top of page
Rechercher

نحن شعب قتلة الأنبياء

  • Photo du rédacteur: zaratimoukhi
    zaratimoukhi
  • 25 mai 2020
  • 7 min de lecture

نحن شعب قتلة الأنبياء فكيف لا نبيد مبدعين ومفكرينا وأعلام تاريخنا وتاريخنا برمته؟

فهل من قاتل يبدع إضافة في القتل حتى نمنحه جنسيتنا؟


بقلم: المختار المختاري الزاراتي

1* من لا ماضي له لا حاضر يبني من خلاله غدا صلب البنيان واثق القيام والقيامة :

ليس بالغريب بالنسبة إلي شخصيا أن أسمع من الشباب جيل الحاضر تلك الغمامة الوطنيّة القاتمة والثغرة السوداء الكبيرة والانفصام في شخصيّة فاقدة لسندها التاريخي بعامته وتاريخ شخصياتها بخاصة التي أضافت الكثير لوطن قتلها ثم ردمها ثم آباد ذكراها قصدا وعمدا حتى يعيش الحيّ تحت شمس سلطة لا تعيش بغير 'طباله وقوّده' وكتبة متكسبون مرتزقة الحاكم الربانيّ.

ثغرة وهوّة سحيقة يطلّ ظلمة غورها أقنعة كهّان القلم والريشة والوتر قاطبة سلالة القتلة اللذين تربو بحكمة وقع تحريفها عمدا لصالح تسلقهم ووصوليتهم المسترابة والمبطنة في شكل مقولات حكم منقولة لغايات التكسب لا غير فقتل الأب ليس إبادته من تاريخ البلاد قتل الأب في النص والإبداع ريشة ووترا وتقديم البحث الذاتي عن التغطي والتستر برداء الأب القديم لكن ما فعل على الأرض هو إبادة لتاريخ وطن برمته حتى غاب الذكر الحميد ولا نرى إلا اسطره وتمجيد بغاية الارتزاق من أسماء ترغبها السلطة لتزين بها عرشها بينما تقتل ما يكشف عورتها وغاياتها الدنيئة وأساليبها القذرة

حتى أصبحنا نعيش شكلا من أشكال الاسترقاق والاستعباد الثقافي والإبداعي من خلال استغلال الفقر والخصاصة وقلة ذات اليد التي غالبا ما كانت دافعا وعنوانا ومحورا يجمع المبدعين في خانته ومآسيه.

في ظلّ ثقافة البخس والتنكيل بأشكال وممارسات قذرة (وهذا اقل ما يمكن قوله) للحطّ من المبدعين وأشكال إبداعهم من خلال قائمة من الجهلة اللذين يستخدمون للغاية الرخيصة بباب المسخرة ومهزلة الإبداع والمبدعين على السواء مستخدمين عناصر عديدة وأسلحة الجهل كافة حتى يبرزون المبدع وإبداعه على انه ضرب من المهازل والحال أنهم يتخذون من جنود والمتكسبين من فتات الحاكم الرباني القرارات القرآني الكلام أول المبدعين على أرض الله وزعيم الثوار الأحرار جدا في زمن السجون والرقيب المنتشر في كامل تفاصيل لحظات وجود المبدع والعقاب بالإقصاء والسحق والمحق من الساحة الثقافية بكافة مواقعها ومنابرها حتى لا يصل الصوت للجماهير ويصل المعنى للمنصت الحقيقي ويجهزون الموت له في الحياة تحضيرا وتمهيدا للإبادة بعد الموت. حتى قتلوا الثقافة والإبداع في بلاد رتع في منابها ومثلها خارج الحدود مثلما داخله مخبرون بدرجة مستكتب ثقافي يقدمون تقاريرهم في أي تظاهرة ومهرجان حتى بلغ أمرهم بعد استقالة جماعية للمبدعين الحقيقيين أن كتبوا تقاريرهم في بعضهم وبتشديد القصد والعمد والترصد.

واتخذوا من بعض الأقطار العربية التي يحكمها السيف فقط ما يصلح ليكون نموذجهم لتكوين شخصية الزبانية المبيد الذي لا يفلح في غير السحق والمحق والإبادة النوعيّة لكلّ جميل عمّر وأشعّ وحمل اسم الوطن إلى الأبعد من سمائه الأولى وإلى سماء الكون بتاريخه الذي يكتبه راهن ليعونه بإبداعه الفكري أو الأدبي أو حتى أعماله العقل والروح في تشريح عقيدته وإبراز وجهها الخفيّ والمشوه بفعل حاكم راغب في ديمومة وجود دمه وفصيلته وليس هو وحسب وأيضا تجاه من يحاول تدنيس عالمه بفكر ووجود المغتصب المستقوي بقوة سلاح آو طغمة. حتى عدنا للنقطة التي قال عنها الأجداد:

2*قنديل باب منارة يضوي على البراني.

نعم نحن أمّة تربت في غالبية من اعتلى سلطان سلطتها 'من أكبر كرسيّ حتى أصغره' على قتل السابق ومحو أثاره إن لم يقع حتى التنكيل به ومحو ذكراه حتى يكتسب حاكم يومهم شرعيّة والعصي. التي يرى من خلالها أنه سيد الملك المطلق وأنه المبدع الأول والمفكر الملهم الأول والمجاهد الأكبر والزعيم الأوحد وحتى إن لزم الأمر فهو المشرّع والرسول المنقذ وهو ربّ ونبيّ البلاد في آن.

لذلك يقرّب إلى ديوانه سفلة القوم من الكتبة والشرطيين برتبة مبدع متكسّب مخبر 'وسياف' السلطان ويتربى على الولاء المطلق والطاعة وتنفيذ الأوامر بعمى الولاء المطلق حفاظا على موقعه ومنه يكتسب شرعيّة سلطة يرهب بها من تسوّل له نفسه الأمّارة بالحريّة والاستقلالية في الرأي والفكرة والإبداع الذي يتميز به ويميّزه عن غيره فيقع فريسة تميزه وانفراده بالإجادة وحتى الحرفيّة لذلك يسلط عليه من سبق ذكره لترتيبه ضمن قائمة الموالين الطيعين ويقدم له الإغراءات ويدربه على كتابة التقرير والإبداع في كتابتها والتميز في اختيار المكائد وإحكام الحفر للإيقاع بغيره الذي يخشى وجوده حتى انه يصبح المرايا التي يرون من خلالها ذلتهم وخستهم وسقط زندهم وانعدام شخصيتهم وخوائهم من كلّ إبداع حقيقي يمثّل لبّ وجودهم وكنهه في وطن لم يتعلّم أن تاريخه لا يكتب في تاريخ الإنسانية إلا من خلال أعلامها المبدعين أدبا وفنّا وفكرا وعلما وفقها.

فاليوم ولولا وجود أسماء عاشت بيننا وكانت علامة فارقة رغما ما حصل وصار وجرى عليها على أيامها في وطنها الذي هو اليوم نرثه بما فيه وعليه منهم وهو على حاله وعقليته وانجازاته التي تمثّل الخصوصيّة التي يتميّز بها أعتا القتلة والسفاحين لثرواتهم الوطنيّة حتى لا يبق سوى اسمهم ساطع في سماء تزول بزوالهم ويفعل فيهم وفي اسمهم وذكراهم ما فعلوه بسابقيهم على قاعدة العين بالعين والسن بالسنّ.

والخلاصة أننا نخسر الكثير والكثير حتى على مستويات تمثّل رافدا اقتصاديا مهما ونعني بالسياحة الثقافيّة مثلا. ففي بلدان شقيقة وأخرى صديقة يمثّل الأثر والآثار التي تبق شاهدة على مرور مبدع مفكر كان أو أديب أو فنان أو ... أو... يمثّل مصدر إشعاع ومزار سياحي يدرّ الكثير من فرص التطوير لسياحتنا ونستثمر في أسمائهم ما يضيف لهم حياتا ويضيف للشعب مصدرا من مصادر إشعاعه الكوني الإنساني

من بيتهم إلى غرف الفنادق التي سكنوها إلى المقاهي والحانات والمحلات التي ارتادوها ولنقص على القارئ مثالا من دولة عربية اعتنت بمثل هذه التنويعات السياحية ونجحت فيها إلى حدود معلومة شرقا وغربا. شارع 'الحمرة' ببيروت فيه محلات مقاهي خصت الأماكن التي جلس بها بعض فناني العالم ومشاهير العرب والعالم لتصبح مزارا ومميزات لمحلات تستقبل زوارا يحتفلون بالجلوس في مكان كان يجلس فيه فلان المبدع (مثلا محلا جلس فيه المبدع العربي محمد عبد الوهاب المكان الذي يجلس فيه في مقهى ببيروت لا يجلس فيه احد ليوم الناس هذا ويوضع على الطاولة علامة ونور مميز وصور له بالمقهى وهو اليوم مزار مميز وسياحي وقس على ذلك مقاهي آم كلثوم وفيروز وغيرهما من الفنانين والمبدعين وحتى المفكرين) ولا نتحدث عن بيوتهم التي تحولت إلى متاحف على غرار ما هو معمول به في بلدان العالم المتقدّم الذين يقدرون العلماء والمبدعين والفنانين إلى درجة طلب المغفرة منهم من خلال فضح ما مورس عليهم حتى يتعلّم حاضرهم من ماضيهم بينما نحن نهدم البيوت ونقتل الذكرى ولولا اعتراف العالم بهم لما اعترفنا بهم أصلا فأبو القاسم الشابي اعترف به الشرق ومنح اسمه لمواقع في قلب عواصمهم نذكر منها بغداد 'شارع أبو القاسم الشابي' الذي سبق وجود اسمه في وطنه على مكان ما.

أمّا ابن خلدون فلولا العالم كلّه قاطبة لما عرفنا عنه ومنه سوى مكان الكتاب الذي درس فيه والذي لا ذكر له ولا توصيف ولا تصنيف حتى أن من سكن جواره لا علم له به ولا معرفة. ولن أتحدّث على ما يصيبهم في حياتهم لأن ذلك أبلغ لكي يعرف هو ذاته أنه ذاهب نحو الإبادة ففي أيامه مسخرة وتعمد الحط من القدر والعزيمة وهو متروك للتشرد والمرض والإفلاس وغياب الرعاية عند الكبر فكيف سنحتفل بذكراه بعد موته وهذا صنيعنا له في حياته. فلا ذكر ولا ذكرى إلا إذا جاء اسمه من خارج الحدود فتشوا له عن وثيقة ميلاد من الحالة المدنيّة وشوهت صورته حسب الحاجة السلطوية وتبّعها وخدم بلاطها من الكسبة.

والأمثلة تتعدد وتتنوع فنحن أمة تقتل مبدعيها وفنانيها ومفكريها 'بالحياة' قبل الموت أصلا فلا غربلة تتيح التمييز بين المتميز والمتوسط ومن هو على الطريق ومن هو فقط متكسّب والحال أننا نعيد إنتاج ذات المنهاج ونفس الطريق والطريقة مع كل تبدل وتغير لنشهد أن الأنف السياسي القذر يدسّ نفسه في عالم الحريّة الحقيقية ليقتلها بالتبعيّة والتصنيف فيلصق بها (تيكته) ليقتلها وبالتالي يقتل حريتها فهي تتحول بالضرورة إلى صوته ونهيقه في المجتمع الذي غلب عليه الجهل حتى انه يبيح لنفسه التهكم والتندر ومهزلة وحتى تدنيس صورته الحرّة وبصمته التي سيدونها تاريخ ليس الوطن وحسب وإنما الإنسانية فذلك المبدع والفنان والمفكر هو البصمة الوحيدة واليتيمة التي تخلّد ذكراه وذكره ككائن عاش في عالم يدخل بيته ليسرق منه هؤلاء النخبة وحتى يمنحهم ما يكفي من الجاه والمال ليعيشوا ويبدعوا على أراضيهم ليكون بلدهم صاحب الفضل والأولوية في استثمار اسمه وتاريخه وبالتالي يحرم منه وطنه ولكن ما أعجب له أن هؤلاء المبدعين أدبا وفنا وفكرا في تونس غالبيتهم متشبثون بالبقاء ومواصلة الحلم والرضا بالمعانات وحتى الموت في صميم الحياة وعلى ارض تجيد وتبدع فقط في قتلهم 'عرق بعد عرق'

3*لماذا سلطاتنا المتعاقبة لا ترغب في كشف التاريخ وتعريته للعموم من قديم قديمه إلى حديثه ومعاصره؟

أقول قولي هذا وأنا أشكّ في كل المتحدثين عن تاريخ تونس 'إفريقيّة وترشيش وغيرها من أسماءها التي لا يعرف المواطن التونسي عنها ما يكفيه ليدافع عن كينونته' تونس التي يشاع على أنها لا يتعدى تاريخها 3.000 سنة هو رقم الوهم والقتل والإبادة والسحل والمحق لوطن تاريخه أعظم بكثير ويفوق ويتعدى أمم أخرى حوّلت ثرواتها التاريخيّة إلى أهم مصدر من مصادر العملة الصعبة ليكون اقتصادها دائم التمدد والتطوّر وأمم أخرى سرقت آثارنا لتعيش منها وتعتاش وتبني بسواعد أبنائنا المهجّرين إليها من خلال التفقير والحصار الأزلي المضروب على اقتصادنا بالربط المباشر وتسطير طريقه بالتبعيّة والاسترقاق المباشر والغير مباشر (فهو مباشر من خلال آلية الاستثمار وغير مباشر سياسيا ومن خلال أوامر المديونية على قاعدة أنهم مالكو المعرفة والخبرة ونحن الجهلة التبّع والمستهلكين إلى يوم 'نتثقف' ونعي أن العلم نور وأن الفكر قاعدة التطور الأولى ولن يكون ذلك اليوم مادام باب التهجير ترغيبا وترهيبا بالفقر والقتل وغيره من أساليب الترهيب الذي من الداخل رقابة كانت أو غيرها من الأساليب التي تجعل كلّ متنور لا يرغب سوى في الهجرة إلى مكان يمارس فيه فكره وعلمه ويختبر إبداعاه لكن لن يكون للوطن فقط التباهي باسم لمع هنا أو هناك بغير ذكر لمن آلت أحقية وملكية التصرف في إبداع ذلك الذي دفعه بجهل الجاهلين وجبروتهم إلى الهرب والفرار بعقله سليما مبدعا.

تونس يا سادة تاريخها يمتد إلى قدم الإنسان المفكر حين اكتشف النار ومارس تجريبها في حياته وهذا على الأقل ما اكتشفه على أرضنا المستعمر أيام استعماره المباشر وما وجدوه على أرضها من قابس إلى قفصة إلى سهول القيروان وصولا إلى تخوم الجبال في القصرين وغيرها ولم يكن حضور البحاثة أتذك مقتصرا على الفرنسيين بل جاء الطليان والألمان والبريطانيين والأمريكان وبحثوا وكشفوا وسافروا وفي حقائبهم ما أثث متاحفهم وزادهم مالا على مال معتمدين على السياحة الثقافية.

ورغم محاولات بعض الوطنيين للكشف عن عصابات تسرق منا كنزا لا يفنى بل يزيد في كل عصر وحقبة ويراكم ليبق لنا ذكر في الخليقة ومصدر رزق إضافي إلاّ أننا لا يسمع لنا سوى جعجعة إعلاميّة عن سياحة ثقافية منذ أواخر أيام بورقيبة وذلك لأنّ خارطة المواقع واسعة وموسعة ربّما أفقدت جهات بعينها مرتبة النهب لخيرات البلاد باسم السياحة وأفلت منهم زمام المساومة وابتزاز الشعب باسم الاقتصاد السياحي. هذا من جهة ومن جهة أخرى حتى لا يفقد الخارج عنصر سياحته وعنوانها ويفضح سره أنه السارق الأول الذي علّم صغاره الرقص على وتر الوطنية ليكونوا قاعدة يتمكن من خلالها من مزيد النهب وسرقة وطن برمته فتونس ترقد في كامل خارطتها على منبع وكنز كبير يرقى إلى مستويات أكبر من كنوز النفط والغاز وغيره من الثروات الطبيعية. وهو كنز التاريخ فما ضرنا لو خططنا وبرمجنا بسرعة وليس تسرع وبالتعاون مع الجامعات والمختصين من العالم الحرّ والعالم للكشف والبحث وتعرية هذه المواقع وبرمجتها كتاريخ وأثار إنسانية تكون من أهم مصادر الترويج لسياحتنا ولثقافتنا وتأصيل شخصيتنا التونسية القديمة قدم الإنسانية ووجود الإنسان على أرض الإنسان عوض مزيد قتله وإبادته مثلما يفعل الولد العاق تماما.

تونس 08/10/2017

 
 
 

댓글


Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter

©2020 par موقع المختار المختاري الزاراتي. Créé avec Wix.com

bottom of page