الثروة الأمريكية الحقيقيّة (ثورة الياسمين 'الرّبعي')
- zaratimoukhi
- 23 mai 2020
- 9 min de lecture
كيف تنتخب أمريكا الأنظمة العميلة وتوصلها للحكم

بقلم المختار المختاري الزاراتي

حين نطق مسئوليإسرائيل وقالوا للعرب بعد حادثة قطع النفط.ثمّ كرّروا بإصرار بعد تساقط صواريخصدام على تلّ أبيب في حرب الخليج 1991.انهم سيعيدون هؤلاء الأعراب إلى ما كانواعليه قبل النفط وحتى قبل الاسلام هم نفّذوا قولهم وبدهاء منقطع النظير ومازالتنفيذ هذا المشروع قائما حتى الساعة بطريقة ووتيرة سريعة وبأيادي عربيّة أصيلةومتأصلة في الملّة والسلالة.وهذا ليس بالغريب عن امّة قال الربّ أوّل ماقال(اقرأ)ومنذ تلك اللحظة ولا قارئ وجد فيها يتصفّح حاضرها ومسار وجودها المستقبليعلى أرض الإنسانيّة المفكّرة والمخترعة والمجددة.
وكان عملهم حسبخارطة الوطن العربي تدرّجا من الأحراش بلوغا أرض السواد وصولا أرض النزوح الأولبعيد ظهور الإسلام.لكن مع الحفاظ على ورقة نفاذهم لهذه الرقعة.ومفتاح أبواب كنوز روحالمنطقة ككلّ.بينما عقلها وهو الذي يراد له ان يبتر ويدفن ويقبر نهائيا وإلى وقتمعلوم لديهم(أي بترك بذرة منه ونواة مدفونة كما خلية نائمة إلى حين انقلاب المشهد ودورانالصورة إلى عقبها تصبح تلك النواة.التي في فترة نومها الجزئيّ والمرحليّ.ربطتبماكينة أمريكا الجندي الحقيقي للصهيونية وليس العكس كما هو مثبت في عقول غالبيةالثوريين.من خلال حضور صفها القتالي الأمامي وهو سفاراتها.والتي لا يغيب عنالمواطن منّا التمييز في برّه طريقها الذي يشابه ثكنة أو قاعدة عسكريّة من أفلامالمارينز الجنود الإنسانيين الشرفاء.مزروعة في خاصرة كلّ مواطن عربيّ على أرضه).
ولأنّ النموذجالملوكي في بلاد النفط والفقر والبذخ والجوع.والعبوديّة التي نهى عنها الاسلامحاله حال بقية الشرائع السماويّة،التي يتشدقون بأنها دستور وجودهم في حياة هيالجحيم بعينه.والتخلّف والتكفير والتهم التي توزّع على كلّ من سوّلت له نفسهالتفكير حتى في مصدر رغيفه الحقيقيّ.بينما ملوكهم وعائلاتهم. وحاشيتهم وبطانتهم،فيغيّهم يعمهون.وفي سوء الأخلاق والخلق والفعل والقول وغيره من شائن الذكر.وفضائحهمفي كلّ موسم تغيير جزئي في تشكيلاتهم.التي جازفت بالخروج عن طوع راعيهم ومولّيهموزارعهم.أو حتى تطاولت على حضرته.أو حتى أحد مواطنيه أو منتسبين له بولاء(وهو صاحبالقول الفصل والحاكم الحقيقيّ لملكهم ومملكاتهم)تطلع علينا كميّة لا يستهان بها منهذه الفضائح.يندى لها جبين لا المسلم أو المتديّن بأي دين.بل وحتى الذين لا دينلهم سوى عزّة وكرامة الإنسان السويّ الكادح.
هذا النموذج الذيتشتقّ منه دوائر الاستيعاب والتأطير.قائمة أوّلية من الشخصيات.والتنظيمات.أوالأحزاب(حسب وضعيّة كلّ بلد عربي. ودرجات تقدّمه التي خلّفها المستعمر القديم منأوروبا العجوز. أو التي عجزت عن البقاء. حالها حال تركيا العثمانية التي عجزت عنالاستمرار إمبراطورية بابها العالي. لتنحدر إلى أسفل سافل.حين عاندت العقل وتشبّثتبالتخلّف والجهل وهو أرضية حالها الآن. وهذا ليس قدر وإنما لمراجع التاريخ سيكتشفأنّ غياب العقل الحكيم و المساير لتطور عقل الشعوب. والإبقاء على مرجعيّة روحيّةللتحمس. لا تكفي للحكم حتى في رقعة صغيرة لا تتجاوز حدود اسطنبول).
بعد أن تقوم دوائرالاستخبار بجمع المعطيات. وغربلة قائمة من يرغبهم المستعمر حسب ورقات الضغطالمهمّة التي يمكن ان تكون سلاحه في مرحلة ما.و حسب التاريخ المجيد لهذه الشخصيّةالمحوريّة السرية الإجرامية.تنتدب لتكون رأسهم المطلة على هذا الشعب أو ذاك فيصورة الورع التقيّ النظيف العفيف الشريف والقائد الملهم الواحد الأحد. ويعملون علىإيصاله إلى مكانة تسمح له بلوغ السلطة في اقصر وقت ضمانا لبلوغ الهدف بدون شوائبولا خسائر أو هزّات.حتى بلغ الأمر على أيامنا وتحت مسميات عدّة كالديمقراطيّة التيذبحت وشنقت تاريخ بلاد كانت منارة علم(رغم طغيان حاكمها الذي هو بدوره جاء من هذاالباب لكنه حاول الفكاك من أسره بعد أن طهّر نسبيا أوراق اعتماده)وصورة عن التطوّرفي عقليّة عربيّ يساير زمانه بثبات.لتولّي وتحت غطاء الروح السالبة من أعاد البلادإلى نقطة الصفر.إن لم أقل نقطة اللا عودة.
وكان على الملوكالقراجوزات أن يتدخّلوا بالرأي السديد ويصرفوا من بيت مال المسلمين بسخاء لا مثيلله.لقاء تولية نسخ تشابههم. خبروها بقربهم منها وعرفوا مدى ولائها للمال قبلالبلاد والشعب.ويجمعون كلّ ما يكفي من معلومات التي تفيد العدوّ. وتفيدهم بالتالي.عن أطراف وشخصيات محوريّة ترتبط بالولاء لهم والتسبيح باسمهم.حتى تكون لهم المكانةالتي لا ينازعهم عليها.وهي مكانتهم المقربة والمحببة تاريخيا عند العدو.وهم واهمينفالعدو كلّ محبته متجهة للنفط ولأموال تجارة الحجّ التي تتكدّس في خزائن العائلةالمالكة ومن يصطفيهم من قبيلته ليساعدوه على الإنغراس في دم الشعب من سلطة دينيّة.تقتنص وتقصّ من كتاب مقدّس هو شريعة السماء. ما يصلح لتشريع سلطة. و تبارك أقوالوأفعال الملك وأهل بيته وتابعيه.أو من تجّار أغراهم المستعمر وربطهم بوثيق رباطالتجارة لينفذ سلعته ومنتجاته إلى ديار العرب عموما. من خلال اتفاقيات التجارة بينالبلدان العربية التي تسهّل دخول سلعته.حين يعجز عن إدخالها لتلك البلاد التيترتبط باتفاقات مع غيره من البلاد الأخرى في العالم الإنساني المتزاحم من أجل لقمةالعيش.حتى أصبح القرآن سندا او صكا يعطى على بياض لكلّ غاية دنيئة يقتطعون منها(ويل للمصلّين) ويتركون الباقي للعوام والدهماء لكي لا ينظروا للثروة بعين العقل ويطالبوابحقّهم فيها مستندين على(وخلقناكم درجات).لكن الجشع والجوع الأسود الذي أظهرهالعدوّ ومن ولاّهم علينا جعل منهم مصاصي دماء العالم المتوحّش الذي صنعوه بمكرودهاء عبر مراحل من زمن الخليقة.
ومن هذا المنطلقكان لما يسمى ثورة الياسمين بابا خاصا. ودفترا ممضى من طرف عقل التاريخ الإنساني.حول طبيعة هذه (الثورة) وعناصر تفاعلاتها وممهداتها. التي اوصلت من اوصلتهم الىحكم البلاد.وان يكون لهم دور فاعل وفعّال في منامها الموغل في الرقاد. تأسيسا لحكم(ثوريّ مناضل تاريخي) لتونس(الثورية جدا)ما بعد الطاغية بن علي.
وهنا وجب أن نعودإلى ما بعد عودة علاقات انقطعت منذ ثمانينات القرن ظاهريا بين السفارة الامريكيّةفي مواقع تواجد قيادات النهضة(الاتجاه الاسلامي سابقا)خصوصا بعد مشورة أحد أعضاءحزب التجديد (الشيوعي سابقا وقبل ان يقضي نهائيا وإلى أبد غورباتشيف. حرمل علىشيوعيته) والذي كغيره من زوار سفارة الاستخبار الأمري ـ صهيوني لابد أن يعطي ضمنافادته فكرة عن تطوّرات ومسارات حركة (النهضة "الاتجاه الاسلاميسابقا")السياسي والحركي على الساحة كجزء من رقابة لتحركهم على الساحة.وكانهذا العضو افاد في زيارته بتاريخ 23أيار2005 بأن (النهضة)الاسلاميّ التوجّه في بلاد (كفّار الاتجاه) لا يزال فاعلا علىهامش المعارضة القائمة ويبحث عن انتشار جديد خصوصا في أوساط الشباب (وقدّم وليامهادسون السفير الامريكي هذه المعلومات الى ادارته من خلال برقية تفيد ان المعارضةالعلمانية أدركت أهمية وجود الاسلاميين وسارعت بالاتصال بهم من خلال فلول (النهضة)الباقين في البلاد.
ومن اعترافات رئيسالحزب التقدمي الديمقراطي نجيب الشابي للسفير الامريكي بأنه التقىاعضاء(النهضة)خارج تونس.
كما اسرّ محمدحرمل الرجل الأول في حزب التجديد أنه يمكن ان تكون له ترتيبات في قادم الزمن معالاسلاميين بقصد تعزيز وجوده وأنشطته الحزبية. وكلاهما لم يخفي تحذيره السفارةالامريكية من التعامل مع الاسلاميين ووسعوا دائرة تحذيرهم ليشمل جمعية النساءالديمقراطيات التي صرّحت كلّ من الهام بالحاج وحفيظة شقير لأحد موظفي السفارة علىهامش اجتماع يوم 9شباط2006 بأن استبدال حكم الدكتاتور بحكم اسلاموي حتى وان كانممن يظهرون انفسهم على انهم معتدلين (هو استبدال دكتاتورية بأخرى).
ولم تخفي وثيقةتعود إلى 29تشرين الثاني2005 تحدث فيها السفير وليام هادسون عن انقسام ثنائيللاسلامويين في تونس.تواطأ عناصر مهمة من النهضة لمدّ السفارة بأهم مستجد النهضةومن ولاها وعارضها من الاسلامويين والعلمانيين كغيرهم طبعا في التعامل.حتى أن عضوامن النهضة حدّثه بالقول شاكيا لأحد موظفي السفارة:"أن المجموعات السياسيةالاسلامويّة لا تهتم سوى بالنشاطات السياسية والتحالفات.مضيفا.أن الله والدين غيرمهمّين لهؤلاء،أي أنهم ليسوا أفضل ممن يقود البلاد وقتها (أي بن علي وعصابته)."
وسنرى أن التركيزالكبير خصوصا منذ أواخر سنة 2005 على الاسلامويين وأخبارهم وأخبار زعمائهمالموجودين خصوصا في اوربا حيث تمركزهم الكلّي قيادات وعناصر نوعية وممولين.وبعدمعرفة دور الغنوشي زعيم اهمّ فصيل وأخطره الذي قضى بقدرة قادر على أهم كوادرالتنظيم المخالفين له من خلال جملة علاقات متشعبة مع كتل سياسية أوروبية وعربية مشرقيّةوبلغ حتى الايرانية في مرحلة معينة خصوصا قبيل حرب الخليج 1991 الشيء الذي جعلعناصره تستقبله عند نزوله لتونس بعيد (ثورة الياسمين)بأهزوجة قيلت للرسول الاكرمعند دخوله مهاجرا للمدينة طالعها:
طلع البدرعلينا..................................من ثنيات الوداع
وجب الشكرعلينا..................................ما دعا لله داع
ففي طاولة نقاشعقدت يوم 8أذار2006 حضرها نشطا من المجتمع المدني (حسب وثيقة السفارة الامريكيّةبتاريخ 22أذار2006 التي نقلت للإدارة في امريكا وقائع هذا النقاش) كان تركيزالجانب الأمريكي موجّها النقاش حول وضع الاسلامويين وقوّتهم. وهنا يظهر اسم زيادالدولاتلي الذي كان من اصدقاء السفارة الامريكيّة المثبّتين في قائمة الزوارالدائمون. وهو عنصر نهضاويّ قياديّ كان يروّج لا لحزبه فقط بل ولشخصه بالأساس (وهذاليس بالغريب عن مثل هذه الشخصيات) على أنه وحزبه يمثلان التيار الاسلاموي المعتدل.وفي اثناء حرب تموز التقى المذكور (زياد الدولاتلي) بمستشار السياسي للسفارةالامريكية حسب وثيقة تعود ل18آب2006 كما حضر اللقاء كلّ من صلاح الدين الجورشي علىاساس انه ناشط من المجتمع المدني وهو الذي كان عضوا قياديا بالنهضة قبل ان يؤسساليسار الاسلامي ورفده بمجلة حوارية اسماها 21/15 لتكون منبرا اعلاميا لحركته التيبذلك تكون على خلاف مبدئي مع النهضة ذات التوجه الاقتصادي الليبرالي وليس اليساريعلى الطريقة الاسلاموية.وفي هذا اللقاء صرّحت الشخصيتان ان الحرب في لبنان و دورأمريكا المساند لإسرائيل هما اللذان قوّيا حزب الله ومجموعات متطرفة أخرى ليكونذلك دافعا للشباب التونسي للنزوع نحو الافكار الجهاديّة السلفيّة"كالقاعدة" وتنسحب من فلك التنظيم (المعتدل والغير عنيف "النهضة")ويؤكّد السفير في برقيته التي تمثّل الوثيقة التي صدرت عن السفارة بالتاريخالمذكور أن كلاهما يصنّف نفسه بالمعتدل .
أمّا فيما يخصّالتحوّلات المهمّة التي ترتّبت عن الملفّ المجمّع لدى الإطار الأمريكي الأمّ. منمصادره داخل تونس وخارجها وحيثما وجد اسلامويّ تونسي او مرتبط بهذا الاتجاهالتونسي ومشروعه في تونس. وحسب وثيقة مؤرّخة ب21آب2006 وهي تروي بالتدقيق المفصّللأهمّ الإفادات عن اجتماع 15آب2006 الذي عقد بين الاسلامويينالتونسيين"المعتدلين" والوثيقة تذكر وبتحفظات مسألة الاعتدال التيينسبوها لهم من خلال ذكرها بين معقّفين.والمستشارين السياسي والاقتصادي وكذلكبحضور ومشاركة الضابط السياسي بالسفارة الامريكيّة والتي ارسلها رئيس البعثةالامريكيّة في تونس وقتها ديفيد بالارد واعده بناء على طلب من رضوان المصموديامريكي من اصول تونسية يرأس مركز "قيل" دراسة الاسلام والديمقراطيةومقره واشنطن.ومن بين الحاضرين ايضا سعيدة العكرمي الامينة العامة للرابطة الدوليةلدعم السجناء السياسيين.ويعبرون فيها أنهم رغبوا في لقاء ممثلين عن السفارة"لإعادة فتح حوار في القضايا المشتركة"بعد انقطاع ظاهري دام منذالثمانينات أي عند صعود بن علي للحكم واطلاق سراح الغنوشي شرط خروجه من تونسوالتزامه الصمت(حتى فيما يخصّ مصير اتباع الاتجاه الاسلامي الذي يرئسه) مقابلابعاد شبح المشنقة عنه.وبعد ان حلّ الحزب من طرف الدولة التونسية وحبس من ارادالنظام وقتها حبسه بتوافق مع راعيه وموصله للحكم وقتها.بعد ازاحة صخرة فرنسا اللاعبةعلى الحبلين الامريكي الفرنسي خصوصا بورقيبة.لكن من جملة هذا اللقاء ورغم كلّ ماقدّمته المجموعة من اجل دمقرطة تونس بشكل يجمع العلماني بالاسلاموي وهذا تأسيسلازاحة الحاكم وتلميح لذلك.الاّ ان المحاورين الامريكان لم تقنعهم الفكرة بل حتىسخر بالارد من ادعاء انّ حزب النهضة حصل قبل حله على 60% من أصوات الناخبين سنة1989 بينما لم تتعدّ النسبة الحقيقيّة 30%. وفق بالارد كاتبالبرقية والمطلع على عديد الحقائق من خلال شبكة تعمل لحساب السفارة منتشرة فيارجاء البلاد على غرار ما هو معمول به في عموم البلدان الواقعة تحت بصر وإرادةورغبة الصهيونية والامبريالية العالمية بقصد السيطرة عليها.وكم حاولوا اقناعمحاوريهم الامريكان ان التعاطي معهم يصبّ في مصلحة امريكا لتعيد الثقة والمصداقيةلنفسها في الشرق الاوسط خصوصا من خلال حاجتها لنموذج يمسح من اذهان العرب خيبةامريكا في العراق بنموذج ديمقراطي جديد لا يكون على صهوة الدبابات وكان ابرزالمدافعين للترويج لتونس على انها المهيأة أكثر من غيرها لتكون المثال الذي تحتاجهامريكا لذلك هو الدولاتلي الذي يعدهم ببديل عن البن لادنية وعن الجبهات القاعديةوغيرها في العراق.وكانت المجموعة في الاصل ترغب من خلال هذا اللقاء وغيره إعترافأكبر قوّة امبريالية في العالم بهم ومشروعهم الاسلاموي ربما بذلك تزيح عنهم لا فقطالزين بل وحتى الاحزاب الكارتونية والبوتيكات السياسية الاخرى فهي مفتاح الحكموبساطه السحريّ ولذلك طلبت المجموعة الاسلامويّة خدمة من السفارة الامريكية بأنتتحوّل بعثتها الديبلوماسية لزيارة حمادي الجبالي أحد القادة في حزب النهضةالممنوع انذاك من مغادرة ولاية سوسة وهو حسب رأييهم يمثل احد اهم اعمدة التيارالاسلاموي المعتدل.كما طلبت بإدراج لائحة بأسماء بعض الاسلامويين المعتدلين ضمنلوائح زوار السفارة الامريكيّة وان تشمل عناصرهم خصوصا القيادية منها الزياراتالتي تنظمها لأمريكا.
وللتماهيوالمجارات (بقصد الاختبار طبعا) قامت البعثة الامريكية بزيارة الجبالي في اقامتهالجبرية بسوسة بتاريخ 31آب2006 أي بعيد ما يربوا على خمسة عشرة يوما عن اللقاءالمذكور آنفا.وكان ذلك بمنزل الجبالي بسوسة ودام لأكثر من ساعتين وكان هذا الموظّفبالسفارة هو في الاصل ضابط الذي لفت نظره في هذا اللقاء عدم تشكّي الجبالي منالسياسة الامريكية في لبنان أو علاقات اسرائيل بالملف العراقي وهي مواضيع ساخنة.بلركز على أن الغنوشي هو قائد النهضة وهي ذاتها في الخارج كما في تونس وبنفس الطرحوهي ككل الحركات الاسلامويّة في حضرة الراعي الامريكي.وعليه فإن النهضة راغبة فيالعودة إلى الساحة السياسية في تونس ولو تدريجيا وهم غير راغبين في انشاء دولةاسلاموية كغيرهم وفي مسار حديثه عن بقية الاحزاب الاسلاموية العربية انتقد رؤيتهمالتي تعتقد أنها تمتلك(الحقيقة الالهية،ولا تقبل النقد) وردا على ملاحظة الضابطعلى انه يبدوا علمانيا.أكد الجبالي أنه يفصل بين ممارسته للدين عن الشأن العاموالحياة العامة.وعمم رأيه هذا على كلّ الاسلامويين المعتدلين قاصدا بذلك النهضة وقياداتهاومن ولاهم ودخل عباءتهم.وهم يرفضون العنف كمبدأ.
لكن الضابط كانتله اجابة فورية دقيقة استند فيها على تاريخ هذا الحزب وهي تفجيرات فنادق سوسة فيالثمانينات.لذلك لم يصدق الضابط قول الجبالي عن انه ممنوع من العمل والتضيقات التيتمارس على نشاطه وتحركاته.
نظر الضابط لأثاثبيت الجبالي الذي كان من البذخ والجودة وبذخه في استقبال ضيفه.مما دفع جبالي إلىالتركيز على التطرف الاسلاموي مقارنا بين اتباع النهضة المنفتحين (إلى حين) وبينالشباب التونسي المتشدد والمتطرّف البادي في الظهور نتيجة الضغط العام الذي انتجتهسياسات الدكتاتور بن علي وفضائح سرقات ونهب عائلة اصهاره ومقربيه لثروة هؤلاءالشباب الذين يعيشون الفقر والخصاصة وانعدام الافق وسواد المصير الذي دفعهم نحويأس كان سبابا كافيا لاستدراجهم الى احضان الفكر الذي تريده وترعاه الصهيونيةالامريكية لتؤسس من خلاله مشروعها الاستعماري للمنطقة بأسس التخلّف والجهل والعودالى جاهليّة الجاهليّة والى الجاهليّة الأولى (وأعني بجاهليّة الجاهليّة المعنىالعنفي للفضة الجاهليّة التي تفيد التوحّش في التصرف ورد الفعل وبعنف وبطش يظهرانلمن خالفهم بأسا مخيف يسيطرون من خلاله على الناس وهذا ما نشهده في تصرفات هذهالفرق والملل الاسلاموية من قاعدة وداعش وغيرها من نصرة وأنصار وغيرها من المسمياتالمنتشرة كفقاقيع برك آسنة)
ومن هنا تأتيدعوته المبطنة (حسب تصوره) لفتح المجال امام النهضة للعودة الى الساحة التونسيةوفك الحصار عليها.إذ لم يفته تذكير الضابط أن بعض العناصر المنتمية للنهضة والتيترفض التعاطي مع الامريكان عكس من بقوا اوفياء لنهجه هم اصدقاء خلّص للسفارةالامريكية بتونس.والمثال واضح في القائمة الموجودة على لائحة زوار السفارة وغيرهممن الراغبين وهم صفوة من الاسلامويين المعتدلين المنفتحين (اللايت) وهو النوع الذييتصورون انه مرغوب فيه في امريكا لحكم المنطقة.ويقدمون خدماتهم للفوز بنصيب الاسدمن سدّ الحكم في تونس.
ولم تكن السفارةالامريكية غافلة عن من كانوا من النهضة ممن فتحوا مجال الحوار معها في اعادة صياغةحرب العراق.لكنهم راوغوا حتى يصلوا الى اعتراف أمريكي بوجودهم كطرف مهمّ (وقويّحسب تصوّرهم) يمكن ان تعول عليه امريكا اذا ما فكّرت في ازاحة بن علي.
ولم يغيب عنالسفارة الأمريكية قبيل ثورة الموز ان تقوم بإشراك عناصر بقصد تكوينهم في فنونالحرب الحديثة (عالم الانترنت من (انترنوت وبلوقرات). ومؤثثي صفحات لمجموعات علىمواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"من خلال برامج (فريدوم هاوس)التكوينيّة.وعلى رأسهم عناصر نهضاويّة.
ولم يغب عنّاالصيادين في الماء العكر من المشككين في مصداقية ما اتينا على ذكره فإننا نورد لهمما ارادت فعلا وليس ايهاما بأنها لا تريد تسريبه الادارة الامريكية عن طريق ورقةوليام اسانج صاحب اشهر موقع وثائق ونعني بها طبعا (ويكيليكس)
وحسب البرقيات ذاتالرمز التالي ونوردها تباعا وبترتيب زمني:
ـ23 أيار 2005 (05tunis1081)refid........destination ( 05tunis981)– (id 33109)
ـ9 شباط 2006 (06tunis388)refid...........- (id53871). destination(06tunis224)
ـ29 تشرين الثاني(05tunis2564)……refid destination(05tunis2153 /05tunis2420) – (id 46303)
ـ22 آذار 2006refid(06tunis670) …….. destination(06tunis425)– (id 57621)
ـ18 آب 2006(06tunis2144)refid ……… destination(06tunis2111)– (id 75404)
ـ21 آب 2006(06tunis2155)refid ….. destination(06tunis2144)– (id 75528)
ـ06 أيلول2006(06tunis2298)refid ……… destination(06tunis670) – (id 77302)
ولكم جزيل الشكرعلى المتابعة.
ما بني على مؤامرة...
Comments