'ستاد رادس يا شرايا'
- zaratimoukhi
- 22 mai 2020
- 6 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي

بعد مضيّ ما يناهز الخمس سنوات عن ما يسمى ثورة نعيش تحولا جديدا في خطاب التخويف وترهيب الشعب حتى يتنازل عن ما تبق من حياته برمّتها ويموت ميتة مطمئنة أحسن له من الموت مرميا برصاص من تنازل عن الوقوف في صفهم قبل ان يتحوّلوا إلى رصاص يخترق جانبيه وظهره ووجهه.
فهؤلاء اللذين سكنوا الجبال ليغدروا هم في الحقيقة مرتزقة دفعتهم لقمة العيش وحلم الثروة السريعة وأجرهم ليس على الله وإنما على بشر يكيل لهم الأورو والدولار وليس الدينار التونسي العديم القيمة والفائدة كما يدفع لكم من وليتموه ليحرس مصادر رزقكم ورزقه بالدينار التونسي الوطني وحماه الله قبل ان يحمي حتى اسم البلاد تفطن لأنه سيد الجميع وبالتالي له حقّ امتلاك الارض وما عليها وله حرّية مطلقة في بيعها ورهنها واستثمار الاستحمار الوطني كما يشاء وعصابته التي ورث جزء منها وأسس لجزء آخر بموازات من حالفته الفرصة ليكون جزء رقما وجب التحالف معه لضمان مصدر كاف للأيام العصيبة.
وهذه الأيام العصيبة ليست أزمات اقتصادية وطنية أو عالمية يقوم هؤلاء بإدارتها وتوفير مستلزماتها براس مال نهبوه (على الاقل للحفاظ على ديمومة مصادر ثرائهم) ولكن ايامهم العصيبة هي بفعل خوفهم الدائم من الشعب وقيامته.
لذلكم هم يعدون كل العدة لأجل ذلك تحت مسميات وأغطية متعددة تنطلق من ضمان جانب سيدهم وربهم الاعلى في الخارج وولي نعمتهم الذي ان لم يرضى ازاحهم بطرق متعددة وآخرها ما شهدوه في قصة هرب بن علي رغم كل ما يتوفر لديه من امكانات ردم البلاد برمتها في جناحه الامني فقط وليس أكثر.
لذلك هم فهموا الدرس وعليهم توفير ما عليهم توفيره من بيع البلاد (ثروات وخيرات وتراب وهواء وبحر وماء وسماء مفتوحة وصولا الى بيع البشر عبيدا يكدحون سخرة في أرضهم وأقنان عند صاحب الملك وشرطي صاحب الملك على الميدان).
ومن الواضح أن أزماتهم تفاقمت في الآونة الأخيرة وبعد سلسلة نهب كبيرة ومزاحمات من أطراف عدة منها الموروث ومنها الجديد. وبلغت حدا كبيرة من الشراسة وحدّة الصراع وكلّ يستند على خيط ربط مع جناح من أجنحة الصراع على ركوب عرش العالم الليبرالي المتوحش وبابه العالي البيت الأبيض ومراكز الشرطة في قصر الايليزيه ومكاتب الخلافة الرشيدة في مواخير الليل في روما او بريطانيا العظمة.
وترجمة هذا الصراع ميدانيا هي المحاكمات الشهيرة لوجوه من الاعلام ومن السياسة وأمنيي القصر النوفمبري وأبطال الثورة المزعومة من أجنحة السياسية وورثة الادارة المسيسة والسياسية معا. والتي هي ادارة البلاد الاقتصادية في أصلها وفعلها ومفاعيلها. وهي ايضا مترجمة في العمليات التي تتخذ واجهة لها السلفية والتي يتداخل فيها أطراف متباينة المصالح وتصل حد التضارب. من ممولين وموفرين للمصادر والمسالك عبر قنوات رسمية وشبه رسمية وتهريب (وجهدك يا علاّف).
فجملة العمليات التي قام بها هذا الذراع والتي فضحتها التكرار السريع النتائج التي تلت العمليات وضحاياها الرئيسين (بمعزل عن الضحايا الأساسيين من الجيش الوطني وبعض وحدات الأمن ذات الشأن).
وهذه العمليات التي ضخت العديد من القوانين واستنزفت الكثير من ما تبق من أموال وجهت للخدمات وأيضا افرزت قوى تمركزت وأعادت إنتاج خارطة الصراع لتحصره محاولة لرجم شياطين الانس ويليه شياطين الجان الرباني.
وللمواطن حزمة مهولة من الاسئلة التي تختصر في شبه سؤال خطير (على رأي صاحب الاسئلة الخطيرة)
منذ أيام معدودات من انتهاء اشغال ما يسمى ثورة وحنفية دول بعينها مفتوحة لتهب لتونس (ثورة الياسمين والربيع والخريف وغيره من التسميات الرهيبة) هبات سخية في بداياتها وتذبذبت أرقامها بعد بداية تفطن البعض لمنتهاها وخاتمة مآلها. حتى تحولت إلى قروض ميسرة ومنها إلى قروض ذات قوانين صارمة ومنها حتى القروض الورطة ذات نسب فائدة ومراحل تسديد مريبة قبل أن تكون غريبة.
ثم تحولنا إلى خطاب الترهيب بالراتب ومنه إلى الترهيب بمخزون البنك المركزي وفرض أمر واقع وهو مزيد الاقتراض والذهاب إلى ما عجز عن نيله وتطبيق الكثير من بنوده بن هلي ومنها البداية بإمضاء من ليس له أي صفة في الحكم على وثيقة الانضمام إلى الحلف الأمريكي وما يليه وشروطه التي يجب وهنا وضعنا سطرا للتأكيد على معنى يجب تطبيق هذه الشروط وبداية ظهورها على الأرض واضحة وآخرها وليس أخيرها (الحصة التي أقامها صاحب عشيقات النذل ليسأل رباعي الحضور عن المعنى من مقاطعة الكيان الصهيوني واستعمل فيها خلطة رهيبة من يهودي وصهيوني بتفرقة مريبة بعد اعلامه من طرف مرؤوسيه بأنّ ثمّة من يعي في تونس مهمة التفريق بين يهودي (واليهودية دين) وبين صهيوني (والصهيونية مبادئ والسياسة وتعاليم) وهم من النخبة المثقفة التي ان تمت السيطرة عليها وتخديرها وكسب جانبها ربحوا نتيجة رغبوها وهي التطبيع مع الكيان والاعتراف بوجوده والتعامل معه من منطلق والمثقف وانتهاء بفتح الابواب على مصراعيها ليكون عضوا في جامعة الدول العربية ابقاها الله وحفظ الله رؤسائنا المجتمعين حولها وفيها وهم المبشرين بالجنة الحقيقية وكنوزها النفطية والفلاحية والصناعية والحمد لله على أن منح منّا ما منح من نعم دنياه ودينه ولن نخرج على ارادتهم وكلماتهم الربانية التي اوحت لهم وحيا مبينا حتى لا نكون من اصحاب المقاعد الامامية في جهنم ولعن الله وابن تيمية من بعده الخارج عن الخلفاء الراشدين المعصومين من حكامنا حيث أمرنا بما أختصره "أطيعوا أولي الأمر منكم حتى وإن سلب مالكم وقتّل عيالكم وهتك عرضكم فالخروج عنهم مهلكة للوطن والدين والعياذ بالله من كفر الكافرين أمثالي"
ولا ننسى أنن كلّ سلاح يوجه من طرف يكون مصيره التدمير عندما يتعلّق الأمر بفضح مصادر مخفية رغم أنها مرئيّة عن الشعب النائم في عسل الجوع والعبودية. فمثلا مسألة الثروات لن أسأل عن حجمها الحقيقي ولا عن جديد مكتشفاتها ولا حتى عن من آلت إليه عقود استثمارها وبأي نسب ولا غير ذلك من المسائلة الواجبة على من يمثل الشعب في مجالس الشعب ودوائر مراقبته وجمعياته (أو ما يسمونه المجتمع المدني) بل أسأل فقط أين أمواله التي هي في الأصل ثابتة في الزمن رغم أنها متحركة الارقام بحساب سوق العملة ومنها الملح والنفط والفلاحة والغاز وغيره.
كلّ هذه الأموال وأرقامها استهلكها الشعب الجائع والجشع والمكبوت الجاهل المستهلك الأشعث الأغبر المتكالب الراشي والمرتشي السارق والناهب ولم يترك لهؤلاء طريق غير طريق جديد لتوفير مستلزمات الحياة الكريمة له وهي المستحدث الجديد.
فهذا الشعب الأمي منذ أزمنة سحيقة هو أمّي ولم يفلح حتى في (الكورة) لا لاعبا ولا متفرج ولا مساهما حتى أن أجداده لعنوه بقولهم (يراك كيف الكورة بين الذكورة) وفعلا حتى ميدان وحلبة الصراع الكروي المسيس منذ زمان وهو كان بالإمكان تطويره ووضع برنامج حرفي يحوّله مصدر باقي ممولا للدولة ومشاريعها وللفرق وغيره من المنتفعين قبل أن يصبح عرضة في البداية إلى الكراء والإعارة وفي القادم لا يجد طريقا سوى البيع والتفويت والخوصصة.
فشعب الكورة كبير ونسبه مغرية والمنتفع يجني أرباح كبيرة بعد تحرير اسعاره والسيطرة على قراره وهو قرار الدوائر الحكومية الراجعة اليها النظر في الشأن الرياضي بعد عجز هذه الدوائر عن توفير الأمن وبالتالي عودة الجماهير وتوفير العمال والوسائل الحرفية للحفاظ على صلاحية الميدان والأموال التي رصدت له ولغيره من القديم والمشاريع الجديدة في الشأن الرياضي.
وبما أنهم أعلم الناس بالقيمة المادية الحقيقية لملعب مثل ملعب رادس والتي تقدر بميزانية مغرية هاهم يلهثون خلف التدرج في التفويت فيه وضرب عصفور آخر وهو التخويف الممنهج للعوام بقصد ضمهم لصفّ المؤيدين لمشاريع البيع والتفويت والتنازل وعقد اتفاقات مذلة مع أوربا وغيرها (ويكفيهم فخرا أنهم طلبوا من الاتحاد الاوربي قرضا ب500 مليون يورو ولم يكافئهم الاتحاد الذي أهداهم صفة الشريك المميز ورقيا وضمن أرباح آنية ومستقبليّة خيالية سوى 300 فقط وهذا إمعانا في الاذلال لمتسوّل باسم شعب له من الثروات وليس ثروة واحدة ما يكفيه بأن يكون كريما ومستقلاّ ونبراسا للشعوب المستعبدة لكن.
الملعب يا سادة جاهز الآن لمن يدفع والعقود في انتظار الامضاء وحتى امواله لن تذهب للنهوض بالرياضة ولا حتى لصرف الأجور أو للصرف الصحّي بل لتؤكل هذا الشعب االأمّي الذي لا يبقي ولا يذر لا ذرة ولا حديد فأمعائه تطحن الصخر الجلمود(وحلال فيه أكثر من كثرة ما أتعبوا وأنهكوا ودمروا كينونة وفكر أولي الأمر منهم أسيادهم ومالكي حقوق نواصيهم وأولياء نعمهم الذين غنموها باسم الله وتحت رايته الأزلية ووهبهم إياها دون العالمين لحكمة يرضاها وبالطرق التي ألهمه اياها ولا مردّ لمشيئة الله ولا خروج على ارادته فذلك صميم الكفر وحاشا أن نكون من الكافرين المنكرين لما وهبنا من طائفتهم) بينما للشعب ربّ يحميه الله الذي يجازينا على كفرنا بنعمهم بالحرمان وعن الأتعاب بالنكران وجعلنا أضحية وقربانا لهم متى شاءوا ذبحونا بقدرة الحديد والنار الذي توفره مصانع أمريكا وأوربا بلاد الجنّ والملائكة والروح القدس.وما تطوعهم للقيام بشؤون البلاد ومحافظتهم على مكاسب الثورة سوى منّ من عند المنان وتكرما من غنيّ بالوراثة جازاهم عنّا وعن جهلنا وأميتنا التي اخترناها طوعا ومكابرة خيرا واسكنهم فراديس جنانه يا الله.ولا حول ولا قوّة الاّ بالله وانهي دعائي بأن أفناني الله قبل أن يكون بي طمع في جاه ومال وكرسي فهو لكم كابر عن كابر لكن فقط اتركوا لي شبرا أسميه وطن لأدفن فيه بكرامة قبل أن يقتلني الفقر ولا أجد مالا أشتري به هذا المتر الذي يكون من أملاك لست أدري بأي لغة سأتفق معه على سعر مناسب وهل أتمكن من شراءه لأسميه وطن وأدفن فيه مع كلّ جهلي وأميتي وأحلامي الثورية التي لا طائل ولا منفعة من ورائها سوى افراد البعير الاجرب.والله لي ولمن مثلي في الحضيض.
Comentários