*التحوير والتكبير والتغرير بشعب قاصر*
- zaratimoukhi
- 22 mai 2020
- 6 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي

أخير وبعد فترة دامت زهاء الثلاثة أشهر مذ بلغ علم العامة قبل الخاصة بتغير قادم في تشكيلة وزراء حكومة (انتخابات الفوت اوتيل) وتمخضت على ترجمة رديئة لصراع ديكه سلطان رأس المال المنشقّ إلى نصفين.
الأول يستند إلى شرعية التاريخ الطويل (بشقيه التجمعي الممارس للسلطة والنهضاوي المتدرب الأبله رغم ما تبديه نسب النتائج الآنية التي تخدم مشروعه المرحلي ' بناء عقلية وممارسة للحكم والإدارة معا ' بالتشارك مع عدوّ الأمس (أو على الأقل ما أوهم زعماءهم قواعدهم بذلك حيث اسسوا في المراحل السابقة عقلية الضدّ المدمر لدى قواعدهم التي آمنت بمقولات زعاماتهم حين حرضوهم تحريضا شرسا ضد نفس هذه القائمة التي تمثل أساس تحالف اليوم) لنستنتج أن الدرس الامريكي والعقلية الامبريالية اصبحت في أرقى أشكال وضوحها لدى هؤلاء ظنّا منهم أن العالم استسلم نهائيا ودخل بيت الطاعة الامري ـ صهيوني. بعد أن عاشوا ذات هذا الوهم في بلدان التأهيل والتدريب والرسكله والتهيئة لتشكيلهم قيادة الموهومين من جديد بأن هذه القيادة هي الأصل البالغ من العلم والمعرفة حدّ الوحي والصادقون الطاهرون الذين يأتيهم الغيب وما هم عليه بغائبين. ولا يمكن أن تبنى هذه العقلية الجديدة الاّ بالموهومين من الحكام (حكام ضلالة وكلاب وعنزة وحمير الذين تركوا بيت الربّ لأصحاب الفيل وهربوا كما الغواني في جحورهم يسترقون السمع لإرادة ربّ وهبهم اياها ليكرموا وجدها وقالوا لبعضهم للبيت ربّ يحميه وإذا لم يحميه فهو ليس ربّا نعتدّ به ونعبده ولو أنه حفظ بيته ولم يشأ له هدما وتحطيما ليكون عبرة للذين سيولدون وليس لهاته السلالة من قطيع الجهل والجهالة عبده الدرهم والدينار وقبلتهم فروج النساء وعقولهم عقول البغال وغيرهم من حيوانات حديقة البيت الابيض فقط بالدهان لا غير.
ولم نعطي ما لقيصر من مستحقات المكانة فشق العرش الملوكي من سلالة خدم البايات عاد الى بابه العالي ذليلا ليعتذر عمّا فات من غدر جيني فيهم ليس بخليفة المسلمين العثمانيين وخصيانهم فقط بل وبالشعب الذي يرونه غبيا جاهلا شعث غبر سواد من حضيض قردة الى غير ذلك من النعوت والصفات التي درسوها في بلاط الغلمان والخصيان والغواني و(التكروري)
وهنا نكبّر لانتصار صوت الحقّ الوطني الذي يعيد رسم خارطة مراكز القوى من خلال خارطة التجاذب الذي يركز على عنصر يجب افراغه والإجهاز عليه بعد ان قام بالدور التقاطعي (ثم الفوت اوتيل) ثم استرداد الحقوق من الاصوات الانتخابية التي كانت راغبة في تنظيف عرضها المدنس ايام بن علي حين كانت اداته ويده التي خربت البلاد من كوادر وموظفي الادارة الذين كانوا يوما ما طلبة في جامعات تونس وخارجها وواكبوا كلّ مسار البلاد الثوري الحقيقي من مواقع متنوعة فمنهم من كان في رحاها ومنهم من كان في محيطها ومنهم من ان يراهن على الصف الاخر ويشغل وظيفة (صباب بامتياز) حتى وظف وأصبح رئيس (خلايا الصبابة) سواء في الادارة او في محيط البيت (الشعب بلجان اليقظة وغيرها من التشكيلات التي تعتبر صفّ وطابور خامج من العيون والألسن والسكين الاول الذي ينحر من تسول له افكاره وعقليته مناصرة الوطن)
وهؤلاء الذين حطمت احلامهم جبهة الانتهازية والتذيل و'التكتيك' مثلما حطمت احلام الكثيرين ممن خيروا العود الى مواقع النضال الاساسية الشارع. بلا مناصب ولا مكاسب سوى شرف الثوري الصادق الصدوق.
ليستدرجهم ما تربوا عليه وربوا عائلاتهم من عادات استهلاكية وجب ان يوفروا لها المكاسب والمناصب التي تسمح بذلك فعادوا الى صاحب ارزاقهم المنهوبة والتي تصوروا لوهلة انها مكاسبهم الشرعية كاملة وغير منقوصة. وفي افضل الحالات معرفة من عناصر بينهم ارقى تحليلا ومعرفة. فإنهم يتاجرون بمعارفهم تلك لقاء مكاسب ارفع وسخية ويبيعوها لمن يدفع اكثر من الشقوق.
وهنا نعود الى مآثر الزعيم اليساري الليبرالي 'شقّ مرزوق' الذي رزقته قطر بموزتها طريقا لبيت الربّ أين تحمّل في اروقته مسؤوليته التاريخية معوضا صاحب الاصل في توقيع معاهدة المهانة والذلة وبيع البلاد بمن عليها وفيها وهو ليس سوى مجرد مستشار رئيس. ليعطينا اليوم دروسا في الوثنية الوطنية ويزايد على من ؟
على حفيد من أحفاد خدم غلمان الاتراك العثمانيين متوجها لمن تحديدا لنصرته في صراعه هذا الخرافي جدا والمفخخ بكنز من الوطنية العظيمة ؟
أولا هو يحفر في فلول نائمة في عسل الحرب الحقيقيّة المسمات بالارهاب. وهم شقين لن اسمي زعامتهما ألانني متأكد من الاجماع حول دورهما فيها ويديهما البيضاء بم الذين ضحوا بهم لكسب رهان سياسي سلطوي وتركيع الشقّ الآخر.
وهما شقّ البرجوازية التقليدية. والثانية هم شقّ المهربين وتركة الطرابلسية وبن علي فينا ممن كانت ولا تزال مفاتيح الادارة بيدهم بعد ان هرب من هرب وصمت من صمت في مخدعه من اسياد نعمتهم القدامى فبالأمس كانوا يبعثون بهاتف او مجرد ورقة الى جهة الامضاء على دخول سلعهم وأموالهم القذرة لتبيضها وكان النصيب الاكبر يذهب الى من له سلطة القرار النهائي بينما اليوم اصبح صاحب الامضاء يحظى بنصيب محترم حين يكون في الظلّ وفي غياب عن رقيب حزبي من (سابقي الذكر) والذي يفرض عمولته وإتاوته وزكاته ورشوته. حتى اصبحوا قوّة اقتصادية زرعت بإرادة تامة خارجية وبغباء وجهل وطمعه الخونة على مدى ازمنة طويلة تمتد الى ما قبل بن علي بقليل.
وبقيت عصابة بورقيبة التي هي ذاتها من دبر لموته السياسي وموته الجسدي (الانقلاب النوفمبري) تناور وتحاول من خلال اللعب على فلول لا تزال تكتسب ما يكفي لسداد فاتورة المال السياسي الضامن للسيطرة من جديد على البلاد والتحكم فيها بتمامها وكمالها.
ووفر لهم اللاعب الجديد النهضاوي ورقة مهمة وأساسية ومحينة عالميا وهي فكرة ثم تجنيد ثم الانطلاقة نحو دماء الجبال وطرق التهريب والمناطق المفاتيح التي تمثل نقطة ضعف اي وطن يراد له الاستعمار في اي لحظة وحين. ولقاء هذا الجناح العسكري الذي يشتغل مرتزقة لدى طرف معين هو نصيب يتعاظم مع تعاظم الدور والحاجة.
*انظروا لعمليات مثل نزل سوسة ومحاولة اغتيال رئيس النجم الساحلي وعملية الحافلة وغيرها من العمليات التي تسربت من خلالها مشاريع وقرارات وأوامر عندما كان العامة يؤدون فروض الطاعة وطقوس الغبن ويوفرون مشاريع عزاء نوعية عالمية تكون صورة اعلامية رائعة عن مدى التحضر والمعاصرة للشعب الذي لم يسأل هل هو واع بالفعل ونتائجه؟
والأمثلة كثيرة وعديدة يضيق المجال لا بتعدادها وذكرها بل والاهم شرحها وشرح نتائجها (لاحظوا انني لم اتحدث عن الاغتيالات الشهيرة لكل من صاحب الوثيقة القاتلة وثيقة الفساد القاضي عبد الفتاح عمر الذي اعد تقرير الخراب في تونس ثم اغتيال بلعيد والبراهمي والمحامي فوزي بن مراد ومشروع أول من طرح نفسه رئيس البلاد على مواقع التواصل الاجتماعي في المنفى آخر أيام بن علي طارق المكّي). وذلك أيام كانت النهضة وجناحها العسكري الذي في طور الاستعداد بعد خروج قياداته من السجن (جماعة سليمان مثالا) تعتمد سياسة التصفية الجسدية امّ بعد فتحولت الى سياسة المناورة العسكرية بشباب يذكر قائدهم الى النار بشبابه.
لأعود بالذكر لحفلة التنكر التي يقيمها مرزوق اليساري الليبرالي وربما يكون اخواني يوما تشاء الاقدار السياسية ذلك. فدرس الانتخابات الاولى وهو الدرس الامري ـ صهيوني للنهضة في ايام ثورة الماعز الاولى حين فرخت فقاقيع حزبية كثيرة نتج عنها تحالفات وهمية لأنها من ذات الحزب بلون ورائحة كريهة اكثر مما كانت عليه ولأنّ عناصرها النوعية هي من الصفّ الثاني المغمور اللذي كان يطالب بمكان تحت الشمس ولن يكون له ذلك لو تشبث برأي البقاء في الحزب وحدة واحدة وهم الذين تربوا على الانتهازية وألا مبدأ في حياتهم فما بالك بعالم القذارة اصلا السياسي لأيامنا هذه الامري ـ صهيونية.
وهي مشتقة من نمط سياسي حربي لو درستم (على الاقل حربي بغداد) لعرفتم فحواها وأسسها. فهم يوهمونك بأنّ نظرية المؤامرة هي ابعد ما يكون عن الواقع وهي ضرب من الخيال ويكرسون كل قواهم الاعلامية خصوصا (فهي اهم اداة للحرب وأقواها وأنفذها وأسرعها نتائج نوعية على الاطلاق وهو ما تعلموه وغنموه من معارف منذ الحرب الباردة) وهذه النظرية تنتهي برسم خارطة فقاقيع سياسية متشكلة من أزمات تجمع بين النصر السياسي والمالي الربحي في آن فدافع المال لا يمكن ان يستمر من غير استرداد لنسبة اكبر من خسارته في اسرع وقت وبالتزامن مع نصره السياسي.
لذلك فان هذه الفقاقيع (الاحزاب هنا) هنا اداة للتشويش ولاسترداد الاصوات التي لا ترغب في طرف بعينه من خلال تنويع الخطاب الذي ينبع من ذات القدر الذي على نار الفعل السياسي والعسكري والاقتصادي في آن فهو يوفر غطاء الاحداث النوعية التي تدفع بعدد كبير للانخراط في اللعبة بعد توظيف الفعل والحدث المصاب (دماء) توظيفا مرعبا ومخيفا على مستقبل البلاد وتكريس وجوب الاصطفاف ليدخل المال القذر من باب تهيئة المناخ وإنجاح العملية الديمقراطية ويقطع الطريق امام التوعية نتيجة لجوع الجوعى وفقر الفقراء وهم غير عارفين ساعتها وفي خضم (التخميرة) أنّ هذه المنة ظرفية ولن تعود اليهم إلا مع سلة الوعود في ديمقراطية اخرى بعد خمس سنوات او اكثر.
وربما يحدث استثناء ديمقراطي بلدي بعد سنة أو سنتين و جيل.
طبعا كان الانتخابات 2014 نفس الطعم والمذاق الذي ذاقه الغنوشي ليتذوقه السبسي لكن مع اختلاف بسيط انّ الاول شرب معه شاي تركي بهيل خليجي على وجه الخطاء (لأن الهيل يوضع في القهوة) والثاني شرب على مائدته نبيذ الروم.
وذات القائمة التي افرزتها فقاقيعه (نعني السبسي) والتي يعيها جيدا مرزوق هي الان في دائرة الشبهة وخارطة الغدر بينهما.
فهي لا ولاء لها سوى للدافع لدلك على أمري ـ صهيون أن يوفروا للصيد الغطاء الكافي لتمرير مشروع صهينة حكومته وإقحام عناصر التطبيع التي اسسها بن علي وتركها ورقة لمن يخلف المشروع. وليس المقصود عنصر القائم بالأعمال فقط فغيره موجود في تشكيلة حكومات ما بعد ثورة الضراط الوطني
وليكن لجبهة حمة وكلّ من تبرئ من شيوعيته وتنازل ليرضي الشعب الذي بدأ بالعود للتساؤل ما الشيوعية ومن هم هؤلاء المكروهين حين عادوا ليصفونا بالكفار وغيرها من نعوت حقاراتهم التي ولو افلحوا في ايام فها هو الزمن كشف للجميع من الكافر السافل الموبوء المنحط اخلاقيا وشخصيا ومن هو الكذاب (الواطي) الحقير فينا.
لذلك يا اهل جبهة النفاق السياسي واستيعاب القطيع وتدريبه على ان يكون قطيعا ثوري الصورة في مواقع الانترنت.موتوا بغيضكم حين نصارحكم بحقيقتكم فحضيرة...ولتكملوا ما يعفّوا لساني وقلمي قوله لمن كان بالأمس القريب يتباهى ويزايد عليّ بشيوعيته ونوعيته وبراعته في بلوغ المراتب الثورية وقدرته الخارقة على هضم ومزاوجة النظرية بالتطبيق..."فيق يا شفيق...ضياق عليك حتى الضيق".../...
تونس 07/01/2016
Comments