بيته وجيش حكمه للبلاد لخاصته.

وبالاستعانة بخبرات عدوّ مستعمر طبلتم لوجوده وسارعتم للرقص على وقع كلماته الواعدة بفتات ما ينهبه من خيراتكم ويوفرها له هذا الجناح أو ذاك من الاجنحة المتصارعة التي ورثناها منذ بورقيبة وأكمل الزين وأصهاره وعائلاتهم الفاطقة الناطقة بحماية هؤلاء المستعمرين الغرباء ليس تخريب الادارة التي يكررون في كلّ لحظة انها مفخرة بل وحتى جزء كبير من شارع جهّل وأعدم وعيه وشخصيته التي حوّلوها إلى سارقة مرتشية بالضرورة متسولة في أغلب الأحيان مستغلين فقر علمه ووعيه الذي أسسوه له. وواضعين حكمتهم في السرقة تحت شعار الطموح

وهنا لي سؤالين. الأول عن هذه المفخرة التي نسميها إدارة (كيف كانت تمرّ كلّ هذه المآسي والتجاوزات وبأي قانون وتحت أي مسمّى وشرط مرحلة وخطة اقتصادية ورقابة ادارية وغيرها من الأطر القانونية التي تضبطها الادارة بآلياته التنفيذية والرقابية كل هذه الكوارث المخربة للبلاد؟ ونحن نعلم أنّ في مشروع المصالحة هذا الذي يرغب تمريره الجميع وبلا استثناء ولا حياء بعد ان اتفق الكل على توسيع القائمة لتشمل مموليهم الرئيسيين وحتى الثانويين ومن يمين الى يسار الى وسط يسار ويسار اليمين شاهدنا مشنقة فقط لشعب واحد وفقط. وأن هذه القائمة تشمل اسماء فاعلين اداريين عادوا الى مناصبهم ومكاسبهم بعد أن انتصرت اجنحتهم في

مرحلتها الأولى من الصراع ضد ارادة الثورة الشعبية وخلى لها الميدان من انصار الشعب).

والآن مرّوا الى الصراع الأخوي (من منّا يحكم ؟)

ولأننا شعب سريع الالتهاب كما هو سريع النسيان أذكرهم بقولة ذلك التجمعي الذي وقف أمام مجلسكم التبسيسي قائلا بصريح العبارة (إن أزحتمونا اليوم غصبا فإننا عائدون بدمّ) ولنذكر والذكرى لا تنفع إلا المجانين (قولة غنوشي الزين الأغلبية الصامتة قادمة) وفعلا وهو الذي على علم بها وبطرقها وأساليبها يعرف جيدا أسرار حكمتها الغادرة وموطن سكاكينها في عمق جسدنا.

وأمّا سؤالي الثاني. فهو واحد أحد شامل. أين رقابة وزراء المال لما بعد ما تسمونه ثورة ديوانة رقابة

اقتصادية رقابة مالية وإدارية وغيرها من مصالح الرقابة على المال العام وتنظيم السوق التجارية والاقتصادية عموما؟ وسآخذ مثالا واحدا وبسيطا وكارثيّ.

تجارة المرض في بلادي. مع كلّ مسرحية حكومة منتخبة يصعد أحد الزعماء الفعليين ليبشرنا أنّ على الشعب أن يبتعد عن التدخين فهو مضرّ بالصحة وعن الشرب (شرب الكحول أعني) فهو مذهبة للعقل والمال. ويتعامل مع الشعب ليس كحاكم وانما (وهنا تكمن بساطة التفكير والجهل بأساليب الحكم عند هذا الطرف وذاك على السواء وأنهم ليسوا أهلا ليس للحكم فقط وإنما حتى لرقابة الحكام كما نواب مثلا في مجالس نيابية ينوبون فيها شعبا) لكن يحضرني مثل تونسي (أعمى يود في أعمى…وعمشة في دار العميان) وهم في الحقيقة عمي في الخطاب وليس في النوايا فمن الواضح أن البداية شملت السجائر والمشروبات الروحية ولكن بعد حماية شملت المشروبات الروحية من الخارج والداخل بقي ميدان السجائر وهو المقصود الحقيقي بالحملة مرصودا وفي مرمى أغراضهم (وهذه الحال منذ السراق القدامى أيام الزين حيث كانوا راغبين في شرائه بأرخص ثمن فسهلوا بإدارتهم الموالية لهم هذه الادارة المفخرة دخول السجائر القاتلة الحقيقية المجهولة الصنع والمصدر والمكونات) وليتواصل الحال وبشكل مكثف اكثر ومركز اكثر وبترغيب وترهيب للعاملين في مواقع شركة التبغ الوقيد وبتكديس الزيادات في اسعار السجائر التي يمكن للحظة وفي عملية حسابية بسيطة اكتشاف حجم الزيادة فيها بين أمس ما قبل ما تسمونها ثورة واليوم.

ومع اضافة أخرى وهي التنزيل في اسعار السلع المهربة المجهولة المصدر والمكونات وتغييب السلع الوطنية المدفوعة الثمن سلفا من الضرائب المستقطعة للغرض. وكل ذلك في النهاية للفوز بمصدر من أهم مصادر المال على حساب مجموعة كبيرة من الشعب مريضة بالإدمان قبل أن تكون متفاعلة مع السجائر للزينة أو الرفاهة أو للمناسبات السعيدة. ولولا تلك السجائر التي يعتمدها لزيادة التركيز أمام التشويش المركز العام والخاص وأمام الهجمات الداخلية والخارجية التي تشوش وتنغص عليه حياته في كل ثانية وهنيهة من الأخبار السارة جدا لحكامنا الأشاوس أبناء الشعب الذين تارة ينعتونا بجهلة للدين وأخرى متعصبين جهلة للكفر وأخرى جهلى لا نؤمن بالديمقراطية وغيره مما يدفعنا للتفكير والسؤال (من الجاهل فينا حقيقة ؟) ولنتذكر كيف نشأت المافيا في العالم ألم تكن في اساسها تجارة السجائر والوسكي قبل أن تتحول بعد هجرتها إلى أمريكة نحو تجارة المخدرات؟ ولكم يا ناس إن بقي فيكم بعض مما اشتق منه كلمة ناس وأقصد الانسانية شيء أو بعض شيء.

المختار

 
 
 

Comments


Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter

©2020 par موقع المختار المختاري الزاراتي. Créé avec Wix.com

bottom of page