30 آذار يوم الأرض العربية الكبرى
- zaratimoukhi
- 25 mai 2020
- 3 min de lecture

بقلم المختار المختاري الزاراتي
30 آذار يوم الأرض هو يوم 30 مارس 1976 وعلى إثر مصادرة الكيان الإسرائيلي ل30 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين عمّ إضراب عام واندلعت مسيرات ومواجهات عنيفة من الجليل وحتى النقب أسفرت على سقوط 6 شهداء وإصابة واعتقال المئات من عرب فلسطين
ومن هذه الواقعة مثل يوم الأرض فارقة رئيسية في مفهوم ورمزية وعلاقة الأرض بالقضية برمتها. فلولا أخطاء القدامى حين باعوا الأرض للعدو ليدخلها مستوطنا ومن ثمة قام باغتصاب وسلب الأرض ليكون له وجود. لما كان للعدو موطئ قدم منه ينطلق في تأسيس كيانه الغاصب والمغتصب. واستوعبت الأجيال الدرس في وقت أجبر فيه العدو على إتباع منهاج وحيد وهو المتاح له بحكم تسليحه افتك الأرض بقوة السلاح الغائب والمغيب عن عرب فلسطين حتى يحموا الأرض من الاغتصاب الممنهج والمشرّع من خلال القوى التي رسمها عرب الكراسي عظمى في مخيلة شعوبهم بحثا عن خوف يمكنهم من تكريس وجودهم وتشريع عمالتهم وذلهم ورهن الأرض والعرض لقاء البقاء وتوريث عروشهم وكراسيهم.
والأرض في فلسطين التي قبل 48 كانت مصدر الرزق والقوت والوجود فشعب فلسطين كان كعدد مهم من الأقطار العربية شعبا مزارعا وعلاقته بالأرض عضوية وطقوسها ترتبط بالشرف والمكانة. لذا فإن الموروث الطبيعي في المخيال الباطني والظاهر على السواء يبرز كم للأرض من معنى وقيمة ورمزية مثلت معطى لا يغيب عن كل تفاصيل الحياة ومنها الإبداع الشعري لدى كبار شعراء الأرض الفلسطينية وهو ما يشاركونه 'ولو بخصوصية مميزة لهم' لفيف من الأقطار العربية التي للأرض في تاريخها وحياتها مكانة خاصة.
لذا فإن ليوم الأرض الفلسطيني مكانة وعلامة وفهم وميزة لا يعي قيمتها إلا من يشارك فلسطين مفاهيم العلاقة مع الأرض.
هكذا نتلمس علاقة المواطن الشريف في تونس كيف يعانق الأرض وقضيتها كمن يعانق حياته فيها وعليها فالهمّ والإرث والتاريخ وحاضره واحد ومشترك.
ومن هنا يمكن أن نستقري واقع ومستقبل الأرض في فلسطين وأولها هذه المرة القدس ولا تنتهي فيها بل تصل إلى الأبعد أي حسب الوعد المزعوم وعد ربّ بني صهيون. من البحر إلى البحر.
خصوصا في ظلّ التحولات التي يشهدها واقع العالم اليوم والرقعة العربية بخاصة التي تمرّ بمرحلة جديدة من إعادة توزيع لا الخارطة وحسب وإنما أوراق اللعبة الاقتصادية والسياسية في ظلّ تشكيل الأحلاف (ولو أنّ كلمة حليف هي المعلن البارز في أصله العبد وما يسمى في موروثنا عسكر زواوا مقدمين في الحرب موخرين في الراتب)
هذه المسماة أحلاف الملفات الكبرى الاقتصادية والعسكرية ورسم خارطة خطوط الدفاع المتقدمة التي تحمي حدائق وطن سام الأصلية.
لذا فإن رمزية القدس التي تمثّل بالنسبة للعدو وللفلسطيني والعربي في آن نقطة النار ومركزية الموت. فالقدس التي يسعى العدو ليس لضمها فقط بل وهو الآن يخرب مسجدها الأقصى بحثا عن حائط مزعوم هو راغب في بحثه الاركيولوجي هذا عن مبرر لوجوده ولملكيته للأرض. وهو أصل ما يسرّع عمله. بينما الفلسطيني يجد في الأقصى وثيقة وجوده بينما ينسى أنّ العدو بقيت له هذه النقطة اليتيمة لإثبات نسبته ونسبه في تراب الأرض فهو خسر العديد من نقاطه حين بحث في تاريخ الأرض فلم يجد سوى الإرث الكنعاني منتشرا في أعماق الأرض والزمان.
وهو اضطر إلى توسيع دائرة النهب والسلب والاغتصاب إلى الإبداع الفلسطيني ذاته والعربي عموما ليتخذه سلعة للتجارة وللتطبيع من جهة ومن جهة أساس هو يبني مشهدا يكون فيه للعدو وجودا ورقما لا يمكن استثنائه أو محوه من القادم من دفاتر التاريخ هذه المرة ليس كعدو نقاتله وإنما كراعي ومنقذ وباني لحضارة برمتها في المنطقة بأدوات وأفكار وعقول وقريحة يفقدها في مؤسسته ومن يدعي انه شعبه الإسرائيلي الصهيوني بينما حضورها ثابت ومتأكد في الفلسطيني والعربي عموما الذي كان ولا يزال وسيظلّ الرقم المشتهى ومطمح الأعداء لضمه وسلخه واستقدامه بكل الإغراءات ليكون ملكا لهم مستخدمين حكام الذل والعمالة والعار اللذين بهم تمّ تجهيل وتدمير وتكبيل وتفقير وتهجير خيرة ما في جادت به الأرض التي يومها منطلقه 30 آذار وليس نهاية العدّ والرمزية.
ولئن أحيل ملف القضية على الفلسطينيين حتى يحكموا فيه ويحكموه بعد تخلي العملاء والتبّع وخدم بيت البياض الأسود الترمبي وريث ورقة أسلو فإنّ هذه الإحالة هي سيف ذو حدين لذلك هو يجرح حتى الآن تارة ويذبح تارة لكن ما يتميز به العدو هو مراجعته السريعة لأخطائه بينما تتسع رقعة الخيانة وشراء الذمم الشيء الذي يعيق ويدمر حتى الآن مستقبل القضية الفلسطينية وبالتالي قضية الأرض. زد عليه الوضع الكارثي للأقطار الراقصة على نار الانقلابات متصورة بغبطة الجاهل أنها قامت بالثورة غير من خلالها وجه الكون والحال أنها منطلق تدمير الكون في صراع رأسمالي رأسمالي. بين ورثة الرأسمالية العائلية والأثرياء الجدد الذين كدسوا ثروتهم من وبعد تبيض أموال الجريمة والمخدرات والحرب وغيرها من الكوارث.
وليست فلسطين سوى ورقة رئيسية في ملف الصراع فترابط السياسي الحزبي مع الإجرام وتبييض الأموال والمخدرات وغيرها على أيامنا هو رقم بين كما الضدّ المترنح بين ولئن بقيت فلسطين الورقة الأبرز فإن رقعة الأرض المطلوبة أصبحت أوسع وأرحب وأكبر من خارطة فلسطين.
ومن هنا نبدأ العد لحفلات توقيع بيع الأرض المعاصرة ونحتفل بتمدد وتوسع الكيان فينا وليصبح في قريب الزمن لعيد الأرض معنى أوسع وليكون موعد 30 آذار عربيا بامتياز ومميز بعيد الأرض العربية وخارطتها الكاملة المغتصبة وحلم إسرائيل الكبرى لم يعد يبعد عن واقعه سوى مسافة أرض من يوم الأرض.
المختار المختاري الزاراتي
تونس 24/03/2018
Comentarios