(لا السبسي ولا المرزوقي واضح لا خوف ولا كذب. الجبهة صوت الثوار. ورئيسنا هو الشعب) قول فصل ورأي صريح
- zaratimoukhi
- 23 mai 2020
- 4 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي

بعد مرور أكثر منمدّة حددتها قيادات الجبهة للإعلان عن موقفها من مرشحيّ الرئاسيّة.والتي أثارتالبلبلة في صفوف المتعاطفين خصوصا. وطائفة من قليلي التكوين. وأيضا الطامحين (حتىلا أستعمل المصطلح الصحيح وهو المعلنين انتمائهم للجبهة فقط لتسلّق مقعد أو للظهورفي موقع يؤهّله ولو بعد حين لاعتلاء منصب ما).
الشيء الذي جعلمهمّة آل بيت السبسي يزيدون من ضغطهم ودفعهم الجبهة نحو حلين اثنين
1ـ إمّ التقذيروالانتماء الى سلالة السراق (والمجموعة التي سماها الغنوشي عند تنحيته بإرادةشعبيّة الأغلبيّة الصامتة وهي طبعا الطائفة التجميعية) مع من انتمى إليهم منالانتهازيين والوصوليين الذين لم يتنصلوا من انتمائهم اليساريّ القديم من خلالموقف نظري أو نقدي وإنما لفقر اليسار المادي الذي لا يوفّر لهم لا المناصب ولاالأموال ولا السهرات النضالية في الفنادق الراقية ولا النقاشات المبدئيّة التيتبني اقتصادا يحلّ أزمات الشعب في كباريهات الوسكي والفودكا أين يتظاهرون ويتبجحونبماضي الزمان الذي كانوا فيه مناضلين لصغار الدافعين من البرجوازيين الجدد أوالقدامى من غير أن يعرّوا حقيقتهم العارية أصلا أنهم في حضن الدولار وعبيد لهولصاحبه منذ النشأة فقط كانوا يرجون بروزا ثوريا في جبّة قياديّ صداميّ يتاجر بآلاموعذابات شعب صدق كذبتهم في لحظة لكنه كشف عارهم في أقلّ من قليل والقائمة واضحةالمعالم منذ بسيس والغرياني وشمير العبيدي والقائمة مفتوحة في كلّ منعطف.
2ـ أمّا الحلّالثاني وهو غاية مرادهم وأصل ما يرغبون أكثر من الحلّ الأول ففي الحلّ الأوّل تكونفرضيّة وجود هذه العناصر في مقدمتهم واردة جدا لذلك هم يلهثون وراء حلّ التجزئةتمهيدا للعودة إلى التشرذم والتيه والزيغ حتى الاندثار والتلاشي.
لذلك نرى منواجبنا كعناصر نوعيّة منتمية لشيوعيتها أولا ووفيّة لنضالاتها وتاريخها ثانياوغايتها الأولى والأخيرة نصرة الشعب والدفاع عن حقوقه ومكتسباته وتكريس خياراتهالحرّة المستقلّة وأرضيتها كرامته وعزّته وصعوده كرقم أساسي في عالمه العربي والأمميبشخصيته المنتمية لحضارته العرقيّة وللحضارة الإنسانيّة ويكون عنصرا فاعلا فيهاوليس ظلاّ تابعا وعبدا يقاد حيثما شاء هذا المستعمر أو ذاك.
ومن هذا المنطلقوحتى لا نكرر ما يعرفه الخاص والعام عن المرشحين للرئاسيّة والذي ليس فيه مقدارذرّة من الخجل الإنساني ليستقيلا طوعا بعد انكشاف الكم الهائل من الشواهد والأدلةالصريحة لفضائحهما والتي ليس تبرز عمالتهما وخدمتهما لأجندات الامبرياليّة الاستعماريةالعالمية والعربيّة في شقّها المتصهين.وهذا لم يكن خافيا في جزء كبير منه علىالمناضلين السابقين في الجبهة كلّ حسب انتمائه التنظيمي السابق للثورة لكن وحتىتكون الصورة واضحة وجلية لدى المنتمين حديثا لها ولو تعاطفا كان لابدّ من بعضالوقت الكافي ليطلعوا على الحقائق التي تكون لديهم موقفا رصينا مع ما اكتسبوه حتىالآن من آليات تحليل من خلال انخراطهم في منظومة معينة منتمية للجبهة وحتى لا يكونموقف القواعد موقفا حسّيا يخرق الشرط الأول لقيام هذه التنظيمات والأحزاب وهوالوعي والتكوين العلمي على عكس هاذين النوعين المقدمين للشعب للانتخاب الرئاسيّةوالذين لا تكوين لأتباعهم (لاحظوا هنا استعملت لفظة أتباع لأنّها الحقيقة)وللمطبلينوالمهللين من الجوقة التي تربت في محافل بن علي وقبله بورقيبة الانتخابيّة التيتتاجر بصوتها وكيانها وشخصيتها لقاء فتات موائد سادة هذه التفصيلات والكياناتالمشوّهة لحقيقة الفعل السياسي وللسياسيين عامة ولكلّ نخب الشعب.
وبعد كلّ هذهالفترة وجب الآن الاختيار بين حلّين لا ثالث لهما.لأنّ الحلول الأخرى كلّها تصبّفي خانة واحدة هي إمّا عزل القيادة عن القاعدة وتبقى الجبهة كيان فارغا لا قاعدةيستند إليها وبالتالي تتحكم في الشارع الذي تحتاجه الجبهة في ظلّ وجود كلااليمينين في المقدمة.أو التفكك والتشرذم والعود إلى التقوقع حتى الإندثار.وطبعاسيتعلل بعض المحرفين والزائفين أنّ الخاسر هو الشعب وليس الجبهة.والحال وأنه قدطرح على نفسه مهمة النضال من أجل هذا الشعب وتقدم كنخبة له ومنه فهو الخاسر الوحيدوليس الشعب لأنه لم يحسن فرض تكتيكاته واستراتيجياته في الوقت اللازم وحسب شروطيفرضها هو بما يمثله وليس بما يفرض عليه.
خصوصا ونحن نعلمأنّ الطرف الذي يتزعّم هذه العمليّة بعد فشل اليمين الديني (الإسلامويين) ويطرحونأنفسهم كمديري الصراع ومن الأكيد بتوصيات خارجيّة أكثر منها رؤية محلّية لإفراغالساحة من رقم صعب تمكن في السابق ويمكن له أن يكون حارس هيكل الشعب والوطنالأمين.
لذلك دعوني أسألبغباء القطيع. بعد أن حصد هذا الطرف حتى الآن كمّا كبيرا من الذين نقلوا أصواتناخبيهم له وهم طرفا ورقما في الساحة وله قاعدة وقدرة مالية لإعادة تجميعهم فياتجاه التصويت لهذا الطرف ويعلنون الولاء له جهارا في ماذا يحتاج أصوات الجبهويينودعم الجبهة هل هو فعلا يخشى أن يكون هو الساقط؟
لا أظنّ لكن باتواضحا أنه انطلق في مشروع تطهير الساحة ليحكم بمفرده (ولا تنسوا يوم صرّح أن لاشريك له في الحكم أيام كان مؤقتا) ولم يكن بالغريب علينا أن يلتقي مع يمين اليمين(الثيوقراطي) أيضا هذه الأيام فقبلها تلاقى في باريس وأسسا الخطّ المستقبليللتعايش بين يمينين مباركين من سيدهم ومالكهم أمريكا التي انطلقا منها في كلّ أزمةويعودان إليها في كلّ منعطف (تذكروا زيارات السبسي وقيادات النهضة والغنوشي وغيرهممن المنتمين إلى مشروعهم في كلّ مراحل التأسيس خلال هذه السنوات الثلاث)
وهنا بات منالواضح أن الديمقراطيّة الأمريكيّة الثوريّة توزع أوراق اللعبة على طرفين متناقضينظاهرا متآلفين في المشروع.ولذلك وجب إزاحة العنصر الفاضح والكاشف والمعرّي للعبتهمالقذرة التي تريد عودة تونس إلى المربع الذليل ويكون شعبنا عبيدا يكدحون ويزرعونويعملون في مزرعة أمريكا وأذنابها من طراطير الخليج المتصهينين رموز العمالةوالنذالة.ويعدمون مشروع ثورة الحقوق والانعتاق والحرّية. مع مسحة حرّية وديمقراطيةمحرجة مسرحيا بشكل مشوّه رديء ومستهجن.لتكون على الشاكلة الأمريكيّة (ديمقراطيينوجمهوريين= نهضوون ونداء)
لذا نعود للحلّينوباختصار.
1ـ ترك الإرادةللناخب الجبهاوي ليختار إمّا الصمت أو التصويت لمن يشاء.و أن هذا الحلّ هو من شيمالمتخاذل والذي يبني موقفه على تكتيكات سياسيّة نتيجة واقع على الأرض وليس مبادئلكن لأهمّية المرحلة وشروطها وانعكاساتها يمكن لنا سلكه.
2ـ الوقوف علىالحياد السلبي ودعوة القواعد لعدم التصويت لكلى المرشحين.والالتزام مبدئيا وسياسيا(بيساريتنا) إن اعتبرنا مصطلح يسار يمثّل توجهنا العام والحدّ الأدنى الذي نلتقيعلى أرضه.وبالتالي نتحمّل المسئوليّة التاريخيّة أمام الشعب واليكن ما يكون.ولتلعبالأوراق كاملة وبوضوح مادامت المعركة مع الامبرياليّة تمسّ الكينونة والمصداقيّةوحرّية ليس الرأي فحسب وإنما شعبنا الذي كابد وعانى والذي سيكابد ويعاني سواءانتخبنا زيدا أو عمرا ونكون رقما صعبا حين نؤسس وعيا جماهيريا ونعود لأصل وجودناومبادئنا ونبني أرضيّة صلبة من خلال التوعية والتأطير وغرس المبادئ وتأسيس أرضيّةالنضال فذلك سلاحنا الأصلي والأساسي ثمّ نحتسب وجود المتعاطفين ولا يغرنا موقفهمالآن التعاطفي فهو متغير ومتحرك حسب واقع الصورة وليس البرامج المطروحة وهذه حقيقةلا يهرب منها إلاّ جاهل بمبادئ الثورة واستمرارها وتواصلها حتى بناء مجتمع واعيمناضل وثوري شرس يحافظ على مكتسباته ويطورها حسب واقعه وجهده وإنتاجه وامتلاكهلكلّ مكونات وطنه بلا تقاسم.
والثورة مستمرة
تونس 10/12/2014
Comments