المهرجان الوطني ابراهيم بنسلطان للأدباء الشبان في دورته 12 دورة بلقاسم مرزوقي بالرديف

مقالة المختار المختاري الزاراتي

انعقد بمدينة الرديّف بالجنوب الغربي التونسي. من 25/10 وحتى 27/10 2019 المهرجان الوطني ابراهيم بنسلطان للأدباء الشبان في دورته 12 دورة بلقاسم مرزوقي بحضور ثلة من أهل الأدب بالرديف و بقفصة وعموم ربوع تونس وافتتح الدورة السيد المندوب الثقافي بالجهة تكريما لروح الشاعر الراحل ابن الرديف بلقاسم المروزقي.

كما تمّ تقديم جملة من الأعمال الأدبية الحديثة على غرار المجموعة القصصية "الدروب المتقاطعة" للكاتب الحبيب بن محمد. ورواية "براديسيوس" للكاتب شهاب عبد الله وإصدارين جديدين للكاتب عبد المجيد بن عبد الله كما تمّ تكريم عدد من مبدعي الجهة بينهم الأستاذ نورالدبين بن بوبكر الحاصل على جائزة كتارا للرواية وأيضا تمّ تقديم مجموعة من القصائد لعدد من الشعراء المنجميين الراحلين تخليدا لذكراهم وحفظا لذاكرة الرديف ومبدعيها.

ومن ركائز المهرجان مسابقته في الشعر والقصة والتي تسابق فيها عدد مهم من الشاعرات والشعراء الشبان وكذلك كتاب وكاتبات القصة. وأعلنت نتائج المسابقتين في حفل اختتام بهيج بقاعة دار الثقافة بالرديف حضره عدد هام من مبدعي الجهة يتقدمهم رئيس فرع اتحاد الكتاب بقفصة والذي تابع جميع فعاليات المهرجان مواكبة وتفاعلا. وأقرت لجنتي التحكيم للشعر والقصة بجدية وتميز ورفعة مستوى النصوص المقدمة حتى صعب عليها ترشيح وترتيب الجوائز وإسنادها لتقارب المستوى وجدية الكتابة وتميزها وما حملته من ابداع على براءته هو لبنة تنبؤ بجيل مبدع حقيقي.

وتكونت لجنة تحكيم القصة من الأساتذة محمد الهادي الزعبوطي والأستاذ والشاعر جمال الجلاصي والأستاذ الحبيب بن محمد. بينما تركبت لجنة التحكيم لمادة الشعر من الاساتذة الاستاذة والشاعرة سلوى القلعي والأستاذ والشاعر معمر الماجري والأستاذ والشاعر المختار المختاري.

ليفرزوا قائمة المتوجين التالية:

*في القصة كانت المرتبة الأولى من نصيب الكاتبة رجاء البحري والثانية للكاتب رياض رداوي أما الثالثة فكانت من نصيب حسان الكاتب جابلي كما وقع التنويه بنصوص كلّ من الكاتب عزالدين شوية والكاتبة عواطف محجوب.

*أمّا ورشة الشعر فالنتائج كانت كالتالي: الجائزة الأولى مناصفة بين الشاعرتين رابعة شوشان وبثينة الرياحي وأما المرتبة الثانية فكانت ايضا مناصفة بين الشاعر عصام طبابي والشاعرة سارة السلطاني والمرتبة الثالثة كانت مناصفة بين الشاعر محمد الضاوي والشاعر صالح بن يوسف ووقع التنويه بكلّ من الشاعرة رائدة سويسي والشاعر شاهر الضاوي.

واختتم المهرجان بقراءات متنوعة من جملة من الشعراء الحضور وحفل موسيقي. كما تخللت اشغال الدورة زيارة لموقعي ميداس وتمغزة وكانت فرصة لتعريف الحضور بمخزون المكان الطبيعي الرائع والذي يمثل نقطة استلهام والهام.

مما يجعلنا فخورين بالرديف وأهلها وخصوصا منهم منظمي هذه النسخة الثانية عشرة وهم من الشباب الذي يستلم المشعل حديثا ورعاية موصولة من قدماء جمعية الإبداع الثقافي والتراث المنجمي بالرديف صاحبة الريادة في تنظيم هذا المهرجان وغيره من المهرجانات بالرديف بالتعاون مع بيت الشعر وجمعية مراجعات وصالون أماسي المروج الثقافية. ودار الثقافة يوسف بن محمد بالرديف والمندوبية الجهوية للثقافة بقفصة.

ورغم ذلك كان لابد من الإشارة لسلطة الاشراف الجهوية والمحلية والجهات الرسمية والخاصة بالالتفاف اكثر والإحاطة والدعم اللازم والكافي لمثل هذه المهرجانات التي لا فقط تنعش المكان وأهله وتدخلهم ضمن واقع ودورة العمل الثقافي في الوطن عموما بل هي فرصة لفتح افق سياحي وترفيهي وثقافي جديد يمثل متنفسا لا فقط اقتصادي بل وحتى اجتماعي وتراثي ثقافي ومعين ينهل منه مبدعي الجهة الشباب ويبرزون من خلاله طاقاتهم وإبداعاتهم ونحن شهدنا اقلاما تستحق ان يكون لها اكثر من مهرجان لمزيد التكريس والإشعاع الوطني.

ونختم بالشكر لكلّ من مدير المهرجان السيد وليد طبابي ورئيس جمعية الإبداع الثقافي والتراث المنجمي بالرديف الأستاذ والشاعر الحبيب بولعراس دون ان ننسى الأستاذ محمد الهادي زعبوطي والشاعر صالح طبابي وغيرهم كثر ممن سجلوا لا فقط حضورهم بل واصواتهم دعما للمهرجان وسندا للشباب الذي تحمل المسؤولية بجدية وندية رغم قلة الإمكانيات.

الرديف / تونس 28/10/2019