جمرة ماء أم ياقوتة ظلام.في سرّ الكلام عن خير الأنام.وشذرات قول في تاريخ ظهور الاسلام
- zaratimoukhi
- 25 mai 2020
- 16 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي
ككلّ ممارس للكتابة أنا تواق لقارئ ارصده وعلى الاخصّ من كان في جبهة الرفض لمعاني التي اقصدها عمدا لإثارة وإنارة والإسهام بما ينفع امة لا ألاه إلا الله.ردّا لجميل من اسهم في تغذية عقلي وروحي ببعض ما عنده من كنوز الانسانية.ومنهم من يغوص في ملكوت الصمت الملغوم المترصد لأواق ّل لفتة قلب حتى ينقضّ مفرغا جعبته بما فاضت به اوراق الصفار الفاقع كقلوبهم الخناسة.
لذلك اشكر(ياقوتة المساء)التي حركت فيّ بعض تصريح فصيح للتحديد حدود الله بيني وبين المنسيّ منّا على برّ أهل الذمة من عرب غلبهم دم المستعربة وطابعهم وطباعهم حتى اضحوا جزء من رقعة الجهل.وحوّلوا عقولهم الى مستنقع ها هي بشائر اسالة وإراقة دماء الحياة فيه تهلّ علينا.بعد ما اسسه جهل متعمد من حكامنا الطواغيت الذين إإتمرو بأمر المستعمر رافعين شعار التنوير والإصلاح (ولا اصلاح لما افسده الدهر بل تغيير جذري يثبّت غرس حبّ بلوغ القمم الشمّ).
وما اعرفه عنّي انني لم الامس حتى الان على الاقلّ العمق الفلسفي للفكر.ولم اجادل عناصر التأسيس للوجود (ومنها مسألة الدين) في أيّ مقالة خططت ونشرت غسيلها على مواقعي في شبكات النات.وهذا طبعا ليس تحاشيا مني لصدام أو خلخلة في العزم والعزيمة أو نقص في التكوين.ولو أنّي من أشدّ المؤمنين بالمقولة (وان علمت شيئا فقد غابت عنك أشياء) لكنّي والحقيقة أمتلك ما يكفيني شرّ الجهل بقليلي الذي أنشد تطويره وإثرائه ولما استنباط اجابات معاصرة غفل عنها او تجاهلها وتناساها أولي الألباب منّا ومن الانسانية.لكنّي منشغل عن ذلك بما يحتاجه وطني الآن وهو يمرّ بفاصل تاريخي قاتل اذا ما ذهبنا الى بعيد لا يدركه العقل والباطن العادي البسيط الذي ينشد المعلومة الحينية(الاخبارية)حتى يتحرك الى هدف واضح.
لكنّ تعليقا (لياقوتة المساء) احالني إلى دفتر كنت أخال أنّ من سبقني بعمق بحثه وأخصّ بالذكر إبن وطني (المفكّر هشام جعيط) والذي ابحاثه في متناول هؤلاء الذين يتنفسون الهواء الذي يتنفسه ويستنبط من جهلهم بمواضع من تاريخ الامّة أجوبة تبعدهم عن أكل التبن كما الانعام.وبذلك يتميزون عنها وعن بقية أهل الجهل والجهالة.لكن أمّة لا ألاه إلاّ الله على عادتها أفردته إفراد البعير ولولا ذلك الإفراد الذي ارسله إلى نسيان لكان مصيره التكفير وإهدار الدم وليس بغريب عن أمّة (الله ينصر من صبح).
الواقعة على بساطتها هي عميقة في انفسنا الأمّارة بالسوء.وتتمثل في نشري لصورة كأس ماء مثلج يوم رمضان مكتوب عليه(نعتذر عن قسوة المشهد)فكان الردّ من صاحبة الدرر والياقوت المسائي متعلق بما يليق وما لا يليق في باب احترام الصائم.من اهلنا الفايسبوكيين المؤمنين.ونبهتني لمعرفتها بما اكتب ومتابعتها لشأن كفري والحادي المؤسسان لشخصيتي الفايسبوكية(على الاقلّ).
وهذا أول غيث الجهل. فالكفر أوله فكر وآخره كفر.والإلحاد أساسه فلسفة ورؤية،أسست لرأي.وأضنني لست من التبّع عن جهل بقصد التفاخر والظهور على أني الجامع المانع العارف العرّيف.ولكني لا أتحمّل مسؤولية ما ذهبت إليه من إعلاء لشأني فلا أنا بمفكر فكرت فكفرت.ولا أنا فيلسوف سأل عقله وحكمته وعلمه فأجاب إلحادا.وما أنا إلاّ على طريق هذا وذاك في منهج الحجّة والحجاج وإعمال العقل فيما يصلح لأكون أنا وليس نسخة مكررة،وممجوجة لسلف،الله اعلم بما يحمل في احماله من جهل ونقص تكوين ومحدودية تفكير.وليس ذلك بعيب،اذا ما اعتبرنا فعل التطور والتبدل والتحرك والزحزحة.بفعل تقدّم الأيام والأزمنة.وفوارق جمّة.ومكتسبات عديدات جاءت بها العقلية البشري المتمترسة في خانة سوء النية المسبقة.لتأثث حياتنا في كلّ تفاصيلها.
والواقعة ايضا تبرز أحدى اوجه شبهة الشهوة فينا اصطلاحا ومعنى(والشهوة دنسه حين يتعلق الامر بفعل وكبتها ولجمها بقوّة حضور الشخصية المركبة فينا وبالتالي لا عفوية انسانية ولا حياة عادية نعيشها بلا مكبوتات خشية ما حدده الانسان بقصد التعايش سوية في فضاء مشترك(الاخلاق ومنها ما سنّ له قوانين وضعية للردع والعقاب).(ومنها الديني الذي يدخل تحت طائلة العقابين بين مؤجّل ليوم النشور اذا ما تعلق الامر بالفقراء"فهو يشكوك لله لعدم قدرته على رد الفعل"وإذا تعلق الامر بالأغنياء يتحوّل الامر الى القضاء الشرعي ليكون له عقابين دنيوي وثاني متروك لله في الاخرة مؤجّل)والشهوة مدفوعة حسيا وعقلا يتحرك آليا بفعل الفطرة معا بدافع وقصد اشباع حاجة انسانية مردها غريزيّ مركّب بتداخل عنصر الرغبة المتطورة بحسب الزمان والمكان والمعروض امام الحواس وأهمها البصر في حالتنا هذه.وينتج عن ذلك ردة فعل سلوكية مدفوعة لذلك ردة فعلها لا تكون واعية بالضرورة لان الرغبة الجامحة تبطل منبهات العقل.هذا ما يشير اليه علم برمته.لكن الاصل انّ العقل واعي ويتجاهل متجاسرا ومستقويا بعناصر يطرحها بدائل على صاحب الفعل ليبرر له بمنطق عقلي واضح وباطني ومتعلق باللحظة الراهنة للفعل وبذلك ننفي قولة ان الروح الشيطانية هي من يدفع الانسان نحو اشباع غرائزه.والغريزة دنيئة لأنّ الانسان اوّل من انكرها على نفسه وعدها حيوانية(وأعجب من مسلم يقول بهذا الرأي وهو أعلم الناس بما جاء به كتاب الله من أنّ الانسان وجده آدم من الملائكة وسيدهم على الاطلاق حين علمه الاسماء وسجدت له بقية العناصر إلا الشيطان لذلك فريق من المسلمين يؤوّل مرجع الفعل الدنس الى وسوسة الشيطان الذي توعّد الانسان متحديا بذلك رغبة الله في كونه وفي حضرته.لذلك نجد فريقا من العرب من اتباع الأزيدية(وتستند حتى على تعاليم من سبقها في هذا الرأي من السابقين من اديان سماوية اخرى تذهب بالإنسان لأدم جدا.ولا يزال لها وجود ليومنا في ارض العراق مثلا)من عبد الشيطان الذين فسروا تحدي الشيطان لله في وجوده وحضرته علامة قوّة وسلطة لذلك وتفاديا وتحاشيا لقوته وسلطانه على البشر الضعفاء ولوسوسته وليس له اذا ان فكرتهم تتمثل في التفادي والتحاشي لسلطان هذه القوة والخشية والخوف من عقاب الله للذي تسجل عليه تبعات افعال الشيطان التي اسرها ووجها العبد اليها وتسجل عند الله خطيئة فيحل العقاب لذلك عبدوه تقربا لله حتى يكونوا بصنيعهم اقرب لله وليس للشيطان كما يصوّر بعض من هذه الفكرة من المسلمين الساخطين على هؤلاء."لاحظوا انني استعملت مصطلح عبد كما يحلوا للعبيد ومن يريد استعباد من سماهم الله ابناء ادم وخلقهم احرارا وفي احسن تقويم وأحسن خلق وصورة ولم يميز احدهم عن الاخر في اي جزئية لكن علموهم اولي الامر من الذين يريدون ديمومة الملك وقذرات الدنيا على انهم عبيد لله اولا وبالتالي ينسجون على منوال ذلك فيما يخص خليفة الله على الارض والأصح ان لا خلافة لله سوى الانبياء المعصومين وما الانسان الا خليفة نفسه بما يعمل اذ لم يعصمهم عن السيئة والأخطاء حتى يخلفهم في الارض ليحكموا بإطلاق كما لو كانوا ملائكة او رسل او انبياء او من سائر من ولاّهم الله بمشيئته ليكونوا علامة فارقة في حياة الانسانية لذلك لا نلوم ابن تيمية فيما ذهب اليه من تفسير لركوع وسجود الرعية للراعي حتى ولو جار او هتك العرض وسلب الانعام والأموال و وخرج عن الملة والدين.بل اللوم والفضح لمن اسس لهذه النزعة وهذا الجور ويبلغ حد الكفر بتعاليم ألرب"
ويعتمد البعض الغالب في تحليل وتأويل وإصدار الاحكام(حتى لا نقول فتاوي)من العامة الغفل قليلي المعرفة والاستزادة من رقائق ورقاع اسس التحليل والتفكير من لغة و حفظ لمحكم الكتاب والحديث صحيحه ونسبه وموضعه والتاريخ والجغرافيا وكل العناصر المتداخلة في اصدار الحكم الاقرب والأنسب للمسائل المطروحة.او من الدنيئة نفوسهم الميالة لمغريات الدنيا من مال وسلطان.وتقربا وتمسحا وركوعا لصاحب المنة والعطاء.الذي يعوض الله عند النزيه.وهو الحاكم الموبوء الذي يقرب هذا الصنف حتى يحكم سيطرته على الناس ويسلبهم حلالهم وحرامهم وأرزاقهم ومتاعهم علّه يظفر بجاه خرافي كقارون متناسيا حضّ قارون في العبرة بما يعتبر له اللبيب.ومن البسطاء التفكير والعلم من يضرب بجهله في عالم لا يدرك خطورة ما يقترفه حين يرمي تهمه ودرر جهله ويقذف بها الناس على عواهنه.لذلك هم يقنصون من الكتاب ما يسقطونه على الوضعية من حديث الكتاب ذاهبين بالمعنى الكلي للآية أو السورة إلى ما يخدم مصلحة ما يرغبون فقط وما من غافل سوى من يتبع لغوهم ويعمل ويشيع ارائهم ومواقفهم متخيلا انهم بلغوا الكفاية والاستفاضة من علم لا يدعي بلوغه سوى جاهل جهول وإنما نحاول جاهدين ما حيينا لبلوغ نزر من خفقات قلب الحياة فينا وسرّ الخلق في تكويننا(والعلم يؤخذ من مهد الى لحد.وما اوتيتم من العلم إلا قليلا).
لذلك يذهب ذات عجز او شعور بقلّة الحيلة او اصطدامهم بصخرة اجلد من جلدهم الى شراسة العجزة(التكفير او السخرية والاستهزاء المغلف بتعالي الحكماء "وهو الذي تبين بوضوح الصورة ان لا علم ينضح ويرشح من لسانه المخبوط خبط عشواء"وفي حالات اخرى يرحل في عالم المثل الاخلاقية التي لا يعرف حتى تقسيمها بين ديني ودنيوي و بين ما ورثه عن ازمنة الجهالة والجهل وبين ما اكتسبه من سجل ودفتر الكتاب والسنن الحميدة)
ويجهل كغيره من المتفقهين القرجوزات المعاصرين لقولي هذا.انّ صلاح وصلاحية الدين الذي' لكلّ زمان ومكان 'هو فعل المسايرة والتحرك وليس الجمود والثبات.وهذا ما يجعله صالح لكل تطور وتقدم في مجمل عناصر الحياة الانسانية عموما فما كان عليه الانسان قبل أكثر من 1400 سنة من زمن الهجرة النبوية وما كان عليه ليس الجزيرة عموما بل والعالم وقتها لا علاقة له بما نحن عليه في 2014 ميلادي ونحن بما نحن عليه وما بلغناه حتى على مستوى الرغبات والحاجات ومستوى خوفنا عموما وهو المؤسس لكل مصائبنا التي لن نتخلص منها إلا بفناء محتوم.وفنائنا لن يكون إلا بما فعلت يدينا بني الانسان هذه المرّة.
وحتى نعطي فكرة بسيطة وغير معمقة عن الاسلام في تاريخ منشئه وظهوره وجملة تفاعلاته مع ما كان قبله وزمنه. لمحدودية المجال ولضيق نفس القارئ على ايامنا.فالقارئ يسعى سعي سرعة الضوء لوجبة سريعة.والى لا غاية واضحة وهذه من مفارقات العصر السريع(التشتت وانعدام وضوح الرؤيا لقصور فيها ناتج عن عدم اكتمالها بحكم ما بترناه منها نتاج الاسراع).
فقبل وضوح صورة العرق الذي انفلق الى سلالة انقسمت بحثا عن الرزق ولغت بجذر لغوي يمتد الى الخليل ابراهيم جدا وحتى الآرامية لغة التوراة الاصلية وصولا الى عربية القرآن التي تنحدر من سلالة آرامية(حسب الكتب السماوية مجتمعة وتاريخ الانسانية المرتكز اساسا على الموروث الديني كمعطى صريح وواضح لعناصر التأسيس والتي نزلت على ذات العرق لذلك هم خير امة قد اخرجت للناس وشعب الله المختار)هم عرب عبرانيين من جذع مسيح الله. يهود نسبة ليهوذا الابراهيميّ.وليهوه الربّ.وعربا نسبة ليعرب قحطان البائدة بعد انهيار مأرب سبأ.وهجرة من نجا من طوفان ماء السد العظيم"بحساب عدد النفوس المجتمعة حوله عند تشييد بنيانه"وهم العرب العاربة التي ينتسب اليها المحدثين عرقا.وفي شجرة نسب الانبياء وأقوامهم التي إمّا شردتهم أو قتلتهم أو نكلت بهم.والموضوعة استنادا لتاريخ منطقة جغرافية محددة تنطلق من بيت ابراهيم الى جبل موسى والتي ترد في حقيقتها الأولى ذات غفلة على انها خطّ التجارة وقوافل رحلة الشتاء والصيف"ما يغنيني عن الابحار.وتجاوزي الى ما يمكن ان يدفع القارئ للبحث والاستزادة طلبا لمعرفة تبني له سندا لرأي سديد.
غير بعيد عن بيت ابراهيم قام في ارض السواد كما سماها المسلمون او ثغر الاسلام ايضا اي ارض العراق قوم يربطهم بأهل الجزيرة عديد الروابط من خلال التجارة وهجرة القبائل واختلاط الدم منذ ما قبل 4000 سنة قبل الميلاد وهي انذاك حضارة وإعجاز بشري من الواح الطين المرقومة ملاحم(ملحمة الطوفان وملحمة جلجامش وغيرها كثير واكتشاف اول للعدد ومسلة حامورابي اول قانون وضعي يسن للمدينة ومنه أخذ ليومنا قانون السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم وكذا الحدائق المعلقة وغيره مما تفيض به مساحات كتب تاريخ البشرية)وكان من دينهم ما ورث حتى يومنا من تقديس للمرأة التي تنجب الحياة(عشتار ربة الحياة التي لم يتذكر من ديانتها عرب اسفل الحزام سوى الزنى المقدس وتقديس فرج المرأة متغافلا عمدا عن عمق التصور والتفكير الانساني في عصر ضاربا في القدم لعنصر المرأة ودورها العظيم في وجود الانسانية قاطبة من خلال جسد هو الارض في خصبها لذلك كان ربيع سومر وبابل وأكد هو ربيع عشتار الاخصاب والرزق والقوت.
وإيرا اله الدمار.الاله الشاعر الذي انتقم من اهل بابل المستهينين بكلماته ووعيده وعند شروعه بالتدمير يرفق صنيعه بقصيدة نشيد محكم عظيم."وللإشارة ان التشابه كبير بين اله إيرا ويهوه في اسلوب التدمير لمدن عصاه ارادته وأوامره.وحتى لا أطيل أذكر بأسد بالبل الذي نصف انسان نصف اسد ونجد في ملحمة الالياذة الاغريقية سفينكس الجاثم عند بوابة طيبة يسحل كل من لا يجيبه عن سؤاله قبل دخول المدينة(انظر ثلاثية اوديب)وتموز ومردوخ وغيرهم من الآلهة القديمة بقصصها التي تتعلق اساسا بالمعنى السامي للحياة وللرزق والمدينة وأخلاقياتها وقوانين التعايش فيها.وعناصر الفضيلة والرذيلة التي تبني اسس التفاعل الانساني داخل اسوار مدينة هي ام الحضارات على الاطلاق اعتمادا على ما بلغنا من تاريخها ونظامها وحكمة صفوتها ونخبتها وقدرة اهلها على صنع الأثر الذي اعجز من بعدهم من بني الانسان رغم ما لديهم من تقنيات لم يظفر بها اهل ذلك الزمان ليكون السؤال لو كان لديهم ما لدينا من تقنيات وعلوم ما الذي كانوا سيصنعون؟وأقول مذكرا ان مسلة حامورابي التي حملها المستعمر الذي لا تاريخ له على الاطلاق الى باحة واشنطن تباهيا بقوته الآن وفي زمن انحطاط هذه الأمة نتاج لمرض عقول من صنعت منهم نخبة لها سواء من الحكام او من صفوة علمها والقائمين على نقاوة دينها.
وهناك دينات ابراهيمية (اي خاصة بسلالة ابراهيم الخليل)البهائية والصابئة بين حرانيين ومندائيين الرستافارية والسامرية والغنوصية وتزاوج عرب الجزيرة مع الوافد من ارض عيلام اجداد الفرس من ديانات دانوا لها وبقيت اثار الكثير منها الى يومنا وبما تحمله من عادات وتقاليد وأخلاق ومكونات شخصية وغيرها ما اثر تأثيرا كبيرا في كلّ عناصر تكوين ورصيد العرب من الموروث الديني وطوابعه وأخلاقياته العامة والخاصة وفي عمق اسلامهم حالها حال ديانات سلالة ابراهيم التي منها الحاضر ليومنا كالصابئة المندئيون في العراق والصابئة الحرانيين في اليمن والبهائية ومن ثمة كما سنورد مفردين بعض الاشارات الهامة للحنفية ودروها في تأسيس الاسلام.ومن ديانات فارس القديمة الزرادشتية التي لها كتاب موضوع من نبيها زارادشت وهو جملة اشعار تأسس شريعة وديانة وأطروحة جاءت لتدحض دين السحرة وإلههم هرمز الذي يسمي به اليوم فرس ايران خليج العرب المتنازع عليه.والمزدكية والياريسانية والمانوية واليزيدية.بينما تبق المجوسية بنارها المقدسة الملتهبة من زيت معبد سنجار بأرض العراق واحدة من الديانات التي لا تزال تحافظ على وجودها فينا وبين ظهرانينا.وهي ذاتها الزارادشتية بتعاليمها وكتابها(الابستاق)
ومن جملة هذه الديانات المذكورة والتي اثرنا البداية بذكرها لأنها تقع جغرافيا على احراش جزيرة العرب وعلى مسافة طرفة وخفقة جفن بحيث يصبح تأثيرها كبيرا وواضحا حين نقرأ القرآن فنجد من هذه الديانات ما عمر في ارض بيت ابراهيم والذين وضعهم الاسلام تحت رعايته ووصايته كالصابئة وما سنورده عن الحنفية والأحناف وأهل الكتاب التوحيدي من يهود ونصارى وغيرهم من الديانات التي خصها الاسلام بالرعاية والمحافظة على اهلها ما دام يدفعون الجزية.وإن أبو وامتنعوا أعمل فيهم سيف وأهدر دمهم.فهم في غالبيتهم أيامها عصبة وأهل تجارة وأموال علاوة على انتسابهم لقبائل نافذة وراجعة نسبا ودما لأشراف العرب.وبخاصة اليهود من عرب القبائل.
عند فتح مكة دخل جيش الاسلام الى محيط الكعبة ومن ثمة الكعبة فوجد بها ما يزيد عن 365 آلهة كانت تعبد في مكة وهي ليست قرشية صرفة إذ أن العرب من قبائل الجزيرة الذين يحجون بغية التجارة الى مكة قدموا آلهتهم ومكنوها من محل وشأن وتشريف بنصبها في أرض وبيت ابراهيم وكان قربها وولوجها بيت ابراهيم للإقامة هناك يستند لعلو شأن القبيلة المالي والتجاري بين القبائل.
وبيت ابراهيم(الكعبة)لم يكن الكعبة الوحيدة التي يدين لها العرب وإنما كان هناك كعاب بعدد قبائل العرب ومضاربهم كما بيت اللات وكعبة نجران وكعبة شداد الأيادي وكعبة غطفان وبيت ذي الخلصة المعروف بالكعبة اليمانية وبيت ثقيف وكعبة ذي الشرى وكعبة ذي غابة الملقب بالقدس ومحجات اخرى لآلهة مثل اللات وديان وصالح ورضا ورحيم اضافة الى بيت اللات في الطائف وبيت العزى قرب عرفات وبيت مناة وغيرها كثير وعلى رأسها كعبة مكة مجمع القبائل العربية المهتمة بالتاجرة.وحتى الأحباش كان لهم كعبتهم التي أغاظ زعيمهم عزوف الناس والقبائل الحجّ لها كما كعبة ابراهيم فغزى الكعبة الأصلية بفيلته الرهيبة وكان ما سمي عام الفيل الذي ولد فيه الرسول الاكرم ونزلت فيه سورة تظهر قلّة مروءة أهل قريش حين تركوا للربّ حماية بيته ولم يكلفوا نفسهم حتى عناء التفاوض لفض النزاع.بل دخلوا بيوتهم خائفين أذلاّء.ليرسل الربّ طير أبابيل بحجارة من سجّيل يحمي بها بيت خليله ابراهيم ويلقّن هذه السلالة درسا في حماية الارض والعرض.عوض التناحر لأتفه الأسباب فمثلا أثبت التاريخ انّ هذه السلالة كانت تقوم وبشراسة ضدّ أهلها ودمها لأجل عنزة أو جمل أو ناقة ويمتد قتالها الى سنين وسنين.ولا نتحدث عن الثأر وغيره الذي كان العنوان الأبرز للدموية والشجاعة.ولأنّ شجاعتهم نسبيّة احتفلوا بها شعرا وأطنبوا وذلك لندرة في شجعانهم.
وأسترسل أنّ الفتحين لمكّة لم يحطموا هذه الأصنام فقط بل أكمل من خلفهم مهمّة غاية في الجهل و الخوف على مناصب سادتها وسدنة ملتها.اذ طمسوا وقبروا ودفنوا عن عمد وقصد كلّ التراث الشفوي وشواهد العصور الغابرة التي عايشوها كما التي سبقتهم من الحضارات الانسانية ومنها التراث الشفوي الموروث لدينات العرب.ونحن نعرف سلفا أنّ كلّ تراث العرب مدون شفويا من خلال لسانهم الشعريّ حتى ان الجاحظ حين رغب في اسناد التاريخ الشعري للعرب زاد في تكريس هذا الفعل الاجرامي الذي هو ابادة للموروث الانساني في المنطقة فصنف الشعر معلقات بين سبع وعشر لا يزيد عمقها التاريخي عن 100 إلى 150 سنة من تاريخ ايامه والحال أننا وكما سبق وأن ذكرنا أنه وقبل على الأقل 3000 سنة من ميلاد المسيح وجدت ملاحم في ارض الرافدين التي هاجر منها من هاجر وعلى دفعات الى ارض بيت ابراهيم من عزّ عليه الرواية حتى إن لم نقل محاولة قول ملحمة اخرى على الاقل ولن نتحدث عن عرب الشمال في حاضرة البتراء بالأردن الآن وشأن آلهتهم ودياناتهم التي منها ما شابه الاغريق والرومان كالإله ذي الشرى ألاه الخصب والخمر.وهم الذين من ذات الدم ولهم في ضروب الحلّ والترحال والتجارة ومدنهم كانت محطّ قوافل أهل مكة وهم الذين لهم في جلب وتخزين المياه وتوزيعها على البيوت المنحوتة في الجبال ما يعجز عنه أهل يومنا هذا في فكّ الشفرة التي اعتمدها الفكر والعقل الانساني لدفع الماء من اسفل الى اعلى بدون آلة ضخّ ولا آلة تبريد ومواد تعقيم كيميائية.
ايضا لم يسأل أحدنا يوما أحد أعلام ديننا على أيامنا المعجزة في الجهل والجهالة.ما الذي يعنيه السعي بين الصفا والمروى وعن قصة بئر زمزم وعبد المطلب حافرها وهو احد اجداد الرسول وابن هاشم الذي سمي كذلك لكرمه وتهشيمه الثريد للناس والذي تربى عند اخواله اليثاربة اهل الحرب وسنرى ان الرسول محمدا حفيده احتمى بهم عند هجرته.هذا السياسي الفذّ الذي من صنائعه التي استثمرها الرسول الاكرم ان قام لليمن راحلا مهنئا بالاستقلال عن الحبشة وهذه الحادثة اثمرت ثمرتها زيجة رسول الله من خديجة بنت خويلد الأسدي.هذا الجد الذي سمي لكرمه شيبة الحمد الذي سنراه مؤسسا لحزب التوحيد ـ الأحناف ـ فيما بعد وهم من رغبوا في الغاء عبادة الاصنام والوساطة والشفاعات الموكولة لغير الله.إذ أعلن للناس عن حلم راوده رائي في منامه وهو في حجر الكعبة يأمره بأن يحفر بئر زمزم مرة اخرى وكانت بئرا لجرهم تقع بين صنمي اساف ونائلة آلهة الحب عند العرب التي كانوا يسعون خفاف بينها والتي طمرتها عند هجرتها من مكة.وبذلك تكون زمزم أهمّ الآبار التي حفرت في محيط الكعبة من طرف سادة قريش لقصة الرائي والرؤية التي تفيد قداسة هذه البئر.
أو رجم الشيطان أو الطواف بالكعبة وحتى الشعارات والدعوات التي ترفع عند الطواف ما الذي تغير منها. ومجمل طقوس الحجّ هذا الركن الأساسي في الدين.ومن أين مأتاه.وهل كان موجودا قبل الاسلام.وهل كان رمضان موجودا قبل الاسلام وكيف كان اسلوب تعبد الله فيه اي ماذا كان على المؤمن القيام به هل هو صيامه وقيامه حال ما نص عليه الاسلام عند تمكنه.وما المعاني التي كان يحملها كلّ طقس من هذه الطقوس قبل الاسلام.ولماذا حافظنا على هذه الشعائر والطقوس ولم نغيرها او نبدلها بما يتماشى والقطع مع الوثنية والشرك وأزمنته السابقة؟
هل هذه المحافظة على هذه الشعائر والطقوس زمن الرسالة ليست تعني لعموم القبائل أنّ قريش هي قريش وأن مكة هي مكة لم يتغير سوى ما أسسه الحنفية والأحناف وجاء به الرسول في رسالته فيما يخصّ الاسلام كدين لدولة وضع حجرها الأساس جد الرسول الأكرم قصي حين استغلّ سكر العجوز الخرف الضعيف النفس كجملة أهل المكان قدام المغريات ابي غبشان الخزاعي وساومه مفاتيح الكعبة وريادتها من سقاية ورفادة وغيره من شرف الزعامة بزقّ من الخمر في ليلة حمراء نسأل ما الذي أوجد قصي فيها؟ونعرف سلفا ان زعامة مكة دار كنوز العرب المالية التجارية ومحجها الديني بالتوازي تعود في قدمها الى قبيلة جرهم ومنها انتقلت الى إياد بن نزار ثم غلبه عليها مضر لينتزعها خزاعة من مضر ومنه استقرت في قريش(وتعني قريش لفظا التقريش اي التوحيد والتجمع)من خلال قصي الذي تمكن من ان يكون سيدا مطلقا لمكة وان يفوز لا بسلطة دينية بل الاهم دنيوية اسست لثروة مالية من خلال ضريبة العشر على التجارة والتجار والتي تعني الكثير بالنسبة لمكة التجمع الاكبر للتجارة وطريقها نحو الشام(في جزئها فلسطين الذي يمثل كما ارض بيت ابراهيم قبلة دينيّة أخرى ومحجّ قدسي لأهل الكتاب ارض موسى والمسيح لنكتشف ان العلاقة في اصلها تجارية ويرعاها الذين خصوصا بأخلاقيات التعامل التجاري وإبراز للأمانة وعلامة جودة وإتقان).وتناحر لأجله أبناءه عبد الدار الذي خصه قصي قبل وفاته بوظائفه التي اتمها بعد توحيد اهل مكة وتقريشهم في نسب قريش(وأسلفنا شرح لفظة قريش) دون اخيه عبد مناف الذي حقد حسدا وأورث حقده وحسده لأخيه ابناءه الذين استعدوا بعض القبائل التي والتهم ضدّ ابناء عمومتهم في حلف المطيبين ولم يكن من ابناء عبد الدار ان ردّوا بالمثل فأقاموا حلفا مع قبائل عرب حالفتهم بحزب حلف الاحلاف.وتجمهروا للقتال لولا المصالح التجارية المالية التي فرضت القول الفصل بحقن الدماء والذهاب الى صلح ابرم على اتفاق يقضي بان يحتفظ بنو عبد الدار باللواء والحجابة(سدانة البيت)بينما تنازلوا لبني عبد مناف عن السقاية والرفادة.الذي انتهى الى سيطرة هاشم بن عبد مناف دون اخويه نوفل وعبد شمس.ومن هنا ساورت امية ابن عبد شمس عند وفاة ابيه اطماع في الوية الشرف بالقوة وحياد نوفل كان مؤقتا لكن عادة العرب في الحفاظ على المهم وهو المال قادهم للاحتكام الى كاهن خزاعى الذي قضى بنفي امية بن عبد شمس عشر سنوات الى منفى يختاره فلم يجد هذا الاخير بدا من الرضوخ لمن ارتضاه حكما واختيار الشام منفى له وسنرى بعد ذلك ما ينحته التاريخ من عودة بني امية لحاضنة جدهم في منفاه والتي كون فيها رصيدا من النسب والعلاقات التي كانت اسنادا لحفيده معاوية مؤسس الدولة الامية في الشام وكان حكم كاهن خزاعى اساس الفجوة والضغينة بين بيت هاشم وبيت امية الذي سيتواصل ساريا ومتوارثا حتى في عزّ الاسلام الذي يدعوا للمغفرة ونبذ الفرقى والبغضاء.ولزيادة الانارة للخلاف بين الدولة الاموية والدولة العباسية انّ نسب الدولة العباسية التي قامت على دولة الامويين هو راجع إلى الجدّ العباس بن عبد المطلب بن هاشم (الذي بقيت سلطته وألوية الشرف من سقاية ورفادة بتصريح من النبي)ورغم تدخل بعض اشراف قريش لرأب الصدع بعقد حلف الفضول بين كافة الاطراف إلا أنّ الصراع اتسع وتوارث خلفا لسلف.حتى بلغت اسالة وإراقة دماء اهل البيت من دم الرسول الاكرم بعد قيام الدولة الاموية اثر الفتح لأرض الشام والتي كانت كلها من بيت بني هاشم تخصيصا وتحديدا وهي تجللي لمشاعر مكظومة تجاه ابناء العمومة حتى امتد الانتقام الى احفاد الرسول الكريم استئصالا للدم الهاشمي صاحب شرعية الحكم(ان اسلمنا ان الحكم يقع في سلالة الرسول الاكرم وليس فيمن اعلم واقدر وأجدر واحكم"من الحكمة"وأولى بالقرب من الله تعففا وعدلا ورعاية لحال الأمة)ولم يكتفوا بل ذهبوا الى حدّ ضرب بيت ابراهيم(الكعبة) بالمنجنيق هي جملة مشاعر صرّح بها يزيد بن معاوية في قوله:
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل.
واقف عند هذا الحدّ لأواصل نسق الإخبار عن عمق آخر هو تلقح كلّ هذه المكونات الدينية في شركها وتوحيدها لتأسس ارث العرب من اخلاق وقانون ودستور تعايش زرعوه في كلّ موطئ قدم وطئوه وأضافت بقية الاقوام كلّ حسب موقعه الجغرا سياسي واقتصادي وتاريخه التعبدي الديني ومجمل خصوصياته العرقية ومورثه الخاص.ما لا يدع مجالا للشكّ في اصل وباطن ما يرغبون في بثه فينا من عنصر نقاوة الفكرة ومرجع عروبة صرفة لأحكام المجتمعات الاسلامية خصوصا منها ما صنفوه هم انفسهم(مستعربة بحدّ السيف).ولن اتحدث عن نزوع من خلف الرسول الى جمع وتكديس وكنز المال اكثر منه نشر الاسلام حتى اصبح اصل القول غزوا وليس فتحا كما يذكرون جزافا في مدوناتهم.ولكم في ضرائب الجزية والخراج مغيرها من ما نهبه أولي الأمر في عواصمهم حتى بلغ الأمر بالملك(حتى اتحاشى كلمة خليفة بما تعنيه من معنى شريف وعفيف دينيا ودنيويا فمن يخلف الله على الارض لا ينظر للسماء وللسحاب وهو عابر فيقول له"أمطري أنّا شئت فخراجك لي")وهذه المقولة هي الأساس العميق للفكر الذي يستعبد الناس حتى يومنا ويهدر دمهم وهو اساس الفكر الاستعماري التوسعي الذي يقضي بجواز قتل ما حرم الله قتله بغير جرم يجيز العقاب الاقصى على صعوبة الحجج التي نص عليها الين لإثبات هكذا جرائم حتى لا يترك للنفس البشرية الأمارة بالسوء والغير مشروح صدرها ولا معصومة مدخلا لتلاعب بالنفس البشرية مهما كان علوّ شأن طالبها من غيره خصوصا من الفقراء الذين لا سلطان لهم.
وحتى لا ابحر في هذا العنصر المزيد اعود الى أنّ أهمّ من عناصر التكوين لموروث الرسول التوحيدي في بر الشرك والأصنام بعيدا عن ديانات اهل الكتاب وعن بقية الدينات القديمة التي لم تشبع روحه وعقله بما يكفي للتواصل معها ومن هذه العناصر القريبة جدا من حاضنته والأقرب اليه وإلى مسيرته وتوجهه الفكري والروحي ـ الأحناف ـ
وما لا يذكره متأسلمي التاريخ المزور للمسلمين أن جد الرسول الاكرم عبد المطلب وما يمثله من نسب شريف بين قومه ووجاهة سلطته في قومه التي تشرفه امام الأغراب وبقية القبائل اتي تنتسب دمويا بالقرابة او تتفاعل وتتعامل مع مكة حاضرة الجزيرة.هو من اكد على انتساب العرب جميعهم من سلالة تعود بجذورها الى دم واحد هو دم اسماعيل جدهم الأول وهو ابن خليل الله ابراهيم واستنادا عليه قام بالتبرؤ من أرجاس الجاهلية وعودته الى دين جده ابراهيم الخليل وهو في عرف الجاهلي(الفطرة الحنيفية)وهو يرفض قطعا اي اوجه التوسيط بين المتعبّد وربه.وكان عند حلول رمضان يعتكف في حراء متحنثا وعند نزوله من حراء قام في قومه مبلّغا انه حرّم على نفسه الخمر(ألا يكون ذلك بسبب الخوف من الكبر والعجز والتخريف فيصنع به ما صنع جده قصي بأبي غبشان الخزاعي جراء ألخمر؟) .
ومن إيمانياته التي بلغ بها مكارم الأخلاق مؤمنا بالبعث والحساب والخلود.وكان يقول مبشرا بقيام دولة العرب وقرب تأسيسها.داعيا اولاده وأحفاده وحاثا لهم على التمكن من التسريع بتكوينها مستلهمين من تأسيسه الذي وضعه ومهد به لخروجهم وأقامتها(إذا أحبّ الله انشاء دولة،خلق لها أمثال هؤلاء)أمّا عن أسّ فكره التوحيدي فهو يعبر عنه في قوله للناس بصريح القول وفصيحه في اجتماعهم(والله،ان وراء هذه الدار دارا يجزي فيها المحسن بحسناته،ويعاقب فيها المسيء بسيئاته).من الذين اشتهروا بورعهم وتقواهم من الأحناف زيد بن عمر بن نفيل الذي يعتبر ثاني المؤسسين من واضعي اسس الحنيفية مع امية بن عبد لله بن ابي الصلت بعد زعيمهم عبد المطلب بن هاشم.وأكثم بن صيفي وأبو قيس بن الأسلت وخالد العبسي وحنظلة بن صفوان وشكلوا مع غيرهم تيارا قويا قبل ظهور الاسلام بفترة وجيزة جدا وكان من طموحهم ظهور الرسالة في رحمهم.ومن (علاماتهم الفارقة الإختتان وحج مكة والاغتسال من الجنابة واعتزال الاوثان والإيمان بالله وحده لا يشاركه احد بيده يجري الخير والشرّ وان كلّ ما في الكون محتوم ومكتوب)
وكان زيد بن عمر بن نفيل من جذع قصي بن كلاب جد الرسول الاكرم وهو اول من اطلق على الحنيفية(الاسلام)بمعنى التسليم لقدر الله ومن اعماله انه كان يقضي رمضان معتكفا في حراء وكان شاعرا وهب شعره وما قاله لدينه وهو القائل:
أسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت على الماء،أرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن اسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
اذا هي سيقت إلى بلدة أطاعت،فصبت عليها سجالا
ويروى أنّ الرسول الاكرم لقي زيدا بأسفل بلدح،فدعاه الى تناول طعام مما يذبح للأرباب فقال زيد للنبي(اني لست اكل ما تذبحون على انصابكم).ويعلل بن هشام اكل النبي قبل بعثته نبيا لتضحيات،أو قرابين الاصنام،قوله(ان رسول الله صلى الله عليه وسلم،كان يأكل مما ذبح على النصب،فإنما فعل امرا مباحا،وان كان لا يأكل فلا اشكال).
ولا ننسى ورقة بن نوفل خال خديجة زوجة الرسول الاكرم والذي يتأرجح المؤرخون هربا من الورطة بين نصرانيته وحنيفيته.وكان ملتجئ خديجة حين ارادت معرفة قول فصل من عارف ملمّ عالم بشأن الدين الموحّد عموما فكان جوابه منطلق السند المادي والمعنوي الذي لقيه منها الرسول الاكرم والذي كان يحتاجه كثيرا لبلوغ ما بلغه.
ولنا حديث وقول لمن ينفخ في صورته قدامنا بغرور الخواء وليردها علينا من استطاع لذلك سبيلا.ولنا لكل محاور جاد انارة مما اكتسبناه من قليل علمنا.
والى لقاء قريب نجيب فيه دعوة من يدعونا.
تونس في 05/07/2014
Comments