9 أفريل التاريخ الذي أعاد نفسه بمهزلة مرّة
- zaratimoukhi
- 22 mai 2020
- 3 min de lecture

مقالة المختار المختاري الزاراتي

هكذا أعاشتنا وزارة الداخلية وعناصر ملتحية مسلحة بهراوات وقضبان الحديد يوما من أيام التاريخ والنضال . ووضعونا في الإطار والصورة والمشهد الواقعي والحيّ ليوم 9 أفريل التاريخيّ. ليعيد التاريخ نفسه في شكل مهزلة مرّة كعلقم لم يبتلعه بعد أبناء الشعب الذين نزلوا للاحتفال(وليس التظاهر كما يريد البعض إقناعنا فهناك فرق وبون شاسع بين الاحتفال بيوم تاريخيّ»يوم وعيد الشهداء التظاهر من أجل مطالب أو للتنديد أو غيره).
نعم قام جزء من الشعب يوم عيد الشهيد بالدور كاملا وتحمّل تبعات لعب الدور هذا كاملا.وقامت وزارة الداخليّة ممثلة في عناصرها الميدانيّة مسنودة من لحيّ مشبوهة(هذه العناصر الميدانيّة لوزارة الداخليّة التي كم تباكت في وسائل الاعلام بعيد الثورة بأيام معدودة وليست ببعيدة بحيث تنسى.وطالبوا بالصفح والتسامح مع الجماهير الشعبيّة ورمي التهم على كاهل قياداتهم وغيره من التعلل والتحجج بقصد استدرار عطف الجماهير. هي ذات الجماهير التي اليوم واجهوها بقيامتهم بدور في مسرحيّة عيد الشهيد ).
حتى أعادت فيلم الاحداث التاريخية بمرارة واقع الحال ذات زمان 1938. خرج فيه رجال للمطالبة ببرلمان يظم تحت سقفه جميع مكونات الفكر والشخصيّةة. لكن عوض أن نعيد كتابة التاريخ الصحيح لنضال أجنحة الشعب ورجالاته.والتي ابتلعها بورقيبة في اسمه وذكره(حتى أصبح تاريخ) هو تاريخ بورقيبة وتاريخ الحركة الوطنية تاريخ الواحد الاوحد بورقيبة).أعدنا المرارة ذاتها. والحزن ذاته. والتاريخ ذاته.
وهكذا كان لابن خلدون حقّ أن يشهد علينا ليس بنصبه فقط بل وبمقولته. التي فسرت شروط اللعبة بدقّة متناهية. وهكذا لم يسلم حتى الأجنبيّ من وسائل القمع وعلى رأسها(ما يستورد بالعملة الصعبة والحال أننا في حاجة لكلّ سنت من العملة التي توفّر للشعب حاجاته ولجرحى الثورة الدواء والشفاء وللعاطل آلة للعمل...إلخ...).ولم يسلم لا الشيخ ولا الشاب. لا المرأة ولا ة.لا الطفل الذي وعدته أمه بحلوى بمناسبة العيد ووعدته بنزهة في شارع الثورة الرمزي منذ 1938 حيث سقط فيه في مثل هذا اليوم شهداء الوطن الذين حرّروا بدمائهم الزكيّة الطاهرة البلاد ووهبوا لها نظاما ديمقراطيّا في حينه(ألا وهو النظام البرلمانيّ). وطردوا جيشا استعماريّا من أعتى جيوش الاستعمار التاريخيّ في حينه. وشبحه اليوم. من أرضنا. وهذا الشارع ذاته من قرّر طيلة زمان أن يكون للشعب رجال يذودون عنه بدمائهم من كلّ الأطياف والبرامج السياسية والمشارب الفكريّة طيلة زمن الطواغيت من بورقيبة وميليشيات أتباعه(وهم ذاتهم المتربصين به لخلافته). وحتى زين الهاربين. هذا الشارع رمز 14 من جانفي التي أوصلت هؤلاء الذين اليوم. أعاشونا ذكرى وذكريات 9 أفريل المجيدة الخالدة.ولم يسلم الصحفيّ الذي نريد منه ما نريد من الصدق والحياد ونقل الخبر في حينه بأمانة. ولم يسلم حتى المسعف من الهلال الاحمر الذي من المفترض أن يكون منقذا ومسعفا للجرحى حتى أصبح في مصاف المضروبين. ولن أتحدث عن التطور الحاصل على مستوى التعامل والتفاعل الامني لفضا وعملا فهذا ما بشّرنا بتطوره وحياديّة العناصر الامنيّة التي طالبت بها وتطالب بقوانين تحميها في ذلك(ولن نقف موقفا سلبيا من هذا المطلب حتى ونحن عشنا ما عشنا في يوم عيد وطني شعبي تاريخيّ من مرارة ساهموا فيها هم بأنفسهم).
ولم يسلم سوى من تخلّف في تفاخر جرّني في لحظة غفلة لتوهّم أن جزء من الشعب غير مؤهّلا بعد لإنجاح شروط الثورة الديمقراطيّة والوحدة الشعبيّة. فهو لا يعرف بعد المفاصل التاريخيّة لبلاده. رغم أننا وطيلة ما عاش وفي كلّ عام وفي مثل هذا التاريخ واليوم تقام الاحتفالات والبرامج التلفزيّة(هذا اذا أمنت أنه لم يجلس على مقاعد الدراسة يوما في حياته)وهو القاطن في نهج مرسيليا وأنا متأكد أنه يعرف تفاصيل مرسيليا في فرنسا أكثر مما علمه عن تاريخ بلاده. إذ أنه وبمعيّة أترابه يجزمون أن شارع 9 أفريل هو من يحمل الشهداء اسمه لأنهم سقطوا فيه فقط. وأن إسمه(أي الشارع)هو من سمي عليه يوم الشهيد الوطني وليس العكس. وسمعت ما أتعس لكن أكتفي بهذه الصدمة حتى أشرح للناس مرارة ما زرعه بن علي في هذه الزمرة من الشباب الذي له وفي سن الانتخاب. والممارسة الوطنيّة. وهم(هذه الثلّة على قلّتها)تلبس ما لا يشاهده الريفيّ وحتى من أطراف العاصمة ما يراه في المجلات إن تمكن من مشاهدة هذه المجلات. ويغمس شعره في سطل من «الجال» ليعجب الصبايا في الشارع التاريخيّ(شارع الثورات التاريخيّة)ولا يخجل إذ يتطاول على من يحمل راية البلاد بوصفهم»جماعة عنقني» وأخجل من بقيّة العبارات المستعملة من طرف من مررنا بهم من هذه النوعيّة(وهي لا تمثّل بأي حال شباب تونس الثوريّ المناضل بغالبيته رغم الهنات الطبيعيّة بحكم الزمن والوعي السياسية). ولم يسلم حتى الذين احتموا بساحة»حقوق الإنسان وما أدراك ما حقوق الانسان في شارع محمد الخامس ولم يسلم من هم في شوارع أخرى موازية. هل هذا فقط لتطبيق قرارا وزاريا؟ هل القرار قانونا؟ هل القانون لا يستثنى منه العيد(عيد الشهيد التونسي التاريخيّ). ولكم يا شعبي سديد النظر. وأعيد على أذهانكم أن الذين أصابتهم إستكانة أو جهل بالحقوق(كما الواجبات) كان السبب في تشقّق صفّ الشعب الذي وحده النضال طيلة التاريخ ومفاصله.
والثورة مستمرّة
Comments