لماذا انتفاضة وليست ثورة.........
- zaratimoukhi
- 25 mai 2020
- 2 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي
بالرجوع لتاريخ الثورات الانسانية والمحددات والمعايير. والعناصر التي بنتها عبر التجارب التاريخية للإنسانية الثائرة. ليعتمدها العلماء والمؤرخون في عملهم التصنيفي ويطلقون مصطلح ثورة على المادة المثبتة لديهم محل الاشتغال.فانّ معظم هذه الشروط الاساسية والرئيسيّة. لم تتوفّر في الحالة التونسية موضوعة للدرس.
وأهمها وأوّلها قيادة الثورة والقيادة الثوريّة التي تمرّ بمراحل طبيعيّة تصاعدية بلوغا لثورة.
فمن جانب كان هناك حضور اعلاميّ لعديد العناصر التي اسندت هذه الانتفاضة وساهمت ولو بجزء ضئيل في اندلاعها.لكن على الارض لم توجد قيادة فعليّة محددة لشروط قيام الثورة ومراحل صعودها الطبيعي لتكون ثورة تغيير جذري ومبني على اسس من الوعي والمشروع والسند الفكري المحدد لجملة نقاط اندلعت لأجل تحقيقها هذه الثورة.
والذي حصل على الارض الواقع هو حالة مطروحة للدرس وتمثل استثناء حتى على صعيد تصنيفها كانتفاضة ولوانها اليها اقرب.ففعل العناصر الحديثة على الارض كان محددا ومن الاهميّة بمكان حتى يصعب علينا تغافل دوره او تهميش فاعليته.وأكبر هذه العناصر أهميّة هو (مواقع الاتصال والتواصل الاجتماع. أي الانترنت)والذي سنشرح أهميته في خلق ما يسميه العدو الامبريالي (الفوضى الخلاّقة).
فكل الدعوات للتظاهر والخروج عن السلطة عشية 14 جانفي كانت تمرّ عبر حلقة التواصل الاجتماعي لتصل الشريحة الأهم في هذه الانتفاضة (الشباب) ولتكون عناصر قيام هذه الانتفاضة ممثّل في شعارها الذي وقع الاتفاق عليه ضمنا ودفعا من مصادر توجيه هذا السلاح الفعّال الجديد ونعني به(مواقع الاتصال والتواصل الاجتماعي على الانترنت)
وحاصل واقع انتفاضة تونسانّ الشباب التونسي قام بدور أساسيّ لم يكتمل بحكم عنصرين رئيسيين.
الأوّل الحرب الإعلاميّة التي كرّست بشكل جذري ما سمي غدرا وتآمرا(براءة الثورة من الانتماء السياسي وأنها عفويّة) وبلغ بهم الأمر في مراحل متقدّمة إلى اشاعة انعدام الجدوى من السياسة والفعل السياسي وتشويه السياسيين لسد باب الاختيار الحرّ الذي أخذ ينحاز تدريجيا الى مصداقيّة بعض العناصر التي لازالت تحتفظ بنفس ثوريّ ومرجعيّة فكريّة ووعي متقدم .حتى اصبح الشباب المنتفض يتباهى بجهله بين الامم وهو يمجّد عدم انتمائه الثوري لا لليمين ولا لليسار ولا للوسط.وانجرف الجميع نحو اغلاق ذهنية وعقلية الشباب الثائر ونسبة الوعي الجمعي للمنتفضين لتأسيس وتكوين قيادة منتمية وواعية وحركية فاعلة من الممكن ان تكون من الميدانيين حتى ومن عناصره النوعيّة تقود وتأسس وتبسط نفوذها على الدولة ومفاصلها بقصد التغيير الجذري الثوري.
لكن الحاصل أنه سلّم أمر الانتفاضة الشعبيّة في البدء إلى بقايا عناصر النظام ومن ثمة سلمت إلى منتدبي تاريخ الامبريالية والتي بدورها سلمتها إلى الرجعية وبلغ الأمر إلى تأسيس شروط جديدة أسست لمشهد جديد اتعس من القديم وقبر بالتالي حلم تونس كلّها ومن ورائها الانسانيّة الطامحة للقيام على دكتاتورياتها ومستعمرها وناهب دمها ومفقّرها. وقبر بذلك جملة شروط قيام الانتفاضة وعناصرها المطلبيّة الرئيسيّة الممثلة في شعارهاالمحوري.
'شغل. حرّية. كرامة وطنيّة'
أو..........خبز. حرّية. كرامة وطنيّة.../...
المختار
Comentarios