الزمن طاعون القلوب… 'المختار'

تتباين نماذج العابرين إلى غزل الخطى نحو اتجاه الصبر على الفقر وغيره … من علل الزمان الجارف لكلّ بهرج الرصيف … المزيّف بما يكتنز من ألوان وأحلام الثروة… وأوهام عمومية هي وظائف وهميّة أنتجها الزمان الخائن كالقواد والمومس مثلا… وبكل فخر يظهر أصحاب ‘ ويل من كلّ همزة لمزه ‘ … في الصورة متأبّطين ملفات الكفرة من أتباع المهديّ المنتظر… أو مشجّعي الكلام والكلام المضاد… لينتجوا من وجودهم مواقد عمومية… لطهي اللحم الحي بألسن نتنه تلوك الأخضر واليابس … وبرعاية أهل السنّة الحميدة … وطاهري العقيدة … وكل متجانس في اندساسه ووسواسه والحلم المندمج والشبه مريض شبه الضمير المستتر تقديره نحن …وها هي الأيام بخير وهكذا دواليك إلى أن يرث الله الأرض والعرض وما بينهما … نحن بخير يا أمة بني خيار الأرض … الذين يدرّبون البحر على الإبحار إلى روح الغريب … وتدمير إحساسه بالوحشة ذات ليل أسطوري مع امرأة خرافية القلب … هو حسن الأزرق الذي يزخر بطقوس الهرب إلى الشتاء … ذات ريح وبرد ينزّ من سماء البلاد … ليعلن للغرباء هدوء الزمان الذي انطوى على مملكته المصنوعة من غضب وصخب مدنيّ … ومن أمّة بني خيار الأرض الذي يجرفنا هدوئهم لنتزين بعباءة الأغاني الحميمة… لفرحة يتيمة… وهمسة وجد قديمة … تمتحن أرواحنا المريضة بأنفلونزا الدينصور الأخير … كأننا قدّيسين في زى مارقين … أو حرّاس المعبد الأخير لعشتار الأرض … الآلهة الخصبة الولود لتناهيد المساء المرّ … الذي يجمع بين حبيبين اختار الزمان جرح قلبهما باليوميّ… العاديّ… القاتل لبذرة الأمل … والباتر لكل همسة حبّ قادمة من حصن الطلل … الجاثم كما خمبابا على كاهل الرغبات بالفقر والفقر والقفر…

من مملكة بني خيار الأرض يتكسّب المعنى أذواق وجوه الغاوين … وينبسط الموج على راحتيّ … يزين هامتي بأمل في غد لناظره… أراه بعيد … لكن رغم البعد أشم رائحة اقتراب عالمه الورديّ…. المارد الذي يسحر أيام الكون بمداد الغرام وأحلام بلوغ قمّة الروعة … في صفحات المجد لبلاد من جنان الخلد وحدائق التاريخ … هي أيام لكل فيها مآرب ولهم فيها مسارب للتمويه على العامة والدهماء … ولي حصني الذي من خلاله أشرف على معارك كلماتي … وأداهم الأيام في عقرها وأعاقرها … حين يتودد البحر لي وينهرني ريح الجو العام … علّي أفصح عن حبّ أراه ممجوج … ثقيل الظلّ كثير السهل … المبسّط حدّ التغوّط على الرصيف الذي يحمل هكذا صور وهكذا فكر … لذا أكون راسخا حين أخون أيامي وأعلّمها كيف تقرأ أحلامي بمدام معتّق من مآثر صيامي عن نكاح الكلام … بألم المطالب أذعن لهويّتي وألاطف أقلامي وأسبح في غييّ وغرامي بصاحبات المقام … اللواتي عمّرنا في ظلام الظلام … وندبنا قلبهنّ من فرط انعدام ضرام يلهب حياتهنّ وحياتي التي تحاكي لغة البكم زمن افتضاح الكلام … من مملكة بني خيار الأرض البسيطة حدّ الحبّ تشتدّ رغبتي في الانتقام من الظلمة… لكنّي وبثبات واثق أنزع عنّي رهبة الزمن وأبحر في اتجاه الصدام مع من شكّلوا لغة الصدام … وأوفّر عليهم نقمة الشكّ لأبلغ مستوى ترك العدم يقضي على ثقتهم بانهزامي … أنا يا بني وطني الأمام … وأنا أنتم وأنتم صاحون أو أنتم نيام … أنا الحبّ الذي يؤثث روحكم وأنا الذي بعد أعوام سأكون ممن عليهم السلام في مقامي الذي بين نخلات البحر ورمال صحراء إنسان الرايات والأعلام … لن يعدمني سوى لساني الذي ينطقكم … لن يعدمني سوى عشقي للكلام بجنون رسميّ معلن ومثبت في الأرقام … لي قلب في نوا قشط يبحث عن صحوتي … ولي أماني مرسمه في الغرامي…/…

مملكة بني خيار 7/11/2009