الإضراب العام في العمق
- zaratimoukhi
- 25 mai 2020
- 5 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي
على إثر تصعيد ورقة الإخوان التي يرعاها الشرق الذي هو راغب أشدّ ما يكون الرغبة على العودة إلى زمن الإمبراطوريّة"الإسلاميّة". ولو كلاعب ظلّ. ومسخ لراعيه ومبدع أطوار نموّه في المشهد السياسي. على إثر انهيار مصر في الضمير الشعبيّ لا فقط في ضمير الساسة والنخب.بحيث أصبحت في عزلة عن الشارع مما عجّل كعامل من العوامل بسقوط سلطة مبارك وأعوانه المكشوفين على الأقل.وعدم القبول شعبيّا بسلطان عثماني جديد هو في وجوده شريك مكشوف للصهيونيّة في العالم. وعلى رأسها إسرائيل العدوّ التاريخيّ للعرب.إذا فالمجال تصوّروه مفتوحا وسهل ولوج ذلك الفضاء الذي طالما صرف على نواة منه حتى تنشر فكرهم المؤسس على تأويل للنصّ الإسلامي المقدّس مجمّع من عناصر عرفت لا بولائها المطلق لسلطان يمثّل مصدر ثرائها وسلطتها التي جرّبت بقوّة السيف. ونفعت في محيط خليج. خال من كلّ احتكاك فكريّ بالعقل الإنسانيّ الحديث عدى ما رحم ربّي من استهلاك حميريّ لمنتجات العقل البشريّ القادم من بلاد الكفّار طبعا(وأعني عبد الوهاب وابن تيميّة مثالا وليس حصرا).والذي سبق وجود هؤلاء الكفّار بمنتجاتهم التي تغطّي كامل تفاصيل الحياة اليوميّة بكلّ أوجهها فينا. فتوى تبيح التعامل معهم في نطاق التجارة لسابقة للرسول الأكرم في التعامل مع اليهود. متغافلين على ما وقع بعد ذلك التعامل.من خيانتهم له وللعهود والمواثيق التي تربطهم به.والتي أجمعت صحف التاريخ الإنساني وحتى صحف كتابهم المقدّس على أنها أصل في تركيبة تفكيرهم وآلية تعاملهم مع غير اليهوديّ وبوصاية دينيّة صرفة يعتمدونها كمعطى أساسي لبقائهم وبقاء ونقاء سلالتهم وانظروا تقسيم المجتمع اليهودي الذي لم يكتفي بالتقسيم اللتوراتي الترتيبي بين أشكيناز وسفرديم بل مواطنين بتقسيم من الواحد للخامس من الدرجات. والتي تحمي وجودهم الذي كان الرسول قد أزاله إثر تفطنه لخياناتهم وتآمرهم مع أعداء الإسلام بحدّ السيف من حصونهم التي كانوا يتصوّرون أنها درعهم الحامي الذي يشاكل في هذه الأيام دروعهم العسكريّة التي غذّوا عقل العربيّ البسيط أنها خرافيّة وقاتلة ومبيدة له إذا ما تقدّم نحو حصونهم الحاليّة.التي أثبتت أحزاب(كحزب الله وائتلاف أحزاب غزّة) وليس جيوش دول بطمّ طميمها تدّعي الثوريّة والنضاليّة والعروبة أنها قادرة على اختراقه وهدم تلك الخرافة الوهميّة التي هم أنفسهم(أعني الإسرائيليين)صدّقوا كذبتهم و يتوهّمون سلطانا يصنعون له عناوين مضحكة"كقبّة ودرع صاروخيّ وغيره) وكشفوا عورتهم أمام جيوش مهزومة بقرار سياسي تآمري عربي.رغم الشواهد التي منحتها المقاومة على هشاشتهم ليس على المستوى العسكري فحسب وإنما حتى على مستوى جبهتهم الداخليّة.
وهاهي قطر وليدة زمن المال القذر والسقوط السياسي. وبرعاية آل سعود أصحاب مرجع نظرهم في طرق ووسيلة "تهويد" العرب وبوسائل معدّة سلفا في دوائر الصهيونيّة والامبرياليّة العالميّة من موساد وسي أي إيه وأم 6 البريطانيّة وغيرها كثير حتى أنه يصعب الآن حصر وجودها وتمركز وتموقع عناصرها.لكن الأصل في المخطط واحد ليشكّل وضوح التحرّك فرديّا كان أم جماعيّا. خصوصا وأن تماثل وتشابه الأدوات أيضا تشكّل المدخل الرئيسي لاكتشافهم في أي حلقة هم مندسّون. وخلف أي ستار يتوارون. وما يفضحه العنصر الوهابي.العنصر المكشوف والواضح والجليّ والذي يستر ويغطّي ما سنكشف ما توصّلنا من خلال الأحداث صعوده للحلبة من أعداء الثورة.والصراع المفتوح بينهم للقيادة وتزعّم المشهد السياسي المزوّق الجديد الخادع.والظهور كلاعب لابدّ منه على خارطة العرب في داخل كلّ قطر وليس في مجتمعهم الرئاسيّ في قمم مهازل باتت الجماهير الشعبيّة أول من يموت ضحكا وأسى وحزن حين مشاهدته أو حتى يبلغ مسامعه ما يجري فيها والقرارات التي تتخذها ولا تخادع سوى من لا عقل له يتابع ما يشهده من أحداث ونوعيّة الملفّات المطروحة على الأقل.
وها هو الإضراب العام الذي دعا إليه إتحاد الشغيلة في يلتحق بمشهد ما يجري في مصر ليظهر جليا أن ليس فقط الحريات مهدّدة وإنما مختلف أوجه الحياة بما حدى بأطراف الصراع إلى قياس موازين قواها مبكّرا ومدى ما يمكن أن تذهب إليه في حالات عدّة
فبعد تصعيد الداء "ديمقراطيّا قيل" استوجب زرع المصل المضاد لخلق موازنة هي متنفّس دائم ووجهين لعملة واحدة اختصاصها الأساسي ودورها الذي هو من أولويات عملها(وإن اختلفت الأشكال الآن من مساند لتحركاتهم ومغازلتهم سياسيا بقصد ربحهم كرقم على الخارطة وبين من انتهت فترة التعامل وجاهر بالعداء بحكم تولّيه سلطة الحكم ولو مؤقّتا)وهذا كلّه لأجل حرق طريق صعود من وضعوهم موضع أعدائهم التاريخيين وأعني تحديدا اليسار بكلّ أطيافه والمنظّمات التاريخيّة كالإتحاد العام التونسي للشغل مثلا.وهم الموجودين أصلا على الخارطة السياسية"ولو بنسبة تمثّل رقما صعبا"وبعد تشكّل جبهة الشعب التي حالها حال المنظّمات وعلى رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل هي قادرة على التوسّع على خلفيّة عملها السياسي المواجه لتطورات الأحداث ودرجات فعلها الواعي والمسئول على الساحة ليس الداخليّة وحسب وإنما تفاعلها مع المنظّمات الدوليّة ذات البعد الإنساني المساند لحركات تحرّر الشعوب في العالم.واعتمادها أساليب الفضح لكلّ دور مشبوه وفي حينه من خلال ما يتوفّر لديها من فرص حضور إعلامي رغم الحصار المفروض نتيجة الصراع الأول بين طرفي ووجهي العملة الواحدة وبينهما والاتجاه الثوريّ الحقيقي.
وما وضع الخلايا المشكوك فيها وفي أدائها والأخرى المعروفة بولائها وتعاملها مع مداخل المستعمر كجمعيات زرع المال القذر لشراء الو لاءات كجمعيات دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة الأوروبيّة والأمريكيّة وغيرها. وكذلك التفاعل إيجابيّا مع الوضع الذي تفرضه أجندات تعمل من خلال أرضنا ووضعنا. لرهن مواقفنا في الداخل والخارج مع الرهن الاقتصادي وهجمة شراء ثروات الشعب.على قلّتها.وما شراء الذمم الذي سبق تدافع رؤوس أموالهم القذرة التي وجدت فينا المطهّر والغاسل لها حتى تكون في وضع يسمح لها لدخول نوادي الاستعمار كدافوس ونادي أوروبا الموحّدة وغيرها. وصناديق قتل الشعوب كصندوق النقد الدولي. وغيره. بما يفتح للمستعمر موطئ قدم مفتاح وطريق سالكة لبلع المنطقة برمتها خصوصا منها التي بها الثروة الأم"النفط والغاز".وأعني ليبيا والجزائر كمرحلة ممهدة لإفريقيا. ونقطة ضخمة الإنتاج والمخزون تكون مفتاح بقيّة ما وراء الساحل والصحراء من غابات وغيرها هي الحديقة اللازمة لضمان إصلاح ما أفسده غازات صناعاتهم للتوازن الطبيعي للعالم.وضمان للثروة المائيّة التي هي مفتاح من مفاتيح الحياة المستقبليّة بعد ما أثر الاحتباس الحراري في"كليماتولوجيا" الكون.
إذا فإن تواجد عنصر السلفيّة بتفصيلاتها من"القاعدة في شمال المغرب العربي" بتحديد للمنطقة على الخارطة من الاسم هو يغني لتوضيح حدود المهام الموكلة إليها. والتي ولدت لها ومن أجل تحقيقها.وبقوّة داخليّة من الشباب الذين غرّر بهم ليكونوا يد العدوّ الطائل بحكم خصوصيّة معرفتها الميدانيّة وافتقارها وفقرها الشبه كلّي للوعي وللمعرفة التي تخصّ حتى الشأن الذي قاموا من أجله(الدين ونشره والتأسيس على منوال السلف)الذي دخلته في السابق الإسرائيليات وفيما بعد حرّفت غايته بالتجزئة المتعمّدة والاقتناص الذي يدسّ في عقول المراهقين سنّا أو فكرا.لتجنيدهم لمعركة هدم وحرق ما بلغته نخبهم الوطنيّة من نضج خافوه وخشوا بأسه فسارعوا بالانقلاب على ثورة شعب حرّ وسيعيش حرّ غصبا عن كلّهم لا بعضهم.
وما إلغاء الإضراب العام الذي دعا إليه الإتحاد العام التونسي للشغل ليوم 13/12/2012 إلاّ نقطة عودة لصفر مغلق على الجميع.ورجوع للعب شطرنج المواقع.وتحييد ما يمكن تحييده من عنف بشّروا به كآخر ورقة ضاغطة لإلغاء الإضراب.فالواضح أنّ الأمن تحرّك ليس لصدّ هجوم وقع. ولكن لكشف خلايا نائمة حتى الآن وكذلك ما حصل في تاجروين والشريط الحدودي بين جندوبة والقصرين.وسبق ذلك حرب مفتوحة على جميع الأصعدة والمجالات الحيويّة التي تمسّ من مصداقيّة الإضراب ونوعيته الثوريّة.بلغ الأمر حدّ استخدام(وأقول تدنيس المقدّس في الجانب المجتمعي المتعلّق بالدين وأعني بيوت الله)ووضوح تمدّد الفكر الوهابي في ممارسات نخبة وواجهة المصداقيّة الدينيّة الأئمة.وخدمتهم المطلقة للسلطان على رأي "ابن تيميّة" القائل بعدم الخروج على الحاكم وإن سلب المال وهتك العرض وحتى إن خرج عن الجمع والإجماع.
لذلك وجب على الثوريين أن يفكّروا مليّا في التركيز على إسناد الساحة النقابيّة بما برز من نوعيّة نضاليّة واكبت أطوار وأيام التحضير للإضراب فهي المكسب الجليّ الذي ربحه الشعب وليس غيره رابح أكبر.
تونس في:12/12/2012
والثورة مستمرّة
Comments