إلى من نستثنيهم من حمل نسبة ليبي من متصدري مشهدها اليوم نقول التالي
- zaratimoukhi
- 22 mai 2020
- 5 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي

يا انت...نّ
*كفى...كفى...يكفي *
يا انت...نّ
رسالة الى جهلوت ليبيا من اصوات الغربان التي تعتلي منابرها
بعد ان غاب صوتها الحقيقي الذي خبرناه في مدوناتها التريخية
كفى...كفى...يكفي
منذ فجر تاريخ تونس والعقل يميز انتمائها لكل فعل انساني دموي حربي وكل من تطوع لمعركة كان اساس تحركه انساني عقلاني مؤسس على مبادئ عامة فيها الاخلاقي والسياسي والعرقي العقلاني المبدئي ولم يكن في شيء ولا في اي مرحلة حملنا للسلاح مشوّه ومدنس برغبة في مردود مادي او نتكسب من خلاله منصبا او ظلاّ في المشهد الاعلامي ودورا في كراسي الحكم ولم نزيف معاركنا وندس سمّ بغضنا وحقدنا نتاج رفض الغالبية لفكرتنا لنؤسس نهجا دمويا تخريبيا تمرديا على كل القيم والأخلاق والمبادئ لا السياسية فقط بل والأكثر والاهم الانسانية.
وحين نتحدث عن الاخلاق فهذا الملف وجب توضيحه ان الاخلاق سابقة للدين فهي تأسيس الاجتماع وتشكيل وشروط التعايش القبلي لكن الدين رفده وأسنده بمشروعية روحية ليصبح ركنا محرارا تقاس به انسانية الشعوب وبالتالي درجة ترقي فكرها وحسها وحضارتها بعامة لذلك فان منا فينا ملّة هي فقيرة الاخلاق رغم ما تكسبته وغنمته عديمة الانسانية رغم شرطه الديني والذي تتشدق بأنها تحميه وتحارب لأجل تكريسه. ولكنها باسمه تذبح كل القيم والمبادئ والأسس التي شرع لها الذين بعد ان اسسها التجمع الانساني بآلاف السنين والأزمان.
ولأن الفقر الفكري هو احد عوامل الفقر الثقافي ونتاجه فقر في الشخصية هذه التي تبني كل مكونات خصوصيات التونسي بتاريخه وإضافاته النوعية والكمية للحضارة الانسانية عامة والعربية خاصة. فان الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة والتي جعلت من بقائها في منصة الحكم غايتها دمرت وخربت هذا المكون الاساس والشرط المحوري لقيام وطن حرّ بشعبه ونوعي في وجوده وكينونته حين دمرت عنصرين رئيسيين التعليم وخصوصا الثقافة الوطنية ومن هنا يمكن أن نتساءل بكل ما يستوجب من اللذين ترك فيهم الزمان والعمر بصمة النزر الذي تمكنوا من تحصيله رغم الطغمة الطاغوتية من
هل بلع الكثير من المحللين والسياسيين والوجوه الاعلامية والتلفزية ألسنتهم وعقولهم وذاكرتهم لهذه الدرجة التي تبعث على الريبة فيهم وفي وجودهم في مقدمة المشهد المعلن في تونس اليوم (وأقول تونس اليوم متحاشيا ذكر ما تسمونها ثورة الربيع والياسمين وغيره من المسميات التي عودنا التاريخ العربي على أن تكون بالنسبة لكل مرتكز على ذكرها متباهيا مطية ركوب وتكسّب ولنا باع كبير وذراع طويل منذ ما قبل فجر البايات وحكم الوسادات وما الى ذلك حين نقيس على ذلك.
ففي الآونة الأخيرة كثر لغط وجوه ليبيّة طويلة اللسان قليلة الاعتراف بالإحسان كثير التطاول قليلة الذمة والهمة والفهم والتفكّر...وهذا في أفضل حالات اللا وعي بما يقول ويصرح ولو كان يعي ويعرف مقصد متا يقول وكنهه لعرف انه مكسب لملته في قيادة الجهل و(صحة الرقعة) أي الصفاقة لمن لا يعرف شروح قاموس اللهجة التونسية ومفردات رموز معانيها وكلماتها. فهو يتحدث على أن أزمات ليبيا ودمارها وخرابها سببه تونس والتونسيين.
قللي يا نبيه زمانك وفقيه زمرتك ومجهول عنوانك السياسي والفكري فلا انت من صف ولا من مخالفه ولا خارطة انسانية تضمك لفصيل لتقول رأي فيصل وفكرة تنبع من فكر مسطر.
تونس والتونسيون شعبا اتحدث دفعوا اثمان وجودك ووجود امثالك على مشارف دمنا ما تنزف له قلوبهم وأمعائهم وقوت عيالهم. يا قميء لا يجب ان تنسى وأنت تلفظ اسم تونس انها اطعمتك من جوع وكستك من عراء ونظفتك ولم تنظف حتى تعوي على بابها بأنها سوءتك فتارة تسيئون للشرف وأخرى تمسون من ذواتنا ولو لم يكن حكامنا خاضعين متواطئين لما وجدتم ظلا لكم على أرضكم قبل أرضنا. ولو لم يكن في صفوفنا خونة يسرقون رغيفنا ليبيعوه اياكم حتى تشبعوا جوعكم الخرافي لما حتى حليب الاطفال سرقوه منا ليبيعوه لكم ويصبح لتر الحليب في مقاربة سعر الذهب ولا اتحدث عن داخل تونس وما نعانيه جراء وجودكم للعلاج من تناحركم وتقاتلكم يا فرعا اضحك علينا الامم يتلاعبون بكم كما لو كانوا يتلاعبون بكرة (شوالق) وخرق.
أو ليس شباب تونس اللذين اليوم اصبحوا عارا وعبئا وسبب خراب ودمار ليبيا هم ألائك اللذين غررتم بهم مستغلين ظروفهم ونقاط ضعفهم خلاصتها المال والشهوات نتيجة البطالة وقلة حيلة الاهل واتساع الهوة بينهم وبين رغبات زمانهم من ما يشتهون. أو ليس أموال النفط اللذي تبيعوه في الاسواق السوداء وعلى حدود المياه الاقليمية الدولية وما يتدفق من مال قذر من خليج موبوء لتدفعوا فاتورة من دربتموهم وفتحتم لهم المعسكرات وزودتموهم بالسلاح ليقاتلوا في سوريا وبؤر نتانتكم وجهلكم وجهالتكم. أو ليس من فتح ابواب المال السياسي القذر وشهيته لساسة (واطين) من بلدي وأولها ما دفعتموه في صفقة البغدادي المحمودي. أو ليس أنتم من اختطف وساوم تونس لقاء اطلاق سراح مجرميكم اللذين كانوات يخططون لبلادنا الخراب الذي انتم شياطينه وزبانيته.أو ليس انتم من تشترون الذمم لكي تجدوا مكانا تحت شمسنا وترابنا ووطننا حين تشتد بكم النوازل. أو ليس أنتم من من ترابه تنطلق الكوارث التي تمس الآمنين من بيني وطني معتمدين على تعاطف الإخوة التاريخية والدموية منذ زمان الرجال في الطرفين أيام كان الهم والدم واحد طرد الاستعمار. وبعده ماذا حصل أوليس حكامكم من دربكم وعلمكم خيانة الماء والملح ونكران المعروف. أو ليست تونس التي يلجئ اليها كل طالب الحرية والأمن أيام تشتد في بلادكم النوائب ؟ وليس فقط عند قيام ما تسمونها (تورة) يا (توار) آخر زمن في محافل السراق والنهابة وباسم ماذا باسم اشرف رسالة انسانية وباسم اكرم خلق الله رسولهم تقترفون وترتكبون ليس الجرائم فقط بل وتستغلون براءة وضعف المحتاج لتجعلوا منه حطب محارقكم وفي النهاية تتكلمون بصلف الذي لا وجه له ولا كرامة ولا همة ولا شرف. فالشرف ليس في فروج الغواني بل في عقول وفكر من يرغب القيادة والريادة ومن له سلطة الفعل قبل القول.
أو لم تكن أرضكم وأنتم من فتحها لتكون معبرا نحو تركيا وسوريا ومالي وغيرها من بؤر الخراب ولم تكتفوا بل جعلتم من معسكراتكم مواقع تدريب وتصدير ولمّا تحول السلاح نحوكم (وهذا ما لم يكن في حسابكم وراجع ذلك لجهلكم وغبائكم الفطري وعمالتكم المكتسبة باسم الاسلام والثورية وهما أو البراء منكم ومن وجودكم على راس المشهد الليبي) وأنا المتأكد وأجزم أنه على أرض ليبيا ومن بين المشردين في الشتات بسبب وجودكم من لا يقاس بمال الدنيا لعلمه وحصافته ودرايته وشغفه بالمزيد من العلم والإفادة. وأجزم أنه كان يعرفكم ويعرف مدى ما يمكن ان تكون عليه ليبيا في ظل وجودكم لذلك رحلوا الى عالمهم البريء الشريف العفيف بكل اوزار الحزن والخجل من هكذا عملاء جهلة يحتلون مشهد بلاده في وقت كان يمكن ان تتحول ليبيا الى جنة الدنيا ليس لأنها دولة ثروات باطنية فقط بل ولأنها سليلة تاريخ لا يمتلك عربان الخليج نطفة منه ولا حتى ذكر أيام كانت ليبيا لوبيا وغيرها من الاسماء والتواريخ من سيبتيموس سيفيروس وصولا الى محمد خليفة التليسي والصادق النيهومي ولن يكونا الأخيرين حتما ولكن خلفهم سيجد وطنا من جحيم وجهل وجهالة وعمالة وتخريب متعمد حتى يدوم لهم البقاء والنهب والسرقة. وأجزم لو فتح تاريخكم لوجدناكم من اللذين كانوا يتمتعون بأعداد تمنح من خلال الرتب الحزبية أيام القذافي أو بالضغط والتسلط أو شراء ذمم الاساتذة والدكاترة العراقيين والسوريين والفلسطينيين وغيرهم من الأقطار التي كان القذافي يستجلب نخبها حتى يصنع منكم نوابغ لكن أيضا أخطائه كثر بحيث أصبح مشروعه عكس ما خطط له والنتاج واضح وجليّ حين نشاهد ونسمع ونعلم المشهد الليبي وما يعانيه أهلنا في ليبيا وخارج ليبيا.
فاصمتوا أو سيكون لنا معكم حساب وكلامي هذا كلام أهل الجنوب وليس كلام ساسة تتكسب من ما تمنحون لهم لقاء مواقف أو مشاريع أو مكاسب. فنحن لا مكسب لنا سوى تونس وأرض تونس وأمن تونس وما عدا ذلك نموت جوعا ولا نسلمها لا لأوساخكم التي مولتها فصائلكم المتناحرة ولا للتي تمولها شاربي بول البعير سادتكم من حكام صلالة وحمير وعنزة وكلبة وغيرها من حيوانات هي اشرف من ان يحمل هؤلاء اسمائها.
ولن ننساهم من أخذتم معهم صورا تذكارية وهم يشاهدون بإعجاب شحنات السلاح التي أوصلوها لكم من ساسة العمالة والجهل والدناءة مثلكم وهذا ما يجمعكم واجتمعتم في ظله وفيئه. كما لن ننسى أن لنا صحفيين للان هما غائبان وربما احياء محتجزان لأنهم فقط رغبا في كشف الحقائق كما فعلتم مع ممثلينا في سفارتنا وقنصليتنا. ولن اتحدث عن اللذين قتلوا في ارض تونس غير مأسوف عليهم جيفة في ترابنا من خوانة الوطن ليبيا ومن يعضون اليد التي حملتهم الى بر السلامة. وأطعمتهم من ثديها بينما ظنت به على ناسها. ومن خالوا حلمنا وكرمنا ضعفا وطمعا وانبطاحا وخيانة وعمالة.
وستجدوننا في انتظاركم جيشا وأمنا وحرسا وغيره من حماة البلاد وأولهم وأمامهم أبناء الوطن من أوّل نقطة في شماله ويقود صفوفهم أولاد الجنوب الحرّ أبد الدهر. وأكفاننا على أكتافنا وسلاحنا الموت لكل جرذ خائن غدار موبوء عميل.
هذا آخر كلامي فردوها عليّ....وأجزم لن تستطيعوا حتى فكّ رموز معاني كلماته يا لا شيء في العالم الانساني وليس العربي الحرّ فقط
تونس 10 - 03 - 2016
Comentarios