top of page
Rechercher

بأي واجهة سنبني مجتمعا تعدّديا؟ بقلم المختار

  • Photo du rédacteur: zaratimoukhi
    zaratimoukhi
  • 18 nov. 2020
  • 4 min de lecture

بعد أكثر من نصف قرن والشعب التونسي يرزح تحت وطء النظام الواحد. صاحب النهج المبني على زعامة الواحد. ولا أقول فكر واحد.(إذ منذ ما قبل الاستقلال، لم نبني فكرا. ولم نتبنى فكرا لتسيير الحكم. وإنما مجموع تجارب يرى أصحابها أنها قابلة للتطبيق في مجتمع هجين تحت عنوان الإصلاح. ويستحوذ عليها في الأخر صاحب السلطة. على أنها من إبداعاته. واستنباطه. وأقصد تخصيصا ما يسمى جزافا "الفكر البورقيبي"). ورغم تبني مجموعات وطنيّة ومنذ القديم(أي حتى قبل تأسيس الحزب الحرّ الدستوري) لنظريات سياسية أو جملة مبادئ سياسية واقتصادية. وهي نتاج للصراع الفكري الاجتماعي والاقتصادي السياسي الإنساني الطبقي. وحسب أشكال أفرزتها المراحل. وقدرة الأطراف المتصارعة الكبيرة على تلوين العالم. ومترسته كجبهة ساندة وداعمة لأحد المتصارعين. إذ انقسم العالم إلى ثلاث كتل الجبهة الاشتراكيّة ويقابلها الجبهة الرأسماليّة وطرف آخر اختار الحياد وهي التي أطلق عليها دول عدم الانحياز. وفي ظلّ الصراع نشأ فكر قوميّ خرج من جبّة التاريخ العربي الإسلامي بتوجّه حداثيّ محاولا تجديد وتحديث صورة هذه القوّة التي يجمع بينها عوامل أهمها العرق والدين. ومجمل التوجّه القومي في العالم كان "لهتلر" دور بارز في إثرائه.وخصوصا في الوطن العربي والذي استثمر الفكر الاشتراكي. وطعّمه بما أطلق عليه -البرجوازيّة الوطنيّة- كحل ترقيعي أو (لنقل وسطي)لمشكلة الملكيّة الفردية التي شرّعها الدين من ناحية ووجوده التاريخي داخل أطار قبلي فارض وجوده في الذات وتركيبة الشخصيّة العربيّة.وهذا الفكر في حينه كان ملجئ العرب عامة وزاد في إشعاعه. الصراع الصهيوني العربي في فلسطين والذي شحذ همم الشعب العربي وكان أملهم للكينونة لا كطرف مفعول به بل كطرف فاعل. خصوصا بعد استيعاب قوّة الثروة النفطيّة كسلاح فاعل. لكن صراع القوى أثمر تبني الثنائي العالمي وبقطبيه. لهذا الفكر وخصوصا. زعاماته مرحليّا. وتشجيعه آملا أن يفوز بولاء قياداته. لخلق الحزام الأمني له من ناحية وخلق ساحة خلفيّة للصراع حتى لا تكون حتميّة الحرب المباشرة هي النتيجة المدمّرة لهما(رغم صراع التسلّح وتطويره إلى أسلحة تهدّد وجود الإنسانية عامة وليس مساحتهما الجغرافيّة لوحدهما) وتونس كغيرها من رقاع الشعب العربي أفرزت كلّ هذه الأشكال النضاليّة وتبنّت نخبها كلّ هذه الأفكار التي تلاعب بها بورقيبة بخبث تكتيكي واحتواها بشكل أعاق تطوّرها حتى على مستوى الطرح الفكري المحلّي. رغم العديد من المحاولات في حينه. لكنّه وخصوصا في فترة الستينات وبعد فترة هدوء نسبي إثر المدّ القومي. عاد للظهور الفكر الاشتراكي الثوري. وبقوّة دفعته إلى اقتناص لتبني الاشتراكيّة في حزبه أولا ثمّ إدارة الصراع من خلال قوّته الضاربة"وزارة الداخليّة من ناحية وتواطؤ القضاء الموالي حينها للدولة". وكانت من بين الأحداث (أحداث مؤتمر قربة للإتحاد العام لطلبة تونس. ثم محاكمات 1975 الشهيرة) وغيرها كثير .

ولإلجام المدّ الثوري قام بخطوة غاية في الدهاء السياسي(رغم أنها فرضت عليه كحلّ وجب إتباعه) سمح لأحزاب ضمن وجودها السلمي منذ البدء، ولاءها، وتعاونها لامتصاص الغضب الشعبي. ونتيجة السلبيّة والقصور. لا في تسير الدولة وثرواتها وحسب وإنما في الثقل الذي تمثّله تونس (المستقلّة) في حينه. بالنسبة لحركات التحرّر العربيّة. والإفريقية خصوص.وفي ظلّ عجزه وكبره كان للأطراف المتصارعة على الحكم من بعده الدور الكبير في تهيئة الساحة.كلّ حسب أجندته وترتيب أوراقها على مقاسه. فمن إدماج الحزب في الإدارة. إلى إنشاء الميليشيات. إلى الاستنجاد بالفكر الذي أخذ في الترعرع في أحضان الامبرياليّة ساعتها. وزرعه لكسب ثقل ماديّ ومعنويّ داخل الساحة التي ارتبكت(والصحيح هو أربكت) وهمّشت النخب أكثر مما قمعت حتى غيّبت عن أسّ الصراع فالمعارضة الورقيّة(أو البوتيكات كما يحلوا للبعض تسميتها) كانت عاجزة عن تثبيت قدمها حتى داخل المشهد السياسي العام رغم تفاوت تغلغلها في الساحة النخبويّة. والأحزاب السريّة بقيت حبيسة أطر المتعلّمين والمثقّفين ولم يكن لها مجال للتوسع الشعبيّ. لما جابهها من ضربات أمنيّة رهيبة أرعبت حتى عناصرها النوعيّة بشكل جعلهم مستترين إلى حدّ الغياب.

والصراع الفرنسي الأمريكي أفرز وصول بن علي للسلطة التي كانت كما يحاول العديد إقناع الشعب أنها في مهبّ الريح والحال أن الدولة كانت قادرة على التواصل حتى بعد غياب بورقيبة وصعود غيره ديمقراطيّا. لكن لم يكن في برنامج الكبار تأسيس ديمقراطيات عربيّة.و خصوصا أن الغريم(الاتحاد السوفيتي) لا يزال في قمّة وجوده كقيادة ميدانيّة وحامية لوجود بعض القيادات العربيّة الثوريّة والتي(وهذا من غرائب الدهر) هي ذاتها من ساهم في الإطاحة بهذه القوّة الداعمة لوجودهم. فيما بعد(عن قصد أو بدونه).

وكان لبن علي الدور المكمّل لرهن البلاد جملة وتفصيلا للقوّة الامبرياليّة والصهيونيّة. وهي الجهة التي قدّم لها منذ زمان بورقيبة من أطراف(تونسيّة طبعا) كعنصر ترعرعه في أحضانها وتستثمره كمجنّد لأجندتها ومنفّذ لهندستها لمجمل المنطقة المغاربيّة والعربيّة والتونسيّة طبعا. وأطلقت تدريجيّا يديه للتحرّك على الساحة التونسيّة خصوصا وبتفويض كامل وبمباركة تامة من أمريكا وفرنسا اللذين طالما جمّلا صورته ولم يحرّكوا ساكنا تجاه جرائمه ضدّ الحرّيات العامة والخاصة. فبعد ربط الأحزاب والمنضّمات القائمة بوثيقة السلم الاجتماعي. وبعد هذا التحييد جاء الدور لاستخدام القوّة الأمنية الضاربة(الأمن السياسي) وتوابعه من عناصر التجمّع في عموم المواقع. للاستخبار وقهر كلّ من تسوّل له نفسه إعلان معارضته أو حتى الإفصاح عن ميول افتراضي حتى، يمكن أن يتبناه يوما ما.

وحتى لا أطيل أختصر أن منذ ما قبل بن علي قتل كلّ بذور التطوّر الفكري على جميع الأصعدة الثقافية والعلميّة والتعليميّة وخصوصا السياسية المتعددة والمتنوعة التي هي ما نريد بلوغه في هذا المقال. وهذا القتل والمحق والسحق للفكر التونسي. بأي طريقة سيواجه؟ لتأسيس التعدّدية السياسية الآن على قاعدة التعايش وليس (التناهش). بعد مرور ما يقرب عن السنة على الثورة؟ وما الانتخابات التي تمت الاّ واجهة الديمقراطيّة الافتراضية. و التي تمثّل تشويها لروح الديمقراطيّة كآلية تعايش تداولي حرّ ومسئول. وحسب تطلّعات الشعب الذي حتى الآن هو خارج الوعي السياسي الأساسي والمركّز. والصورة الواضحة لأهمية دوره في هذا الصراع الطامح لإعلاء كلمته وصوته وكرامته في بلاده. وفي المحيط العربي والإفريقي والعالمي. كشعب رائد فعلا للحرّية الإنسانية. والمثال النموذج الذي يحتذي للثورة على الطغاة في كلّ بقاع العالم.

هذا هو الدور الرئيسي لكلّ الأحزاب الثوريّة الآن. وهي مطالبة اليوم بتقديم عامل الوعي على عامل الوجود الصوري التمثيلي. الفارغ من كلّ أشكال التواصل مع الشعب الذي يطغى عليه المفاهيم البالية التي بذرها الطغاة والإدارات التي ولّتهم علينا وكرّست وجودهم فينا. كآلة قمعيّة ناهبة وسارقة لقوت الشعب. تعيش على وبآلامه وعرقه وكدحه. أم أننا سندخل مرحلة الحوانيت بشكل أردئ مما كانت عليه؟

والثورة مستمرّة

 
 
 

Comments


Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter

©2020 par موقع المختار المختاري الزاراتي. Créé avec Wix.com

bottom of page