top of page
Rechercher

تطور الحركة الثورية اليسارية في وطننا العربي عموما وفي تونس خصوصا وواقعها الآن

  • Photo du rédacteur: zaratimoukhi
    zaratimoukhi
  • 25 mai 2020
  • 9 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي

مرّت التجربة اليساريّة في الوطن العربي عموما وفي تونس تشابها بمراحل كانت فيها أهم عنصر مستهدف من أنظمة الداخل ومعسكرات الخارج من يمين ويسار الشيء الذي حدّ من مهامها الأوليّة التأسيسيّة ومن دورها الطبعي والحقيقي الطليعي في محيطها أولا وأساسا ومن خلال تطوّرها وتجذرها يكون موقفها الذاتي والموضوعي المساهم في الحراك الثوري الأممي وإسهاماتها وإضافاتها ترتكز أساسا على جدية وخصوصيّة وطرحها الفكري والعملي الذي يؤسس رؤية ونهجا يمكن للثوار في العالم الاستئناس به والنسج على منواله ومناقشة تفاصيله بما يؤسس لديهم من خلال عناصرهم الذاتية والموضوعية وشروط حراكهم ووجودهم ثروة دافعة ومحركة لساحاتهم وهذا أصل الفعل الثوري العلمي الذي ينفرد به الطرح العلمي الثوري عن بقيّة الأطراف والرؤى السياسية والأفكار اليمينيّة التي تؤسس لشعوب تابعة وقطعان تسير خلف زعاماتها الكارتونية التي تمتصّ دمائها وعرقها لتبني ممالكها وتقمع وجودهم كلّه بآلتها البوليسيّة والعسكريّة التي أصل دورها هو حماية الوطن والشعب دافع أجورها ورواتبها من خلال الضرائب المستقطعة من كدحه وعمله وعرقه.

لكن وعلى مرّ التاريخ وفي دراسة ماديّة كان اليسار رهينة الموازنات العالمية ورهينة حاجته للقوّة في البدء يستظلّ بظلّها ليؤسس.وربما نعذر هؤلاء على رؤيتهم تلك لو أنهم طوّروا هذا الفعل ولو بتدرج لكنهم من خلال نهجهم ذاك ومسارهم التذيلي أسسوا لخلفهم شروط الوجود التي يمتلكها السيد صاحب القول الفصل ومالك الحقيقة المطلقة وكذا كان الاتحاد السوفيتي يؤسس دوره في القاعدة الثوريّة العربيّة متعللا بالصراع الدائم والشرس مع الامبريالية والصهيونيّة وأنه القوّة الوحيدة التي يجب دعمها بشكل غير مشروط وحتى غير نقدي حفاظا على تماسك جبهة الثورة وعلى القيادات المؤسسة العربية التي لم تمتلك بعد ما يكفي لأن يكون لها وجود فاعل أن تنتظر مقررات المؤتمرات والتي تفرض عليها منهاج عملها وعلى الأخص قراراتها في الداخل والخارج من غير توفّر دراسة موضوعيّة وعلمية تأسس لهذا الاقتراح الفوقي الذي في أغلب مراحله هو حلول مستنتجة من تقارير على رأسها (المخابراتي) وحلوله التي يبنيها من خلال الصراع مع القوّة الامبريالية والصهيونية وما تشيعه عن المنطقة بصفتها المستعمر على الأرض.

وهذا ما أربك عمل الخلايا التأسيسيّة في الشرق أساسا (راجع تاريخ اليسار الفلسطيني والمصري والسوري والعراقي خصوصا).

وجعلها ظلاّ لا نديّة في عمله كانت تمكّن الاتحاد السوفيتي في ذاته من حلول مكتسبة من الارض والتي كانت لا تحميه هو في وجوده بل وتحمي الثوار في مواقعهم من خلال اسهامهم الفكري وتحاليلهم المنتمية للواقع والأرض وخصوصيات هذه المناطق من الخارطة الانسانيّة.

وتحوّل هذا الفعل إلى التهمة الرئيسيّة التي ضربت التجربة في عمق وجودها إذ كان أهم تهمة موجهة هو التآمر والمخابراتية لصالح العدو الكافر الشيوعي. وغير ذلك من التهم التي التجئ إليها المستعمر للفصل وعزل هذه الطليعة الثوريّة عن قاعدتها الطبيعية الجاهلة والفقيرة والمحكومة بالحديد والنار خصوصا وكل العوامل من التخلف والتقوقع الديني كانا متوفرين للعب عليهما حتى يضمن المساندة الشعبية لعزل وحتى اهدار دم هؤلاء الكفرة العملاء حسب ما روّج وكان له ذلك من خلال محاكمات شهيرة أعدم فيها أهم رموز اليسار العربي. خصوصا منهم من كان يحاول النفاذ إلى قرار ذاتي شعبي وإلى الالتصاق بواقعه أكثر من التذيّل للراعي الرسمي.الذي ضحّ بهؤلاء ليحافظ على نواة وجوده على الأرض.

وبعد قيام الحركات التحريرية والتحررية التي قادها الشعب الجاهل والفقير من خلال قيادات هي خليط من وطنيّن ثوريّين توفّر لهم شرط التلاقي والتلاحم المرحلي ومنهم العصامي ومنهم القبلي ومنهم المسيس من يسار ومن وسط ومن يمين سيخون بطبيعة تكوينه ومرجعياته هذه الثورات ويمنح شرف قيادتها ومحاورة المستعمر لبناء الشكل الجديد من الاستعمار منها وأهمها الاقتصادي الدائم على الأرض وغيره من أشكال الاستعمار التي تلت الاستعمار العسكري على الأرض.

وكان هذا التعاطي والدفع لليمين ليكون هو سيد الثورة وقائدها(من خلال النخبة المتعلمة من البرجوازية الوصوليّة الانتهازية في بعض الاقطار 'خصوصا الغير موجود بها ثروات طبيعيّة'ومن خلال عائلات حاكمة فرضت على شعوبها بقوّة سلاح القبيلة وبنسب على المقاس ينتمي لنبيّ المسلمين وهنا نجد بدايات الاعتماد على عنصر الدين في حلّ مشاكل استعمار الوطن العربي والذي دفع إلى تبني وترويج الوهابيّة وبشكل تدريجي وضخّ مدروس بحساب شروط المرحلة).

وذلك بعد تفطن المستعمر إلى نقطة ضعفه القاتلة والتي كان من الممكن ان تكون سلاحا فتاكا لوجودها بيد اليسار الثوري وهو اعتمادها حتى تلك المرحلة على القوة العسكرية للنهب والاغتصاب وإقصائها حتى للعناصر المعادية لشعوبها والخائنة لوطنها من العملاء الذين اقصوا من المعاملات المالية المؤسسة لقاعدة برجوازية مرتبطة لذلك سارع بتأسيس هذه القاعدة في مرحلة اولى وهي في الاصل موجودة في شكلها الموروث لكن ضخ فيها برجوازيته الفكرية الجديدة الحاكمة وجعل منهم عصبة حاكمة لكنها كانت صغيرة وتحت اي تفاعل ثوري كان يمكن ساعتها أن يقوم بفعل التأميم الثوري وإزاحة هذا العنصر نهائيا من الساحة لكنه لم يتوصّل نتيجة قصوره على انتاج ثورته الفكرية التي تفتح افقا شعبيا ساندا لمثل هذا القرار من خلال وعي ثوري ودخول عناصر من الخراج الامبريالي الاستعمار في تحالف مع هذه القاعدة الحاكمة العميلة والتي من خلالها فرّخ هذا الكم الذي الآن يعيق الفعل الثوري (التأميم) كسلاح مهم من اسلحة بناء استقلال الاقتصاد الوطني.وكان ذلك على أيامهم سهلا وفي المتناول وحتى العامل الخارجي لا يمكن له التفاعل حتى العسكري لحماية هذه الفئة من خلال التزام الحياد في القرارات الوطنية نتيجة صراع القوى ساعاتها.فأهدر اليسار الثوري فرصة تاريخية أولى.

كلّ ذلك كان في أصله حرب مفتوحة على الفصائل الثوريّة اليسارية ووسط اليسار من الحلول القومية والتي كانت نتيجتها متفاوتة. فبينما عزل اليسار تدريجيا في حرب تدمير وتجفيف لمنابع الانتشار والتواصل مع القاعدة الشعبية في أقطار تمّ تبني الفكر القومي (أو الحلّ الثوري ذي الفعل ولأساس الفكري الثنائي الذي يتبنى اشتراكية دولة تحمي الشعب نسبيا وبرجوازية مشروطة بوطنيتها لكن نسأل هنا وبعد حملة تدمير هذه النماذج في العراق والآن في سوريا. هل شرط الوطنيّة كان مؤسسا قانونيا ومضبوطا بالشكل الذي يحمي الشعب والوطن من هذه البرجوازية التي هي عميلة بضرورة وجودها فهي الرابط الأساس لقدرة وثروة الداخل بالخارج والذي يمكن له من خلال اسلحته الاقتصاديّة الفاعلة في اقتصاد الدولة بحكم الترابط أن تخربه وتسقط نموذجه وأعطي مثالي وهو الحادث الذي التجئ إليه صدام حسين في العراق بعيد فترة وجيزة من الحرب (أم المعارك 1991) إذ أعدم في يومين على الأكثر وبحرسه الجمهوري 40 من رؤوس الأموال المحتكرة والمتواطئة والذين يمثّلون أهم قائمة في قائمة (الرأسمال الوطني) العراقي انذاك.

لكن وخصوصا في منتصف الخمسينات وبالتوازي مع أهم التحولات الاستعماريّة والتقسيم الجديد لخارطة الوطن العربي بين اللاعبين الاستعماريين عاد نجم اليسار إلى ساحات المعارك وتأسست فصائل مسلحة لحماية الارض والعرض والفكر في آن. وهنا ظهرت بوادر تفكير وقراءة عربيّة للحركة اليساريّة العربيّة لكنّها ارتبطت هذه المرّة برواسب ذاتيّة في شخصيّة العربي كفرد والتي كانت المحرك لوجوده منذ أزمنة سحيقة ولم ينتج في محيطه الجغرافي ما يلغيها أو حتى يحدّ منها ألا وهي تقديس الزعيم الأوحد والمخلّص والمفكّر والمرجعيّة التاريخية وغير ذلك. مما أنتج فصائل متناحرة انتهت لتؤسس قواعد هي في أصل فعلها وحراكها (قطيع ثوريّ) لصاحبه الزعيم الثوري. الشيء الذي أعاق تطوّر الفكر وحطّم انتشار الآراء حتى تكون موضوع جدل يبني تكامل المشهد ويفرز أسس فكريّة تسند المشاريع التنظيميّة القائمة وقتها.

مما أدّى في نهايتها إلى الانحسار والانعزال بعد أن كانت مشروعا ثوريا نوعيا يضرب به المثل المرعب لوجود اليمين بكلّ أشكاله وعلى جميع الواجهات الفكريّة والانضباط التنظيمي والشراسة القتالية النوعيّة في الميادين. الشيء الذي سهّل على الدكتاتوريات العربيّة العميلة أن تبرر حملتها المدعومة والتي رسمت لها من دوائر المخابرات الراجعة اليها النظر في تركيز هذه الدكتاتوريات وحمايتها من شعوبها وإن أدى الامر للتدخل العسكري المباشر.فكانت شعاراتهم الحربية التي أعلنوها لشعوبهم التي أخذت نصيبا من الوعي المعرفي والعلمي نتيجة وجود هذا اليسار بالذات ونضالاته من اجل مجانية التعليم والثقافة وغيره. وهنا يبرز دور المال الوهابي الخائن وذي المرجعية الصهيونية الامبريالية في بداية الترويج لفكره تحت غطاء الازمات الطبيعية (المساعدات) وحملة أسلمة المسلمين من خلال دعم بناء الجوامع وطباعة القرآن وتوزيعه على البلدان الفقيرة الغير قادرة على امتلاك نسخ القرآن والحال أنها لا تمتلك الرغيف أصلا حتى تتفرغ لقراءة القرآن ببطون متوازنة تجعل من قراءتها له متوازنة وعقلانية وفاعلة.

لذلك ارتكزت جملة التهم كالعادة على الكفر والإلحاد وإلصاق تهم اخلاقيّة هي في اصلها نتيجة طبيعية لبرجوازية صغيرة تابعة وناسخة للنموذج الغربي وليست لها أي مساس باليسار الحقيقي في ممارسته وهو المعروف بالانضباط والعقل العلمي في تحليل وتبني الظواهر الممارسات المستوردة.هذه البرجوازية الصغيرة الخائنة بطبيعتها التي كانت تتشبث بوجودها على قائمة ثوريي اليسار لتبني لها قاعدة شعبية تحميها من تطور رأسمال البرجوازية من ناحية ومن ناحية أخرى تأسس لشخصيات يمكن ان ينتدبها الحاكم لتكون عنوان مراحله في صراعه مع الداخل بكل ألوانه وهي التي تعلم علم اليقين أن اليسار هو أرض وأرضيّة التلاحم مع رأسمال الثورة الشعب إذ أنّ اليسار لا يمتلك المال ولا يدعوا له بل قوّته ورأسماله هو الشعب منه ينتج وينتج حلوله وله يوظف طاقاته وقدراته وحتى ثورييه النوعيين. وقوائم شهداء اليسار العربي أكبر شاهد إلى ما ذهبنا إليه في تحليلنا بغير مزايدة ولكن بمفاخرة.

وباقي المسيرة سنورد لها بقية في مقال آخر حتى لا نطيل ولكن نلخّص أنّ الأخطاء كانت ولا تزال هي ذاتها نعيد انتاجها في كلّ مرحلة.

وهنا أجدني قد بلغت موقعا يجب أن أعطي من خلاله ولو باختصار مجحف فكرة بسيطة وسريعة نتيجة تشابه كبير بين ما أوردناه في خصوص حراك اليسار الثوري في الوطن العربي وبين ما كان في تونس التي تأسس فيها البذرة الأولى في سنوات مبكرة من خلال أبناء المستعمر المولودين والموجودين في تونس ومنهم انتقلت التجربة إلى طليعيي اليسار التونسي الذين ومنذ 1925 بدؤوا بالبحث عن التواصل مع هذا الفكر ومن ثمة الانضمام اليه وتبنيه.

ولأنّ مصدرهم كان أساسا هو من صلب المستعمر ومن عناصره الموجودة في تونس والعاملة في ميادين دنيا (أي كعمال مشرفون. أو كوادر عاملة على الميدان والتي ارتبطت بحراك وطنها الأصلي الثوري آنذاك)كان ولائهم لمن اكتسبوا خيوط الترابط معه لذلك كانت قراراتهم (وهنا عنصر التشابه) يتظلل بظلال القوى الثورية في بلاد المستعمر والتي وإن كانت تساند حركات التحرر الثوري إلاّ أنها (وكما رأينا مع الحركات العربية) تشترط الولاء لما تمليه من أفكار تخصّ هذه المستعمرات وبحساب قراءتها لواقع هذه المستعمرات مما نتج عنه قصور فكري في انتاج حلّ ثوري تونسي يكون مؤسسا على قاعدة وطنيّة ثوريّة واقعية تنتجها التجربة النضالية على الميدان.

وبنفس الشاكلة وفي فترة متقاربة مع مع الحراك الثوري العربي في مرحلته الثانية التأسيسيّة التي سبق وذكرنا وفي نهاية خمسينات القرن العشرين نتج في تونس تأسيس لمشروع وطني ثوري حقيقي لكنه لاقى ذات المصير ولو بأشكال تتفاوت نتيجة تنوع مواقع الصراع إذ في تونس لم يكن هنالك فعل ثوري مسلّح لذلك حورب المسار بشكل قمعي بوليسي منظّم وبإنشاء قاعدة الجهل العام من خلال املاءات المستعمر الذي تفطن لخطا تعليم مستعمراته والمساهمة في تثقيفها ودعم هذا المسار التوعوي فيها.

وكان بورقيبة أوّل المشرفين والمنفذين المباشرين للمشروع وأسوق مثالي للتاريخ.

في خلال أشغال مؤتمر الاتحاد العام التونسي للطلبة في بنزرت في السبعينات أو ما يعرف في تونس بمؤتمر 18

كان بورقيبة وبأجهزة التصنت التي وفرها له المستعمر للغرض يتصنت على القيادات الطلابية اليسارية مباشرة بعد ان تمّ زرعها في غرفهم ويتولى إدارة الصراع شخصيا ويعطي اوامره بشكل مباشر للقيادات الامنية المحيطة به لردة الفعل المباشرة.

وحتى بعد هروب واختيار قيادات اليسار للمنفى الباريسي والأوربي وبفعل المنتمين من البرجوازية الصغيرة التي كانت هنالك للدراسة وحتى العمل الخائنة والمخربة كان من السهل على بورقيبة وئد مشروع كراس البحوث والدراسات وحتى توجيه عناصرها النوعية بفرض وتوجيه لمساحات الصراع الفكري عبر هؤلاء العناصر المنحطة الوصولية من البرجوازية الصغيرة (والتي سنرى لاحقا تبراها من اليسار وانتمائها للحزب الحاكم مباشرة وتوظيف مهاراتها ومن تبعها من عديمي الوعي والمغرر بهم كقاعدة يسهمون بها في تأثيث الحزب الحاكم سواء في المرحلة الأخيرة من الدكتاتورية البورقيبيّة أو حتى في عهد الدكتاتور الجاهل أصلا وقال العرب قديما فاقد الشيء لا يعطيه ونقصد بن علي)

وبثّت التفرقة ليتقوقع اليسار التونسي في حرب وهميّة وصراع مالك الحقيقة المطلق والزعيم المنقذ الفذ الخارق الرباني وما يكتسب من معرفة بأداة حربه المنتمية للتجارب الرائدة وليس لأصل الفكر اليساري العلمي. المبني أساسا على قاعدة علمية أساسها النوعيّة في التفكير وإنتاج الفكرة الذاتية والموضوعية بآليات التحليل والنقد التي اكتسبها من خلال دراسة هذه التجارب النوعية الرائدة ومن خلال واقعه وما يفرضه عليه من شروط نضالية وليس التذيل والانتصار لشخصية رمز تربي جيلا من القطيع الثوري أمّا ستاليني أو تروتسكي أو ماوي أو غيره

ولكن تدرسهم كلّهم بشكل عام وتنتصر لبرنامجها الذاتي والذي ينتج قادة في جميع فروع ومحركات العمل الثوري النضالي المستمرّ

لكن وللأسف لم نتعلم الدرس التاريخي حتى اللحظة لذلك نجد القصور والعشوائية وحتى (الرعوانية) في فعلنا الثوري المباشر وخصوصا وأننا نعيش الآن في خضم التجربة الثورية النموذجية والتي كان بالإمكان افضل مما كان لكن لو كان لنا فينا من يبحث عن جدية الفعل وينهى عن السقوط ومنح السلاح الفعّال لقتل هذه التجربة الثورية المعاصرة لليمين بكل فروعه وهو يقتل في الاصل جيلا بأكمله مهمّته الأولى هو انتاج قادة للمسيرة المقبلة من خلال زرع الفكرة والأساس العلمي لإنتاج الفكرة عوض املاء وصفته عليه وتأسيس قطيع تابع يتذيل لأول كبش يصارع بلسانه الجميل طواحين الريح في الوقت الذي يؤسس على قلبنا ومن دمنا وشعبنا اليمين ويعيد تشكيل وإنتاج نفسه فينا ويملي علينا الان شروط اللعبة والقيادة معا ويحتم علينا أن نكون تابع وظلا له أكثر من أن نكون أسياد الموقف بما نحن عليه من علم ومعرفة لم ولن يكتسبها في غيابنا كعنصر لابد منه للتوازن الطبيعي لصراع الافكار الحالي في البلاد.

وهنا أتجه إلى الخطّ الذي يحرس القادة والزعامات كما حراس معبد وهيكل سليمان و'القلادياتور' المعاصر الذي يصارع من اجل ان يحي الملك في ملكه الثوري سواء عبر التأجيل أي الدعوى إلى أن المرحلة لا تحتمل وأننا الآن لازلنا في موقف يصارع من اجل التفوق السياسي وإحراز المقاعد الحاكمة (وهنا وجب ان نشير أننا سبق وان حللنا واستخلصنا ان اليسار الان هو مشروع نضال مستمر وقوّة معارضة تؤسس لقاعدة شعبية هي من ستمنحه صكّ الحكم وليس بما يمن عليه اليمين من امراض يعرف سلفا انه القوّة القادرة على تركيعها وسحب البساط منها لتعود رقبتها تحت سيف اليمين ومنها ما كان مقترحا من حقائب تمنح لعناصر نوعية في اليسار ونقصد التعليم والثقافة مثلا) لذلك نشير على هؤلاء أن يذهبوا للجحيم وعلى الشباب المنتج لحلوله ان يعيد درسها بما يتساوق وإطارها الفكري والنظري وبشروطه التحليلية العلمية ومن ثمة فرضها على طاولة النقاش والتبني كمشاريع تتوحد او ينتج عنها مشروع وطني يساري ثوري. وننبه القاصرين عن الحركة الفكرية ممن يتقولون ان التنظيم اولا فإن اشكال التنظم مطروحة في اطارها أي أنّ كل اشكال التنظّم موجودة ولا ينقص الساحة احزاب يسارية في غالبها لا تمتلك من القاعدة سوى بضع ما تطاله الكفّ حتى لا اقول اكثر

ولنا المزيد من ما نوضحه وندونه ولكن في أوانه وموضعه وبتحليل مستفيض ودقيق وتاريخي...

والثورة الوطنية التونسية الشيوعية مستمرّة

شيوعي ثوري وافتخر

 
 
 

Comments


Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter

©2020 par موقع المختار المختاري الزاراتي. Créé avec Wix.com

bottom of page