top of page
Rechercher

*شهيد الخبز روح من دم الشعر*- وعنوان للخبز والحريّة والكرامة الوطنيّة –ورقة عمل المختار المختاري

  • Photo du rédacteur: zaratimoukhi
    zaratimoukhi
  • 25 mai 2020
  • 8 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي

*في البدء كان الشاعر وكان الشعر.

كان الشاعر يتسيّد ويتزعّم مجموعته بخارقه الذي لسانه الربّاني الساحر حتى ذهب بالقوم تأثيث خرافته التي أصبحت من عناصر الأساطير التي فيما بعد حبكها صورا وزيّن للصاغيين بأنه لا ينطق عن الهوى وإنما وحي آلهة وفي جزيرة العرب وحي الجنّ حتّى أن الرسل وعلى الأخص رسولنا الأكرم أتهم باقتراف جرم الشعر والكذب على أنه وحي لإله. لقوّة البيان وجدته وعمقه وتفرده.

ولأنهم خبروا مثل هذا الاقتراف من قبل من لدنّ الشاعر وأشعرهم من أستغرب مصطلحه ولفظه ووضحت معانيه ومراميه. كذلك الشعر في كلّ بقاع الكون ولدى كلّ الإنسانيّة من قدم الإنسان.

ونعود إلى الشاعر الأول متسيد قومه ولسان الأرباب قبل ديانات السماء وكتبها بكثير. حيث كان اللسان الذي يسيطر ويوجه ويحذر وينهي ويأمر ويعد ويتوعّد حتى تفطن الذراع لجدارته بهذه المنزلة فدخل حلبة الصراع على السلطة ويتفوق بارتكاب القوّة حتى تمكن منها حتى يومنا بأشكال تنوعت منها المال والمقرون بالسلاح وغيره من العناصر التي تداخلت لتبني لإرادة القوة عالما مسيطرا حاكما ويكون الشاعر والمفكر والعقل والروح خدما لديه يشتريهم متى شاء.

لكن بقي في روح وعقل الشعراء الذين جمعوا بين الفكرة والفكر وروح الشعر والخلق الشعري حتى تمازج العنصران في واحد تلك الثورة والثورية بكافة عناصرها العقلية والروحيّة حتى اجتمعت في مأساة واحدة اسمها الشاعر أو الثائر الشاعر.

لذلك بقي من الشعراء صفّ محترم مهم عبر العصور من تحمّلوا مسؤولية وأعباء ومحن الشاعر الثوري والثوريّ الشاعر في آن. لصراحتهم وخبرتهم وثقافتهم ومعرفتهم التي تجتمع في نصّ شعري عظيم الإيقاع حتى يبلغ من الأنفس مبلغا ليصبح كما لو وصايا وقرآن الشعب الذي روم التخلّص من سلطان وسلطة الذراع الباغي والغبي الدكتاتور..

ولهذا استنبط الشاعر ومن ورائه النقاد والمفكرون أشكالا وأنماطا ومدارس وأفكار شعرية تمثّل قوالب لا تلمس العمق بقدر ما تهيئ بوعائها الذي تمثله جسرا يصل قلوب وعقول الناس بمنطق العصر والزمان والمكان. وحتى يسافر إلى غير أهله فيفعل ذات الفعل فيهم على اختلاف ألسنتهم وما ثقفوا عليه عادات وتقاليد. ولم يفقد الشعر في عموم هذه المدارس التي يختفي وراء قناعها سلطة وسلطان اللسان ويجدد ذاته بذاته على غير نسق الذراع الذي وإن أشرك عناصر الإستقواء من مال وجيش من الخدم (إدارة وأمن ومصارف وغيرها) إلاّ أنه لم يستغني عن منطق العصا والجزرة حتى يوم الخلق هذا.

لكنه على أيامنا وجد في الإعلام الفاسد الذي يملكه بمعيّة بطانته وحاشيته وممولي حملاته الانتخابية من أصحاب المصالح المالية جنديا خدوما وخادما عبدا مطيعا مروجا للجهل والجهالة والتطاول الغبي الأخرق. الشيء الذي حتى أيام شاعرنا الشهيد المناضل لم يكن موجودا بل كان للشعر وللقول معنى ومكانة ووزنا وثقلا وساحة ومساحة.

وهو ما ورثوه من تقاليد عاشت أكبر أزمات الإنسانية حتى تشكلت في مدارس وأنماط شعريّة إمّا حسب وجهات وتوجّهات فكرية مبدئيّة أو إتباعا لجمالية وجد فيها الشاعر الوعاء المناسب لخلقه. حتى ولو كان لا ينصص عليه مبدئه العام الفكري على المستوى النظري.

فكان لزمانه عناوين مثله مثل غالبية شعراء المرحلة التي عاش وعايش الشاعر الثائر والمناضل الشهيد الفاضل ساسي أيامها وخبر أسرارها وأثث عمقها بما أضاف حروفا ودما زكيا طاهرا ليكون للوطن معنى لدى من يهمه الأمر. أمثال بابلو نيرود وعربيا مظفر النواب والحلقة الأولى من البياتي ومجموعة الخال أنسي الحاج ومحمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو بدون أن ننسى شيوخ الشعر التونسي الثائر من الشابي إلى المرزوقي إلى اللغماني المعاصر له وغيرهم يغفلهم الذاكر لكثرتهم.

فالشاعر المناضل الشهيد الذي من مواليد 08/09/1959 والعاصمي النشأة ومضارب التعلّم. حتى تخرجه من كلية الآداب 9 أفريل بالعاصمة تونس. والذي تميز في مرحلته الطلابية بانخراطه في الحراك النقابي الذي يتلازم والفكري السياسي على كافة مراحل وجود منظمة الإتحاد العام لطلبة تونس ثمّ وبعد تخرجه وانتمائه لسلك التدريس كأستاذ لغة عربية وآدابها. لم يتخلى عن مواقفه النضالية وتابع حراكه النقابي الذي يتلازم فيه أيضا الفعل السياسي بمواقفه المعارضة على تعددها أيامه التي أيام نار وجمر في صراعها ضد دكتاتورية الذراع البورقيبي وأذنابه وأذياله الحاكمة خصوصا بعد استفحال أمراضه المستعصية ومنها مرض العظمة النفسي وشيخوخته التي منحت للبطانة فرصة التلاعب بمصير الشعب لغاية وراثة كرسي العرش. فكان الشاعر الثائر والمناضل الشهيد فاضل ساسي فاعلا في نقابة التعليم الثانوي وثابتا على مبادئه مناضلا ومنتصرا لها وهو وريث جينيتين أولها جنوبي صلب صدامي وثانيها منفتح محاور ومتفهما معاصرا لأيامه وزمانه وشروط تعايشهم مع الإنسانية بمفهومها وأفقها الرحب الأرحب.

ولم يشذ في ذلك عن قواعد الأب النقابي المناضل الذي خطّ رسالته لابنه صدّر بها كتاب مجموعة الشاعر الشهيد المناضل الثائر فاضل بقوله:

*(هل مت؟ وهل يموت أمثالك؟ لقد قرأت روحك ما كتبه تلامذتك، وعايشت روحك أشجان زملائك في النضال، ولا شكّ أنك قراءة (مرثيّة تونس الصفراء الجرداء) حسب تعبيرك أنت.

وبمن التقيت هناك؟ هل التقيت بصديقك أبي ذرّ الغفاري؟ هل استقبلك تشي غيفارا؟ هل التقيت بالشابي والحدّاد وجمال عبد الناصر وغيرهم؟ أيا فاضل ثق أن روحك حاضرة دائما معنا...وثق أن ذكراك أبقى وأقوى من كل محاولات الاختطاف...- والدك صالح ساسي - ).

هل كانت رسالته ردا واضحا صارخا لما أبصر من خطّ إبنه على الورق وهو يخطّ قبيل ثلاثة أيام من رحيله واستشهاده:

*الفنيق الخالد*

*سنة تحتضر / عام ينتظر...وحبي لك مازال بعد لم يزدهر

سنة تقبل وعام يدبر / والغيم في بلادي بعد لم يمطر

سنة تقبل / عام يدبر... والجوع في بلادي بعد لم يقهر(...)

دعوني للموت يلفني/ فالسنة..سنتي/ والعام عامي/ والشهر شهري/ والتاسع رحيلي

في كلمته يلفّ ظلام مشعّ كما قناديلي..

فهل أموت أبدا وأنا/ الفينيق الخالد/ ليس فيكم مثلي.../... (31/12/1983)

*هل كان للخبز في ذات الشاعر الشهيد حضور المعنى السياسي في روح وجبّة الشاعر أو هو يخضع لما عنونه الشاعر الثائر والمنظر المسرحي 'برتولد برشت' حين قال أنّ الشاعر والفنان هو السياسي الفاشل؟ هل فشل الفاضل ساسي في احتراف السياسة فذهب إلى الشعر؟ أم أن الشعر هو روح مسيس مناضل عاش القاع بتفاعلاته كلها حتى أصبح صوت القاع الذي يفتش عن تعبيرة له لا تخضع بالضرورة لمنطق النخبة ذات المصطلحات النظرية الحجرية بالنسبة لذهنية وعقلية القاعدة والقاع...؟

*كلّ ذلك ترجمه الشاعر الشهيد فاضل ساسي أولا في نضاله الميداني وهو ابن طبقة الكادحين وابن الحيّ الشعبي بطقوسه التي كانت تجمع الكلّ في واحد من تكافل وتعاون وتآزر وتآلف حتى بلغ مبلغ الشهداء ونام في قلب الوطن والشعب أيقونة ورمزا مثلما شاء أن يكونه وهو يكتب:

*قبري أرجوك تمهلني*

تكفيني الشمس في ظلام القبر/ وأولد في الموت، رغم قصر العمر

وأبعث قبل الحياة نورانيا...رغمك، زمان القهر

أمتص نهد الأرض حلولا، خاويا في يسر

أتشعب في شرايانات الكرة، طيرا، بركانيّ البحر... (30/12/1983)

*كما كان ذلك واضحا جليّا في مراسيم الحروف بحضور المعنى والمبنى نثرا كان أو شعرا ونلمسه في عديد المعزوفات التي غلب عليها قاعدة ووعاء الشعريّ المناضل بالنسبة لعصره وأيامه ومرحلته وهي الواقعيّة الاشتراكية وليس ذنبا أو قصورا أو نقيصة بالنسبة لأستاذ مادة اللغة والآداب العربية ونحن نعرف نوعيّة التكوين الأكاديمي لخريجي جامعاتنا في تلكم الأيام والسنين من إجادة وتفرد ونوعيّة وتميز فيه من الجمع ما يبيح يتيح 'وأتاح فعلا' للمتخرجين ممارسة ليس فقط الإبداع بل وحتى الرقابة النقدية التي تبلغ حد سلطة الهدم والتحطيم العقابي الشرس واللاذع.

*لم يكن الفاضل سوى صوتا شعريا رافضا حتى لتفاعلات اللغة التي لا تعبر سوى عن مرتبة وشريحة ونخبة متعلّمة لذا كان فعله في اللغة فعل المعول الذي يحفر فيها بصمة الشعب ونغمات لسان الناس فكسّر المتعارف والنمط وهشّم الطقس وزوّد القاموس إضافاته التي من لسان شعبه ولهجتهم ومنها تنوعا وتنويعا. على غرار ما كان يطرح من أطروحات حول القصيد المناضل الطليعي فهو من كتب:

*ثائرة*

بخطوط مرتعشة عشقا/ كتبت أحبك ثائرا

بقلب نابض دفقا/ تشكل رسمي بدمها شاعرا

وتقض مضجعي فرقا/ فيحلو لي الإغفاء حين أكون ساهرا

تعذبني حلاوة التفكير أرقا/ فأبيت على الجمر وأصبح حائرا... (6/10/1983)

*من هنا نعلم ما للسلطة من دور في تشويه ومحاولة تقزيم وكسر شوكة هؤلاء الأبناء المتهمون بالعقوق وهم يصرخون أننا القادم والآتي والصرح الشامخ الذي يواصل البناء ليس بمعاول الهدم الذي تشيعون عن معشر الجيل الثوريّ المثقف والمتعلم الثائر. ومن الاتهامات التي لا تزال عنوانا يصعد في كل ومع كل موجة ردّة ما ردّ الشاعر الشهيد عليه بومضة جميلة واضحة وصريحة وهو يقول:

*الربّ*

لا الظلم يأتيك.../ ولا الرفض يعاقرني

فأنت الربّ/ وأنت القوام.../.. (6/10/1983)

*كم أريد أن أنتهي حتى لا أوجعني أكثر بما أتناساه من تاريخ البلاد وشخصياتها التي حتى الحين هذا ثمة ذراع يعيد تكرار الجرائم ذاتها في إقبار ما لا يقبر من أسماء رموز وعناوين وعلامات فارقة في النضال جسدا وقلما وروحا. فالفاضل ساسي الشهيد الشاعر هو أحد هؤلاء اللذين لم يوفوا حقهم وحقه على شعب افتداه بدمه وعمره وهو حيّ في سنينه القلائل التي عاش حتى أننا لا نشهد لذكراه معنى سوى عند اللذين لا يزالون يحملون للوطن معنى وروح وقلب نابض بالحبّ وبالثورة خصوصا ونحن في ظل حكومات توشّح اسمها وصورتها بالزمن الثوري. ولهم نقول قوله:

*في أرض يداس فيها القرنفل*

كلاب الدم تجول في بلدي/ صباحا

تحاصرني الآفاق المغلقة/ وتحاصرني الآمال المغرقة

ويتيه الأمل والأفق في كلّ..الأجواء/ تمطر..تمطر..تمطر الأرض دماء

فيا كلّ الهوج/ ويا كلّ الموج/ لا توقف بعد اليوم الأنواء

أبحر..أبحر..أبحر في الغابات المحمرة/ نارا، نوّارا...ويضيع منّي في الليل الرداء

ومعذّبتي تتعلل بالزمان (والمكان) والظرف، تفنيني../فيقتلني الفناء...

أسكب الخمر في رأسي/ تذكر الكأس في أمس صهباء

أطلق على حبيبتي سمّ حبّي، لا تفهمني/ كأنما عشقي عواء...

في أرض يداس فيها القرنفل/ يخنق فيها الشعر/ ويرجم فيها الشعراء

نكفر/ نمرق/ فلا إيمان لدنيا..ولا ربّ...ولا شيطان....ولا أنبياء.../... (26/5/1984)

*من ما سبق نتعرّف إلى صوت يمثّل لحظة فارقة في الشعر التونسي وأحد وجوهه التي غرفت من علامته الفارقة وإن كان وأمتد عمر الشاعر لكان له فصل مقال جديد وقصيد مواكب ليومنا متطور بتطور الحراك الأدبي نثري كان أم شعري.وهو الذي جمع مدونتين أثرا في الضربين سوية كما لو ذات في جبتين. لكن الفاضل فضّل الرحيل إلى عمق الفقراء الكادحين ليلتحم بروحهم في عالم القصيدة الحقيقي هناك في رحاب الملكوت السماوية شهيدا.

*ولذلك كان صوت الفاضل الشعري له تميز خاص فهو الإنسان بتفاصيل الإنسان 'الشاب العاشق' إذ يقول:

*أنت الشيطان وأنت الإلهام*

حبيبتي تنام..تفترش حبيبتي عقلي المعشوشب...وتنام.

تغلق حبيبتي أبواب ضلوعي..وتراني...في الأحلام.

مجنحا، طائرا مجدّفا..مبحرا فوق الزمن والأيام.

منك روضتي أقطف القرنفل الأحمر...يسكرني كما المدام..

لا كرامة في الحبّ...فيحلوا لي معك العجز، وأمامك الاستسلام

منك أقتات...ومنك يولد الشعر... فأنت الشيطان أنت...الإلهام.

وفي جناحك يطيب الموت اراقة...وتطيب الأحكام.../... (26/5/1984)

*وهنا نرى كيف يختلط وتترعرع في رحم براءة الحبّ الإنساني علامات الثائر المناضل الذي لا يفلت الفرصة للإشارة إلى مرجعيته فيفضحها حتى يكرس مفاهيم المعرفة المتلازمة والمبدع الشاعر.

لذا فإنّ الفاضل فضّل في طقوسه الشعرية تثبيت عناصر المعرفة كمقياس للموقف والمبدأ الذي يحرك سواكن الشاعر المتميز في تاريخ الإنسانية بعامته ورمته. فالشاعر صوت ليس للمشاعر الغريزية الغبية الجاهلة بما سبق وما يلحق فتستشفه وتتنبأ به لتحمله تميز مبدع فهي القصيدة الحبلى بالوجه القادم للإنسان وهنا نشهد ما للمبدأ والفكرة من تأثير قوي ومباشر في أحاسيس المبدع الشاعر حتى يكتمل نصه ويتميز ويتفرّد بقوّة لا تجد صداها في نصوص أخرى مهما تميز لفظها بغرابته المشوقة فهو يحمل فراغا ليفرز خواء.

*وقدري أن أرحل*

أنا مسكون حد النخاع بجنان النار/ قد يتساوي عندي – حينا – إقبالي وإدباري

الإرساء والإبحار..

تعبت سفينتي بربانها بين صخر العباب زمن الإعصار/ فلا بوصلة تصدها عنها..

ولا شطان في أفقي عند العود/ آه...فقد مزقت شراعاتي رياح اللا قرار...

وتاهت خشيتي بين المحيطات والبحار/ البحر حبيبي الموعود/ اليم فجري المولود...

هل عاف البحر الرحب وحبّ البحر في نيل الرياح؟/ يا بحر..يا رحب.. يا حبّ.. يا بحر...

يا بحر يا رحب..يا رحب يا بحر/يا حبر يا حرب..يا حرب يا حبر..يا حبر.. يا حرب...

يا حروب البحر الحبريّة / في غياب القرصان/ يا بحور الحرب الرحبة/ في غياب الإنسان

اللج أملي المنشود/ هاتف حزين/ البحر دود على عود/ داخله مفقود/ خارجه مولود

ولضرورة توضيح فصل المقال ومنتهى الكلام. نتمنى على قيادة اتحاد الكتاب التونسيين أن تجمع وتخرج في طبعات أنيقة تليق بهؤلاء اللذين افتدونا قولا وفعلا خطا ودما. شعرا وروحا أمثال الشهيد الرمز فاضل ساسي والشاعر الثائر بلقاسم اليعقوبي وشاعر الحرية شهيد القصيدة المختار اللغماني وشاعر الرفض رضا الجلالي وغيرهم كثر تحفل بهم ذاكرة الباقين على العهد بينما ينساهم هذا الزمن الذي يزين كراسيه العفنة بشعار الثورية النقية وهو احد وجوه القتلة المعاصرين.


*صوت: مادام هنالك فقد.. ولادة حركة.. جحود/ فأنا المولود في رحم الصمود

*تعليق: هل ملّ البحر المحيط الأملاح/ هل قيد المجداف أيدي الملاح

هل غابت شموس النهار؟

يوما صباحا/ يا رحابة بحور الحرب في ميلاد الحيوان...

يا حربة حرب البحر في حفيف الثعبان..

يا كاتبا بحبر ماء البحر الحزين في جنازة الأمل والأماني/ يا مقاتل العريان والحفيان...

*صوت: عيناك البحر وقدري أن أرحل/ أخاف بحر عينيك إذا أبحرت يغرقني...

*تعليق: سأبحر في عينيك دموعا تغرقني/ سأشرق في شفتيك رضابا تحرقني...

سأتعب بين نهديك دسا يعرقني.. سألتذ بين يديك شبقا تسرقني...

تتجمع حول جمجمتي هل..وهل..

وهل...سؤالات..هل حط النورس الحامل كل مكاتيب الرايات الخافقة...

هل توقف دفق الدماء في كلّ القلوب العاشقة..

هل تنضب مياه العطاشى في كلّ الأنهار الدافقة؟

هل انحبست الأمطار عن كلّ الصحارى الحارقة..

هل عاد بعد المواراة والغوص في أحام الأم الحنون؟

بعض الأموات.../ هل طارت نسور هذه القمم..

وأجنحتها مقصوفة من الوريد إلى الخليج

ومن المحيط إلى الوريد../ فصباحها سبات...

لا تسلني لماذا أنبياء الزمان.. بلا شعوب تركوا البلدان

هجروا الأحباب/ فليس شعوبا شعوب صراخها سكات

نجوم الدهور..اطفؤوها ورايات المتشددين، صرخات...

في أعماق التنين ترتجّ لها كلّ الأبواب لفوها

ولن تبلغ مسيرة ولو طالت بها أيام الغياب مادامت حياتها ممات

ولن ترى النور مسيرات ماو – ماي - ...تنظيمات دجل

نقابات خجل مجالس زيف وأحزاب جيف...مادامت دروبها أنفاق

وهذه عروس الثورة تمنع من الإنجاب/ تلقي للنيل..فما غوليا

وهذا نجم الخوار الخماسي الأحمر يقتل فيه الإخصاب

ودماء زكيّة...حديد إمارتي تقطر..فسفاط

رصاص حديد..رصاص.. سلاحا إنسانا جديدا لتعيش الثورة... ويحي فينا النسر...

وتنشر من معابدهم حرارات كل العشاق والأحباب

تلتوي عليها ثعابين عملاقة كما يلتوي/ على تائه غريب زقاق

زقاق مجنح.. لطيرانه في حدقاتنا ويداه الملغومة...أزيز

ضفادع /وفئران ملكية /ضفادع دموية /مضاجع مطوية... أمر حرامها شعبان

تدكنا.. تضحك علينا أنفسنا احتراقا يوميا/ افتراقا أبديا...

ففي ذلك الله والملك وأولى الأمر منّا تعزيز تخر هامات..وتسجد قامات...

فالتنفيذ فرض بعد أن سنت القرارات وتصب على رؤوس حلقتها الكراهيات..

علب سردين وكافيار.. قوارير كولا أو تصفيقات... فهنا استغلال وهناك استغلال...

وهنا البصرة وهناك بريز...وللأجسام الموبوءة... بالعرق الشفق..

عند الشفق الشرق والفسق والنهق...

تقزيز.../ وشوارع مسحورة/ تنذر بالخطر ومياه آسنة دافقة.. لا تبقى ولا تذر...

ونيران سعير يتطاير من لهيبها الدموي شرر..

غير مشبعها حطب الأشجار بلوط ولا جذوع جميز

توقد نار نافخها شيطان العصر.. عملاق الصلصال وطين منه صنعت نمورات

حطّابها مشتغلون

أجورهم قصرت في زمن/ فاشية الوطنيّة فاشيّة الحجّاب في ستر/ بعض العورات...

(تبرسق 4/3/83 )

بدعوة خاصة من الدكتور المبدع الشاعر عبد العزيز الحاجي وفي مقرّ إتحاد الكتاب التونسيين قدمت هذه الورقة في خصوص ذكرى استشهاد الرفيق المناضل أيقونة ثورة الخبزة وهو الأستاذ الشاعر والناثر أيضا فاضل ساسي. بتاريخ 05/01/2018.

بقلم المختار المختاري الزاراتي

تونس (03/04/05) 01/ 2018

 
 
 

Commentaires


Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter

©2020 par موقع المختار المختاري الزاراتي. Créé avec Wix.com

bottom of page